الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
لقد وردت نصوص كثيرة من القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، لا تحصى ولا تعد ، في فضل العلم .
فقد قال الله تبارك وتعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } الزمر ( 9) .
وقال سبحانه : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } المجادلة ( 11 ) .
ولقد مدح الله عز وجل أهل العلم وأثنى عليهم فقال : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } فاطر( 28 ) .
فخصهم الله تعالى بالخشية ؛ لأنهم أعرف الناس بالله ، وكلما كان العبد بربه أعرف ، كان له أرجى ، ومنه أخوف .
وقد قال النبي - عليه الصلاة والسلام - : (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )) صحيح على شرط الشيخين / الصحيح المسند / رقم 651 .
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - : (( كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم للعبد فهو من ثمرة الجهل )) . اهـ
وما أجمل ما قاله أيضا - رحمه الله - في لذة الطلب والتعلم : (( ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة وصحبة الملأ الأعلى لكفى به شرفا وفضلاً ، فكيف وعز الدنيا والآخرة منوط مشروط بحصوله )) . اهـ ( مفتاح السعادة 1/ 108) .
فبالعلم يعبد المسلم ربه على بصيرة ، وبالعلم يزهق الباطل وتندفع الشبهة والجهالة ، وبالعلم تتهذب الأخلاق ، وبالعلم تزول الأحقاد ، وبالعلم تتآلف القلوب .
إذًا : فهو سبب لمرضاة الله عز وجل ، وسبب للحياة الطيبة في الدنيا ، والحياة البرزخية ، وفي الحياة الأخرى .
وإن هذا العلم الذي أعطانا الله إياه يحتاج إلى زكاة ، فزكاة المال ربع عشره ، وزكاة العلم أن تعمل به وأن تعلِّـمه ، كما قال شيخ الإسلام " محمد بن عبد الوهاب " - رحمه الله - :
(( اعلم - رحمك الله - أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل :
الأولى : العلم ، وهو معرفة الله ، ومعرفة نبيه ، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة .
الثانية : العمل به .
الثالثة : الدعوة إليه .
الرابعة : الصبر على الأذى فيه )) الأصول الثلاثة .
السلفية النجدية ..