قال ذو النون المصري :
بينما أنا في بعض سياحتي إذ مررت بشاطئ البحر , فرأيت عقرباً أسود , قد أقبل إلى أن جاء إلى شاطئ البحر , فظننت أنه يشرب فقمت لأنظر , فإذا بضفدع قد خرج من الماء , وأتاه فحمله على ظهره وذهب إلى ذلك الجانب .
قال ذو النون : فأتزرت بمئزري وعمت خلفه , حتى إذا صعد من ذلك الجانب صعدت وسرت وراءه , فما زال حتى إذا جاء إلى شجرة , فوجدت تحتها غلاماً نائماً من شد السكر "أي كان مخموراً" , قد اقبل عليه تنين عظيم , قال فلصقت العقرب برأس التنين و لسعته فقتلته , ثم رجعت إلى ظهر الضفدع فعبر بها الماء , وسار بها إلى المكان الذي جاءت منه .
قال ذو النون المصري : فتعجبت من ذلك وأنشدت :
يا راقداً والجليل يحفظه من كل سوء يكون في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك يأتيك منه فوائد النعم
ثم أيقظت الغلام وأخبرته بذلك " فتاب وحسنت توبته . ثم أنشد ذو النون عمن لا يسم :
إذا لم يسألك الزمان فحارب وباعد إذا لم تنتفع بالأقارب
ولا تحتقر كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب
فقد هد قدما عرش بلقيس هدهد وخرب فأر قبل ذا سد مأرب
إذا كان رأس المال عمرك فاحرز عليه من التضييع في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك يكر علينا جيشه بالعجائب