للإعلال والإبدال قواعد وضوابط تطرد على عموم اللغة، لكن هناك صيغ جاءت على الأصل في أكثر من مصدر لغوي.
وهنا نحاول عرض هذه الصيغ لعلنا نصل إلى سر تأبيها على تلك القواعد.
للإعلال والإبدال قواعد وضوابط تطرد على عموم اللغة، لكن هناك صيغ جاءت على الأصل في أكثر من مصدر لغوي.
وهنا نحاول عرض هذه الصيغ لعلنا نصل إلى سر تأبيها على تلك القواعد.
1- الفعل "أطْوَل" الذي ينبغي أن يعل بالنقل والقلب فيصبح "أطال".
جاء الفعل على الأصل في الشعر عند:
أ- أبي اللحام التغلبي:
عمرتُ وأَطولتُ التَّفَكُّرَ خالياً**وَساءَلت حَتّى كادَ عُمري يَنفَدُ
ب- المتنبي:
لغادرت الثواكل معولاتٍ**بساحتنا وأطولت القتالا
ج- أبي المرار الفقعسي:
صددت فأطولت الصدود وقلما ** وصال على طول الصدود يدوم
وهو هنا مفسر بإقامة الوزن سببه، لكنه ورد في الحديث التالي في مسند الإمام أحمد ورودا يتطلب تفسيرا!
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ قَالَ كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنْ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي وَقَدْ نُعِتَ لِي أَبُو ذَرٍّ فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ مِنًى فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ فَإِذَا شَيْخٌ مَعْرُوفٌ آدَمُ عَلَيْهِ حُلَّةٌ قِطْرِيٌّ فَذَهَبْتُ حَتَّى قُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ ثُمَّ صَلَّى صَلَاةً أَتَمَّهَا وَأَحْسَنَهَا وَأَطْوَلَهَا فَلَمَّا فَرَغَ رَدَّ عَلَيَّ قُلْتُ أَنْتَ أَبُو ذَرٍّ قَالَ إِنَّ أَهْلِي لَيَزْعُمُونَ ذَلِكَ قَالَ كُنْتُ كَافِرًا فَهَدَانِي اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ وَأَهَمَّنِي دِينِي وَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنْ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَوَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي قَالَ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا ذَرٍّ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ قَالَ أَيُّوبُ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا فَأَمَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ مِنْ إِبِلٍ وَغَنَمٍ فَكُنْتُ أَكُونُ فِيهَا فَكُنْتُ أَعْزُبُ مِنْ الْمَاءِ وَمَعِي أَهْلِي فَتُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ هَلَكْتُ فَقَعَدْتُ عَلَى بَعِيرٍ مِنْهَا فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِصْفَ النَّهَارِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْمَسْجِدِ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَنَزَلْتُ عَنْ الْبَعِيرِ وَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ وَمَا أَهْلَكَكَ فَحَدَّثْتُهُ فَضَحِكَ فَدَعَا إِنْسَانًا مِنْ أَهْلِهِ فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ بِعُسٍّ فِيهِ مَاءٌ مَا هُوَ بِمَلْآنَ إِنَّهُ لَيَتَخَضْخَضُ فَاسْتَتَرْتُ بِالْبَعِيرِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْقَوْمِ فَسَتَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تَجِدْ الْمَاءَ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّ بَشَرَتَكَ.
أرجو أن تفيدوني في موضوع تناوب الصيغ الصرفية:أي استعمال إحداها للتعبير عن معنى أخرى، كاستعمال المصدر للدلالة على المفعول. شكرا.
أحسن الله إليك..
ما تسأل عنه أخي الكريم يسميه بعض علماء العربية "التعويض" ومنهم ابن فارس رحمه الله.
-وذلك كإقامة المصدر مقام فعل الأمر وهذا في قوله تعالى :
"فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون" على أن المعنى فسبِّحوا في المُسي و الغداة. وكذلك قوله :" فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب" أي اضربوا رقابهم.
-وكإقامة فاعل بمعنى مفعول في قوله تعالى : " قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" والمعنى لا معصوم اليوم إلا من عصمه الله على قول.
-وكإقامة فعيل بمعنى مُفعِل وذلك في قوله تعالى "عذاب أليم" أي مُؤلم. وقد سمعت الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى في شريط له يذكر أن الأصمعي رحمه الله، على جلالته، أنكر هذا التناوب وردّ كلامه واستشهد بآيات من كتاب الله كقوله تعالى "بديع السموات والأرض" أي مبدع " فقد جاءكم نذير" أي مُنذر. واستشهد أيضاً بقول عمروبن معدي كرب الزبيدي في مطلع عينيته المشهورة :
أمن ريحانة الداعي السميع **** يُؤرِّقني وأصحابي هُجوع"السميع" بمعنى المُسمع وقد كانت أخته ريحانة أسيرة في حي من أحياء العرب.
-وكإقامة المفعول مقام المصدر ومنه قوله تعالى : "بأيكم المفتون" أي الفتنة.
-وكإقامة المصدر مقام الفعل كقول كعب بن زهير رضي الله عنه :يسعى الوُشاةُ حوالَيْها وقِيلَهمُ**** إنَّك يا ابن أبي سُلمي لمقتولقيلهم أي يقولون.
أما عن المثال الذي طرحته أخي الفاضل فهذا كقولهم :" رجل ثقة وعدل ورِضى" أي موثوق به، معدّل، مرضي عنه في شهادته"
وجل كتب اللغة كالمزهر وغيره تطرقت لهذا الباب.
والله تعالى أعلم.