الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين أما بعد : فهذا بحث مختصر، جعلته تذكرة لنفسي ،ولمن شاء الله من الإخوان بعدي ، ذكرت فيه أشهر المصنفين في علوم الحديث ، حرصتُ على الاختصار ، مبيناً فيه أشهر المصنفين، وقد رتبتهم على الوفيات حتى يسهل على طالب الحديث حفظهم ، ولم أستوعب جميع المصنفين فهذا يؤدي إلى تطويل البحث ، وهناك أسماء كثيرة من المحدثين لم أذكرهم لأسباب عدة ، وسوف أستدرك ذلك في النسخة الثانية بإذن الله ،وهي لن تتأخر كثيراً .
مصادر البحث :
مصادري والحمد لله كثيرة ومتنوعة ، منها ما هو متقدم ومنها ما هو متأخر .
من أشهر من كتب عن المصنفين من حيث المطبوع والمخطوط : الكتاني في الرسالة المستطرفة ، والزركلي في الأعلام (وهو من أجودها ) وأنقل عنه كثيرًا(بتصرف )وأتعقبه خاصة فيما يتعلق بالمخطوط والمطبوع .
الفهري في معجم الشيوخ ،وحاجي خليفة في كشف الظنون، وإسماعيل باشا في هدية العارفين ، وإدوارد في كشف القنوع بما هو مطبوع ،وسركيس في معجم المطبوعات وأكرم العمري في بحوث في تاريخ السنة المشرفة ، ومحمد مطر في التدوين ، ومشهور سلمان وصاحبه في معجم المصنفات الواردة في صحيح البخاري ، ودليل مؤلفات الحديث ، والتليدي في تراث المغاربة في الحديث ،وحسان عبد المنان في موسوعة المطبوعات العربية.
. بالإضافة إلى مقدمات الكتب المطبوعة وهي كثيرة كما سيأتينا ، وكتب التاريخ والتراجم :كتاريخ بغداد ، وتاريخ دمشق ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ، والضوء اللامع للسخاوي ،والبدر الطالع للشوكاني ،وحدائق الزهر لعاكش الضمدي ، وغيرها من الكتب المتنوعة والمختلفة .
وأما بالنسبة للوفيات : فأشهرها كتاب الوفيات لابن زبر الربعي ، والوافي بالوفيات للصفدي ، والإعلام بوفيات الأعلام للذهبي ، ووفيات الأعيان لابن خلكان ، وشذرات الذهب لابن العماد.
وأما ضبط الأسماء فأشهرها :المؤتلف والمختلف للدار قطني ، والإكمال لابن ماكولا ، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين ، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر العسقلاني .
وأما كتب الطبقات فأشهرها: كتاب الطبقات لابن سعد ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ، وطبقات المحدثين لابن عبد الهادي ، وطبقات الحفاظ للسيوطي .
وطبقات الشافعية للسبكي ، وابن كثير ،وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى والذيل لابن رجب ،والجوهر المنضد ليوسف بن عبد الهادي ،وطبقات المالكية للقاضي عياض، وابن فرحون .
وأما كتب الأنساب فأشهرها : الأنساب للسمعاني ، واللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير الجزري (المؤرخ) ، وعجالة المبتدي وفضالة المنتهي للحازمي الهمذاني ، ولب اللباب للسيوطي .
وأما كتب الكنى فأشهرها : كتاب الكنى لمسلم بن الحجاج ،والكنى عبدالله بن أحمد ،والكنى لأبي بشر الدولابي ، وفتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده، والمقتنى في سرد الكنى للذهبي .
وأخيرا أرجو أن أكون قد وفقت في كتابة هذا المختصر المتواضع، وسميت هذا البحث (الروض الوريف في أشهر المصنفين في علم الحديث الشريف ) .
وطريقتي في هذا البحث ما يلي :
1- أذكر اسم المحدث كاملًا وباختصار مبينًا فيه نسبته، ومذهبه غالباً.
2-أذكر وفاته على المشهور عند المؤرخين .
3- أذكر بعض مصنفاته في الحديث وهو الأصل وربما غير الحديث أحيانًا
4- أبين المطبوع (وهو الأصل )والمخطوط ،والمفقود وليس ذلك شرطاً ،(من غير حصر ) وقد فاتني الشيء الكثير ، وسوف أستدرك ما فاتني قريبًا إن شاء الله .
5-اكتفيت بأشهر المحدثين ممن لهم مصنفات مطبوعة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر .
فوائد هذا الموضوع المختصر :
1- التمييز بين المتقدم والمتأخر .
2- التفريق بين الشيخ والتلميذ .
3- معرفة الأسماء المؤتلفة والمختلفة .
4- معرفة من ينتسب للمدينة ومن ينتسب للقبيلة.
5- إبراز جهود العلماء في خدمة السنة النبوية .
6- معرفة المصنفين من العرب والموالي .
7- الاقتداء بمن سلف في التأليف وفق الضوابط المعلومة .
8- المؤلف المتميز يبقى اسمه محفوراً لدى طلاب العلم مهما تقادم الزمن .
9- الاشتغال بخدمة السنة النبوية من حيث التأليف والتصنيف أولى وأنفع لدى الأمة من الخوض في الجدال العقيم غير المثمر .
10- معرفة الكتب المطبوعة من المخطوطة .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
كتبه :راجي الرحيم الباري ، الشريف ناجي بن تركي الهجاري .
11/ 5/ 1430 من الهجرة النبوية .
مقدمة في أشهر المصنفين في علم الحديث .
من المستحسن البدء بتمهيد عن أول من صنف ،ولماذا تأخر التصنيف عند العلماء، وخير من يفصل في هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في مقدمة الفتح .
قال ابن حجر العسقلاني (ت852): اعلم علمني الله وإياك أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تبعهم مدونة في الجوامع ،ولا مرتبة ،لأمرين :
أحدهما :إنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم.
وثانيهما: لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض و منكري الأقدار.
قال ابن حجر : فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح (ت160) وسعيد بن أبي عروبة(ت156) وغيرهما وكانوا يصنفون كل باب على حدة إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة فدونوا الأحكام.
فصنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم.
وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة(ت150) وأبو عمروعبد الرحمن بن عمروالأوزاعي بالشام (ت157)وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري بالكوفة (ت161) وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار بالبصرة(167)
ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وذلك على رأس المائتين.
فصنف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي مسندا (ت 213)
وصنف مسدد بن مسرهد البصري (ت228) مسندا
وصنف أسد بن موسى الأموي (ت212) مسندا
وصنف نعيم بن حماد الخزاعي (ت228) نزيل مصر مسندا ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك اثرهم فقل إمام من الحفاظ الا وصنف حديثه على المسانيد كالامام أحمد بن حنبل(ت 241)وإسحاق بن راهويه (288) وعثمان بن أبي شيبة (ت239)وغيرهم من النبلاء ومنهم من صنف على الأبواب وعلى المسانيد معا كأبي بكر بن أبي شيبة.(235)
ونبدأ بحول الله وقوته بأشهر المصنفين من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر .
\
القرن الثاني
1-معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري ، سافر إلى اليمن فاستفاد منه أهل اليمن وخاصة عبدالرزاق بن همام . ت154 له :جامع معمر بن راشد(ط) ،وهناك من يرى بأنه من تصنيف تلميذه عبدالرزاق بن همام
1)
2) سفيان بن سعيد الثوري (ثور مضر) الكوفي ت161 له: جامع سفيان الثوري (ط) مختصر،والتفسير
3) حماد بن سلمة الربعي مولاهم البصري ت167 له :جامع حماد بن سلمة جمع أبي القاسم البغوي ، اعتمد عليه ابن حجر في الفتح . وقال ابن ناصر الدين: هو أول من صنف التصانيف المرضية .
4) -الإمام مالك بن أنس الحميري الأصبحي
المدني ت179 له :الموطأ وهوأعظم كتب الحديث وأجلها . •ولي بحث مختصر عن الإمام مالك وأشهر الرواة عنه نشرته على موقع ملتقى أهل الحديث .ومن كتبه :رسالته إلى ابن وهب في القدر والرد على القدرية. وكتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر( على خلاف في ذلك )رسالة في الأقضية, مجلد رسالة إلى أبي غسان محمد بن مطرف في الفتوى وهو ثقة من كبار أهل المدينة.- رسالة إلى الليث بن سعد في إجماع أهل المدينة. وهي مشهورة متداولة بين العلما ء
5) -عبد الله بن المبارك بن واضح التميمي مولاهم المروزي الخراساني أبو عبد الرحمن: ت 181 له من المصنفات : الجهاد(ط) وهو أول من صنف فيه، و " الزهد (ط). وفيه أحاديث كثيرة من غير طريق ابن المبارك والله أعلم .
6) أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة الأنصاري وسعد بن حبتة بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة وهي أمه وبها يشهر
قال ابن سعد: هو جد أبي يوسف القاضي. قال أبو عمر: لا يختلفون أن أبا يوسف القاضي هو يعقوب بن إبراهيم ابن حبيب بن خنيس بن سعد ابن حبتة الأنصاري.
وسعد بن حبتة :هو سعد بن بجير بن معاوية بن سلمى بن بجيلة حليف لبني عمرو بن عوف الأنصاري.
قلت : فهو بجلي من قبل الأب حليف للأنصار و أنصاري من قبل الأم .قال ابن خلكان:هو أول من دعي بقاضي القضاة، ويقال إنه أول من غير لباس العلماء إلى هذه الهيئة التي هم عليها في هذا الزمان، وكان ملبوس الناس قبل ذلك شيئاً واحداً، لا يتميز أحد عن أحد بلباسه.
ت182هـ) له : الخراج (ط)، الآثار(ط) .
7) -محمد بن الحسن الشيباني مولاهم صاحب أبي حنيفة ت189 له: كتاب الآثار (ط)،
ولابن حجر :الإيثار بمعرفة رواة الآثار
ورواية الموطأ عن مالك (ط)،والجامع الصغير(ط) منسوب لأبي حنيفة . (المبسوط - ط) في فروع الفقه،وغيرها .
8) -عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري مولاهم ، المصري، أبو محمد: ت197له كتب،منها: " الجامع - ط " ، و " الموطأ " في الحديث(ط)،والمسن د (ط).وغيرها من الكتب
9) -وكيع بن الجراح بن مليح المضري القيسي الرؤاسي،الكوفي
أبو سفيان ت197 له : الزهد (ط)، والتفسير .
10) -سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم ت198 له :جامع سفيان بن عيينة وهو من مصادر ابن حجر في الفتح
وللحديث بقية .