تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شروط لا إله إلا الله وفوائد متعلقة بها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي شروط لا إله إلا الله وفوائد متعلقة بها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
    لكلمة التوحيد شروط سبعة أو ثمانية لا تنفع قائلها بدون اجتماعها فيه، هي :

    الأول : العلم المنافي للجهل فمن قالها جاهلا بمعناها لا تنفعه
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " . رواه مسلم.

    الثاني : اليقين المنافي للشك فمن قالها مع الشك والتردد في مدلولها لا تنفعه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ لاَ يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ "رواه مسلم .
    وقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة :" اذْهَبْ بِنَعْلَىَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"رو ه مسلم .

    الثالث : الإخلاص المنافي للشرك والرياء فمن قالها مع استمراره على الشرك أو قالها لغرض من أغراض الدنيا لم يرد بها وجه الله لا تنفعه.
    قال صلى الله عليه وسلم :"أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ " أخرجه البخاري .

    الرابع : المحبة المنافية للبغض فمن قالها وهو مبغض لها أو لما تدل عليه أو لأهلها لا يكون مؤمنا بها ولا تنفعه .
    الخامس : القبول المنافي للرد فمن رد النطق بها أو العمل بها ولم يرض به استكبارا أو حسدا كما فعل الشيطان واليهود فهو كافر ولا ينفعه معرفته بأنها حق من عند الله .

    السادس : الانقياد المنافي للترك فمن ترك العمل بها لا يكون مؤمنا بها . قال تعالى : { ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}[لقمان:22].

    السابع : الصدق المنافي للكذب أو النفاق فمن قالها نفاقا أو رياء لا تنفعه. قال - صلى الله عليه وسلم -:" أبشروا و بشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا دخل الجنة " رواه أحمد وصححه الألباني .

    هذه الشروط السبعة هي الشروط المشهورة وبعضهم يزيد شرطا ثامنا هو :

    الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله فمن قالها مع عدم تبرئه من الشرك وأهله واعتقاد أنهم على باطل لا تنفعه قال - صلى الله عليه وسلم-:" مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ".


    فوائد متعلقة بهذه الشروط :

    - في شرح العقيدة الطحاوية - عبدالعزيز الراجحي - (ج 1 / ص 26):
    س: بعض أهل العلم يجعل شروط لا إله الله شرطين فقط هما: العلم والإخلاص ويقول: مرد الشروط السبعة إلى هذين الشرطين.
    ج: نعم هذا من باب الاختصار؛ لأن الصدق المانع من النفاق من الإخلاص؛ ولأن اليقين كذلك ولكن عند التفصيل تفصيلها أولى . نعم.
    - س: يقرر بعض أهل العلم أن شروط لا إله الله ثمانية، فما هو الشرط الثامن ؟
    ج: الكفران -كما قالوا-: الكفر بما يعبد من دون الله، وهو معروف، مأخوذ من الشروط الأخرى . نعم.
    - س: -أحسن الله إليكم- يقول السائل: لو تخلف شرط من شروط لا إله إلا الله وتحقق الباقي فهل تنفع صاحبها ؟ .
    ج: لا بد من اجتماعها . من لم يحب، تخلف العلم صار جاهلا ما نفع، تخلف الإخلاص صار مشركا ما نفع، تخلف اليقين صار شاكا ما نفع، تخلف الصدق صار منافقا ما ينفع، تخلفت المحبة صار يكره أهل الإيمان وأهل التوحيد ما نفعه، خالف القبول ما قبل هذه الكلمة ما نفعه.
    خالف الانقياد؛ ما انقاد بحقوقها قال لا إله إلا الله لكن ما قبلها، ما انقاد بحقوقها لا بد من الشروط هذه." انتهى كلام الشيخ الراجحي.

    * قال الشيخ محمد الوهيبي في كتابه " نواقض الإيمان الاعتقادية":
    المسألة الأولى: مجرد النطق بالشهادتين كاف في الحكم بإسلام الشخص:

    بوب الإمام ابن منده في كتابه الإيمان([1]) (ذكر ما يدل على أن قول لا إله إلا الله يوجب اسم الإسلام ويحرم مال قائلها ودمه، وذكر فيه حديث المقداد رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله أرأيت إن اختلفت أنا ورجل من المشركين ضربتين فقطع يدي، فلما هويت إليه لأضربه قال: لا إله إلا الله، أأقتله؟ أم أدعه؟ قال: "بل دعه"([2])
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: (وقد علم بالاضطرار من دين الرسول –صلى الله عليه وسلم – واتفقت عليه الأمة، أن أصل الإسلام، وأول ما يؤمر به الخلق: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فبذلك يصير الكافر مسلماً والعدو ولياً، والمباح دمه وماله: معصوم الدم والمال …)([3])ويقول الإمام ابن الصلاح –رحمه الله- (…وحكم الإسلام في الظاهر يثبت بالشهادتين …)([4])وقال الإمام ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -: (ومن المعلوم بالضرورة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقبل من كل من جاءه يريد الدخول في الإسلام الشهادتين فقط، ويعصم دمه بذلك ويجعله مسلماً) ([5])ويقول – أيضاً-: (من أقر صار مسلماً حكماً) ([6])
    ويقول الحافظ ابن حجر –رحمه الله-(…وفي حديث ابن عباس من الفوائد [حديث بعث معاذ إلى اليمن]. الاقتصار في الحكم بإسلام الكافر إذا أقر بالشهادتين) ([7]).
    وقال أيضاً: (…أما بالنظر إلى ما عندنا –[أي في الدنيا] – فالإيمان هو الإقرار فقط، فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا ولم يحكم عليه بكفر إلا إن اقترن به فعل يدل على كفره كالسجود للصنم([8]).
    هذه النصوص عن الأئمة واضحة في تقرير هذا الأصل، وأهمية تقرير هذا الأصل هنا تكمن في أن بعض الباحثين يخلطون بين الحكم الدنيوي والأخروي، فيظنون أنه يلزم من الحكم بإسلام الشخص، الحكم له بالنجاة في الآخرة، أو يظنون أن الشروط التي ذكرها العلماء لكلمة التوحيد من العلم والاخلاص واليقين..الخ، لا يحكم بإسلام الشخص إلا بعد فهم هذه الشروط، ولكن الحقيقة أن مجرد النطق بكلمة التوحيد لا ينجي العبد عند الله إلا بالإتيان بشروطها.
    أما بالنسبة للحكم الدنيوي فمجرد النطق كاف في الحكم بإسلام المرء حتى يتبين لنا ما يناقض ذلك- بعد قيام الحجة وبذلك ندرك الخطأ الذي وقع فيه من يرى أن من يقعون في شئ من الشرك من نذر وذبح لغير الله وطواف على القبور ممن شهد بشهادة التوحيد كفار أصليون باعتبارهم لم يفهموا التوحيد([9])"انتهى كلام الوهيبي .

    وبذلك نكون قد عرفنا شروط لا إله إلا الله وفوائد مهمة متعلقة بها نسأل الله أن ينفعنا بذلك ويوفقنا لسلوك سبيله المستقيم إنه سميع مجيب .
    كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
    ****************************** **
    ([1]) الإيمان لبن منده 1/ 198.
    ([2])رواه البخاري المغازي (الفتح) 7/321، والديات باب قوله تعالى : {ومن يقتل مؤمناً متعمدا..}12/187،ومسلم في القسامة باب المجازاة بالدماء في الآخرة رقم 1678.
    ([3])نقلاً عن فتح المجيد 89.
    ([4])مسلم بشرح النووي 1/148.
    ([5])جامع العلوم والحكم 72.
    ([6])نفسه23.
    ([7])فتح الباري 13/367.
    ([8])فتح الباري 1/61، وانظر إشارة إلى هذه المسألة في مباحث سابقة حول قول اللسان ص43، ومبحث الحكم بالظاهر ص204-207 وراجع مناقشة لهذه المسألة في كتاب التوقف والتبين، للشيخ محمد سرور زين العابدين ص149-154.

    ([9]) انظر على سبيل المثال ما ذكره الإمام الصنعاني في "تطهير الاعتقاد"ص131(ضمن مجموعة عقيدة الموحدين)وما ذكره العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن في رسالة "حكم تكفير المعين"ص9،17 .

  2. #2

    افتراضي رد: شروط لا إله إلا الله وفوائد متعلقة بها

    جزاك الله خيرا.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •