تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فإن من الإيمان بالله الإيمان بأن الله هو المدبر لهذا العالم علويه وسفليه، وأنه لا يكون في السماء ولا في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه وحكمته وتدبيره، فبمشيئته تدور الأفلاك وتجري النجوم والشمس والقمر، وهو الذي يرسل الرياح ويصرفها ويقلب الليل والنهار، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار، وهو الذي يرسل بالآيات الكونية تخويفا لعباده وعقوبة لأعدائه ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) وقد قص الله علينا في كتابه ما ابتلى به الأمم الماضية من أنواع المصائب والكوارث، وبين أسباب ذلك وحكمته في ذلك فقال تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون) ، (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ) .
    وقال في بني إسرائيل: ( و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) وأخبر أنه أخذ المكذبين بذنوبهم فأنزل بهم أنواع العقوبات ( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
    وبعد؛ فسنة الله ماضية بإرسال الآيات تذكيرا وتحذيرا ليتوب العباد إليه ويتضرعوا ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون) وقال تعالى: ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) وقال تعالى :(قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين)وقال تعالى: ( استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) فيجب على العباد أن يؤمنوا بأن ما يحدث من الأعاصير والفيضانات والزلازل المدمرة والأوبئة المهلكة إنما تحدث بمشيئة الله وحكمته وإن كان لها أسباب طبيعية يعرفها الناس، فالله خلق الأسباب والمسبَّبات، ومن الجهل العظيم والضلال المبين الوقوف عند الأسباب، والغفلة عمن خلقها وقدرها ودبرها، ولا يقدر على دفعها غيره سبحانه وتعالى.
    ومن المؤسف أن أكثر من يتحدث من المسلمين عما يحدث من الكوارث يقصر حديثه على أسبابها الطبيعة وآثارها، ولا يذكر ما وراء ذلك من تدبير الله ومشيئته وحكمته ولا يُذكِّر بما يجب على العباد من التذكر والرجوع إلى الله والضراعة إليه سبحانه بدفع مايخشونه وكشف ما نزل بهم .
    هذا؛ وإن من آيات الله التي يخوف بها عباده في هذا الأيام ماوقع ـ ولا يزال ـ من الهزات الأرضية المتزايدة في مركز العيص وما جاوره شمال المدينة النبوية، مما أدى إلى ترحيل السكان إلى مناطق بعيدة؛ لأن هذه الهزات المتتابعة منذ شهر تنذر بخطر كبير، فيجب على الجميع حكومة وشعبا أن يأخذوا بأسباب الوقاية الشرعية والمادية وأن يتذكروا قوله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وأن يحذروا من حال من قال الله فيهم: ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) وأعظم الأسباب الشرعية: التوبةُ والاستغفارُ ودعاؤه سبحانه وتعالى بأن يرحم عباده ويصرف عنهم ما يكرهون، كما قال صلى الله في شأن الكسوف: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" متفق عليه، وفي لفظ لهما: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ"
    وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى في زلزلة ست ركعات وأربع سجدات، وقال: "هكذا صلاة الآيات" رواه البيهقي وغيره، لذلك ندعو سكان العيص ـ حفظهم الله ـ وما جاورها أن يقيموا صلاة الزلزلة كما فعل ابن عباس، وهي ركعتان بأربع ركوعات أو ست ركوعات وأربع سجدات، فإنها كصلاة الكسوف، ولهذا قال ابن عباس، هكذا صلاة الآيات.
    نسأل الله لطفه وعفوه ورحمته وغفرانه، إنه هو العفو الغفور، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    http://albrrak.net/index.php?option=...=view&id=13760

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    جزيت خيرا يا شيخ عبدالرحمان..على نشرك هذا
    قال الإمام ابن تيميّة رحمه الله تعالى:
    والفقرُ لي وصف ذاتٍ لازمٌ أبداً..كما الغنى أبداً وصفٌ له ذاتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    بارك الله فيكم

  4. #4

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    الشيخ / عبدالرحمن السديس حفظه الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نعلم أن أمور التعبد ( العبادة ) أمور توقيفية تحتاج دليلاً شرعي من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم .
    فالصلاة أمر لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم ... اليس الأولى الدعاء لهم ؟
    تحملنا حفظك الله ...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ابو محمد مشاهدة المشاركة
    الشيخ / عبدالرحمن السديس حفظه الله
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ابو محمد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نعلم أن أمور التعبد ( العبادة ) أمور توقيفية تحتاج دليلاً شرعي من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم .
    فالصلاة أمر لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم ... اليس الأولى الدعاء لهم ؟
    تحملنا حفظك الله ...
    هو من فعل الصَّحابة:
    مصنف عبد الرزاق ج3/ص101-102
    عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه صلى في الزلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع 6 ثم ركع ثم سجد ثم صلى الثانية كذلك فصارت صلاته ثلاث ركعات 1 وأربع سجدت وقال هكذا صلاة الآيات 2 وقال معمر أخبرني بعض أصحابنا أن بن عباس قرأ في الركعة الأولى بالبقرة وفي الآخرة بآل عمران
    4930 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال صلى حذيفة بالمدائن بأصحابه مثل صلاة بن عباس في الآيات
    4931 عن الثوري عن خالد الحذاء او عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه صلى في الزلزلة بالبصرة - فاتفقا على أنه ركع في ركعتين ست ركعات ثلاث في كل ركعة واختلفا - فقال عاصم قرأ ما بين كل ركعتين وقال خالد قرأ في الأولى من كل ركعة منها ثم عاد بعد 3
    4932 عبد الرزاق عن الثوري قال أخبرني هشام عن رجل عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه حين صلى بهم قال هكذا صلاة الآيات

    سنن البيهقي الكبرى ج3/ص343
    باب من صلى في الزلزلة بزيادة عدد الركوع والقيام قياسا على صلاة الخسوف

    6174 أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي بلاغا عن عباد عن عاصم الأحول عن قزعة عن علي رضي الله عنه أنه صلى في زلزلة ست ركعات في أربع سجدات خمس ركعات وسجدتين في ركعة وركعة وسجدتين في ركعة قال الشافعي ولو ثبت هذا الحديث عندنا عن علي رضي الله عنه لقلنا به قال الشيخ رحمه الله هو عن بن عباس ثابت كما
    6175 أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة وعاصم عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه صلى في زلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع فسجد ثم قام في الثانية ففعل كذلك فصارت صلاته ست ركعات وأربع سجدات قال قتادة في حديثه هكذا الآيات ثم قال بن عباس هكذا صلاة الآيات.

    وينظر: الأوسط لابن المنذر (5/314-315).

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    80

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    جزاكم الله خير على الموعظة الطيبة

  7. #7

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    الفاضل / عدنان البخاري حفظة الله
    لا جدال أن الزلزال آية من آيات الله سبحانه وتعالى .
    * هل ثبت فعلاً الزلزال في زمان ابن عباس رضي الله عنه ؟
    * وماذا عن صحة الأثر المروي عن عمر بن الخطاب عندما هزة الأرض و أوقعت الحوائط والجدران فلم يصلي عمر بالناس بل طلب منهم التضرع لله .
    رفع الله قدرك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدرس بدار الحديث بمكة
    المشاركات
    6,863

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ابو محمد مشاهدة المشاركة
    * هل ثبت فعلاً الزلزال في زمان ابن عباس رضي الله عنه ؟
    نعم.. بارك الله فيك، قد ثبت بإسنادٍ صحيح:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان البخاري مشاهدة المشاركة
    قال الشيخ [يعني: البيهقي] رحمه الله: هو عن ابن عباس ثابت كما
    6175 أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة وعاصم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس أنه صلى في زلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع فسجد ثم قام في الثانية ففعل كذلك فصارت صلاته ست ركعات وأربع سجدات.
    قال قتادة في حديثه: هكذا الآيات.
    ثم قال ابن عباس: هكذا صلاة الآيات.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله ابو محمد مشاهدة المشاركة
    * وماذا عن صحة الأثر المروي عن عمر بن الخطاب عندما هزة الأرض و أوقعت الحوائط والجدران فلم يصلي عمر بالناس بل طلب منهم التضرع لله.
    عند ابن المنذر (5/315) وابن أبي شيبة (2/473) من حديث صفيَّة بنت أبي عبيد -امرأة ابن عمر-: أنَّ الأرض زلزلت في عهد عمر، فقام على المنبر، فخطب الناس، فقال: قد أحدثتم، لقد عجَّلتم.
    وسمعتُ من يقول: إنَّه قال: "لئن عادت لأخرجنَّ من بين أظهركم".
    وليس فيه -وفَّقك الله- أنَّه لم يصلِّ، واكتفى بأمرهم بالتضرُّع، وعدم النقل ليس نقلًا للعدم.

  9. #9

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    بارك الله بك ونفع بك

  10. #10

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    بارك الله فيكم و في جهودكم

    وحفظ الله الشيخ العلامه البراك

  11. #11

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو البراء الغزي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم و في جهودكم



    وحفظ الله الشيخ العلامه البراك
    اللهم آمين
    وأسأل الله أن يحفظ أهل المدينة والقرى المجاورة لها العيص وغيرها
    وكل المملكة من كل شر
    وأشهد بالله أني زرت المدينة فما رأيت من أهلها إلا خيرا
    وقد حملنا والعائلة أحد منهم في سيارته ورجع بنا إلى مكة فكان يسبح طول الطريق
    ووضع لنا محاضرة ، وسيارته كلها كتيبات نافعة
    نعم الرجل والله ، ولم أرى بها إلا نعم الناس ، بإذن الله الله ربي سيحفظهم.
    {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
    ( اللهم بلغنا رمضان )

  12. #12

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    فتوى الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله
    في حكم صلاة الكسوف عند الزلزال و نحوه
    * هل تشرع صلاة الكسوف عند رؤية الآيات كالزلزال والصواعق والعواصف الشديدة وبياض الليل وسواد النهار والبراكين ونحوها ؟
    = لا أعلم دليلاً يعتمد عليه في شرعية الصلاة للزلزال ونحوها , وإنما جاءت السنة الصحيحة بالصلاة والذكر والدعاء والصدقة حين الكسوف . وذهب بعض أهل العلم إلى شرعية صلاة الكسوف للزلزال, ولا أعلم نصاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك .وإنما ذلك مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقد علم بالأدلة الشرعية أن العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) . متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها .
    وأخرجه مسلم في صحيحة عنها رضي الله عنها : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) .
    والمعنى فهو مردود على من أحدثه , لا يجوز العمل به و ولا نسبته إلى الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
    مجموع فتاوى ابن باز
    الجزء الثالث عشر ـ الصفحة 45
    وفقني وإياكم الله إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

  13. #13

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    نصيحة حول الزلازل
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
    فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به، وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه، وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه كما قال الله سبحانه: وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا[1]، وقال عز وجل: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[2]، وقال تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ[3] الآية.
    وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزل قول الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعوذ بوجهك))، قال: أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: ((أعوذ بوجهك))[4].
    وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال: الصيحة والحجارة والريح. أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: الرجفة والخسف.
    ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده. وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعاً من الأذى، كله بأسباب الشرك والمعاصي، كما قال الله عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[5]، وقال تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ[6]، وقال تعالى عن الأمم الماضية: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[7].
    فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم، التوبة إلى الله سبحانه، والاستقامة على دينه، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء، ويمنحهم كل خير، كما قال سبحانه: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[8]، وقال تعالى في أهل الكتاب: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ[9]، وقال تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[10].
    وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه: (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه، والندم كما قال بعض السلف، وقد زلزلت الأرض: (إن ربكم يستعتبكم).
    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم.، وقال: (لئن عادت لا أساكنكم فيها) انتهى كلامه رحمه الله.
    والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة.
    فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه، والضراعة إليه وسؤاله العافية، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف: ((فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره))[11]. ويستحب أيضاً رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارحموا ترحموا))[12]، ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء))[13]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم لا يرحم))[14].
    وروي عن عمر بن عبد لعزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا.
    ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء، مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء، وإلزامهم بالحق وتحكيم شرع الله فيهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال عز وجل: وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[15]، وقال عز وجل: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[16]، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[17]... والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته))[18] متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[19] رواه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
    والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يمنحهم الاستقامة عليه، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين جميعاً، وأن ينصر بهم الحق، وأن يخذل بهم الباطل، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده، وأن يعيذهم وجميع المسلمين من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    مفتي عام المملكة العربية السعودية
    ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية الإفتاء
    عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    26

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    بارك الله فيكم شيخنا على مااتحفتمونا به

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    وإنما ذلك مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقد علم بالأدلة الشرعية أن العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )) . متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها .
    ثبوت تلك الصلاة عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة يرقى للاستدلال على مشروعيتها عند من يقول بحجية قول الصحابي في المسائل التي وقع فيها الخلاف بينهم، فكيف بقولٍ قال به الصحابي ولم يُنقل إنكار الصحابة عليه، ولم يخالف به دليلا ظاهرا ولا اتفاقا ولا شبه اتفاق، بل وجاء الأثر بموافقة صحابي آخر له في ذلك (وصلاة جمع من المسلمين من أهل الطبقة الأولى مأمومين خلفهما جميعا في كلتا الواقعتين المنقولتين دونما استنكار)؟
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  16. #16

    افتراضي رد: زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك

    بارك الله فيكم

    وحفظ الله شيخنا العلامة عبد الرحمن البراك .

    وحفظ الله أهل المدينة الطيبين .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •