بفضل الله ومنه وتوفيقه انتهيت من دراسة وتحقيق كتاب( تيسير فائحة الأناب في تفسير فاتحة الكتاب) للعلامة مجد الدين الفيروزآبادي صاحب القاموس المحيط، وكلمة (الإناب) تعني (المسك)، على ثلاث نسخ خطية، الأولى نسخة دار الكتب المصرية، والثانية نسخة مكتبة الأحقاف بتريم، والثالثة نسخة مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، وهو من أمتع ما صنف في تفسير فاتحة الكتاب، ويعد هذا التفسير من التفسير بالرأي المحمود، وإن كان لا يخلو من تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين، ولكن يغلب عليه التفسير بالرأي، وخاصة اللغة، لأن مصنفه إمام من أئمة اللغة.
وإني لأشرف بتقديم هذا الكتاب لمحبي علم التفسير، راجياً من الله أن يجد فيه القراء الكرام ما ينفعهم. وقد قدمت بين يديه بمقدمات أبنت فيها عن منهجي في تحقيق النص، وعرفت فيها بإيجاز بالعلامة مجد الدين الفيروزآبادي؛ من حيث اسمه ونسبه ومولده، وشيوخه وتلاميذه، ومكانته العلمية، وجهوده العلمية ومصنفاته ووفاته. كما عرفت في الوقت ذاته بكتاب (تيسير فائحة الإناب في تفسير فاتحة الكتاب) من حيث اسمه ونسبته إلى مؤلفه والقيمة العلمية له، مع بيان مصادره ومنهجه فيه، مع التعريج علي بعض ترجيحاته في التفسير والتي تابع فيها جمهور المفسرين مستدلاً على ترجيحاته بما يقويها، ووصف لنسخ المخطوط، وصور من بدايته ونهايته؛ وخاتمة- نسأل الله حسنها - ضمنتها أهم النتائج والتوصيات، ثم فهرس للمراجع، وآخر للموضوعات.
وأسال الله الإخلاص والقبول وأن ينفع به مؤلفه ومحققه وقارئه، إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
غلاف فائحة الأناب.jpg