أحسن الله إليكم
قال أبوحاتم الرازي رحمه الله :
الزهري لم يسمع من أبان بن عثمان شيئاً لا أنه لم يدركه قد أدركه وأدرك من هو أكبر منه ولكن لا يثبت له السماع منه كما أن حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له السماع من عروة بن الزبير ، وهو قد سمع ممن هو أكبر منه .
غير أن أهل الحديث اتفقوا على ذلك ، واتفاق أهل الحديث على شيء يكون حجة ا.هـ
فمن المقصود بأهل الحديث
لأنه يشكل عليه
_ إن كان الضمير في "اتفقوا" يعود على عدم سماع الزهري من أبان فقد أثبته محمد بن يحيى النيسابوري الذهلي الزهري _ وقد كان أبو حاتم على علم بذلك كما في المراسيل لابنه_ و عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم حافظ الشام وأبوزرعة الدمشقي رحم الله الجميع
_ وإن كان يعود على عدم سماع حبيب من عروة فقد قال أبوداود في السنن بعد أن ذكر الخلاف في سماعه :
قد روى حمزة الزيات عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثا صحيحا
قال بعضهم هذا فيه إثبات من أبي داود لسماع حبيب من عروة
وقال أبو عمر ابن عبد البر عن حديث حبيب عن عروة في القبلة صححه الكوفيون ا.هـ فإن كان يريد من قبل أبي حاتم أو من هو في عصره صح الاعتراض وإلا فلا
** يمكن أن يقال : أراد أبو حاتم بالإجماع الأغلب وهذا يجعلنا ندرس مصطلح الإجماع عنده وهو تلميذ أحمد الذي قال من ادعى الإجماع فقد كذب
أردتُ أن مصطلح الإجماع الذي يذكر في كتب الأصول معروف عند أبي حاتم
** ويمكن أن يقال أن الضمير في "اتفقوا" لا يعود على عدم سماع الزهري من أبان بل على عدم سماع حبيب من عروة لأنه قد يقال لم يسمع أبو حاتم قول أبي داود لصغر سنه وعدم شهرته في حياة أبي حاتم والله أعلم