تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    Arrow شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    الشبهة


    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمّ حَرَام بِنْت مِلْحَان فَتُطْعِمُه،ُ وَكَانَتْ أُمّ حَرَام تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِت،ِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ e يَوْمًا فَأَطْعَمَتْه،ُ ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ e ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ .. الحديث
    هذا لفظُ مالك في الموطأ -رواية يحيى بن يحيى- ومُسلِم في صحيحه.
    وَقَالَ الترمذي: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ، وأُمُّ حَرَام بِنْتُ مِلْحَان هي أختُ أُمّ سُلَيْم وهي خَالةُ أنس بنِ مالك)).


    يقول العصرانيون والعلمانيون أن في هذا الحديث دليل على جواز الخلوة والاختلاط بل على أكثر من ذلك ..


    الجواب
    إعداد / منتديات شبهات وبيان


    أولاً : أدلة تحريم الخلوة بالأجنبية والاختلاط :


    في الصحيحين عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت } . قال الترمذي : معنى كراهية الدخول على النساء على نحو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان } .

    قال الطيبي [ رحمه الله ]: لا يخلون جواب القسم ويشهد له الاستثناء لأنه يمنعه أن يكون نهياً، إذ التقدير: لا يخلون رجل بامرأة كائنين على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة. وفيه تحذير عظيم في الباب (رواه الترمذي).( مرقاة المفاتيح باب النظر 6/ 280)



    وفي الصحيحين أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم } . وفي الطبراني عنه مرفوعا { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم } .

    قال النووي: في الحديث منع المخنث من الدخول على النساء ومنعهن من الظهور عليه وبيان أن له حكم الرجال الفحول الراغبين في النساء في هذا المعنى، وكذا حكم الخصي والمجبوب ذكره انتهى.( عون المعبود شرح سنن أبي داوود كتاب اللباس 11/ 165)

    قلت : فإذا كان المخنث يحرم عليه الخلوة مع الأجنبية إن كان له اطلاع على عورات , فمن باب أولى تحريم خلوة الأجنبية مع الرجل المكتمل قوة ونشاطاً .

    وقد ذكرنا ما يزيد عن أربعين دليلاً على تحريم الاختلاط على هذا الرابط http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=1503


    وقد أشار إلى أن الأصل هو تحريم الخلوة بالأجنبية اِبْن عَبْد الْبَرِّ فَقَالَ بعد أن ذكر محرمية الرسول عليه الصلاة والسلام لأم حرام مدللاً على أنها من محارم الرسول عليه الصلاة والسلام : (والدليل على ذلك - ثم ساق حَدِيث جابر، وعمر بن الخطاب، وابن عباس،وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامر في النهي عن الخلوة- وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك، ومحال أنْ يأتي رسولُ الله عليه الصلاة والسلام ما ينهى عنه))

    ثانياً : الاجماع بتحريم الخلوة :

    قال الحافظ ابن حجر : " وقد أجمعوا على تأديب من وجد مع امرأة أجنبية في بيت والباب مغلق عليهما" ( فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الحدود 14/ 149)

    قال العيني : " أنه لا يجوز للمرأة أن تأذن للرجل الذي ليس بمحرم لها في الدخول عليها، ويجب عليها الاحتجاب منه، وهو كذلك إجماعاً بعد أن نزلت آية الحجاب، وما ورد من بروز النساء فإنما كان قبل نزول الحجاب، وكانت قصة أفلح مع عائشة بعد نزول الحجاب.. "(عمدة القاري 13/ 202)

    قال ابن جرير في تفسيره " المعنى لا يأذن لأحد من الرجال الأجانب أن يدخل عليهن فيتحدث إليهن، وكان من عادة العرب لا يرون به بأساً، فلما نزلت آية الحجاب نهى عن محادثتهن والقعود" ( عون المعبود شرح سنن أبي داوود 5/ 360 )


    ثالثاً : أم حرام خالة للنبي عليه الصلاة والسلام من الرضاع وهو القول الصحيح والراجح :

    ومما يدل على أنها محرم للنبي عليه الصلاة والسلام هو عدة أمور :

    1- أقوال العلماء في إثبات ذلك :

    وقد بيّن العلماء أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان مَحْرَمًا لأُمّ حَرَام ، فبينهما إمَّا قرابة نسب أورضاع .

    قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ: " إِنَّمَا اِسْتَجَازَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَفْلِي أُمّ حَرَام رَأْسه لِأَنَّهَا كَانَتْ مِنْهُ ذَات مَحْرَم مِنْ قِبَل خَالَاته ; لِأَنَّ أُمّ عَبْد الْمُطَّلِب بن هاشم كَانَتْ مِنْ بَنِي النَّجَّار، وَقَالَ اِبْن وَهْب :أُمّ حَرَام إِحْدَى خَالات النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ الرَّضَاعَة ، فَلِذَلِكَ كَانَ يُقِيل عِنْدهَا وَيَنَام فِي حِجْرِهَا وَتَفْلِي رَأْسه " .

    وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرِّ -كما تقدم-: (ولا يشك مسلم أن أُمّ حَرَام كانت من رسول الله لمحرم فلذلك كان منها ما ذكر في هذا الحَدِيث، والدليل على ذلك - ثم ساق حَدِيث جابر، وعمر بن الخطاب، وابن عباس،وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وعقبة بن عامر في النهي عن الخلوة- وهذه آثار ثابتة بالنهي عن ذلك ومحال أن يأتي رسول الله عليه الصلاة والسلام ما ينهى عنه)).

    قَالَ النَّوَوِيّ: ((قَوْله: (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدْخُلُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ النِّسَاء إِلَّا عَلَى أَزْوَاجه إِلَّا أُمّ سُلَيْمٍ , فَإِنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا , فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ , فَقَالَ: إِنِّي أَرْحَمُهَا قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي) قَدْ قَدَّمْنَا فِي كِتَاب الْجِهَاد عِنْد ذِكْر أُمّ حَرَام أُخْت أُمّ سُلَيْمٍ أَنَّهُمَا كَانَتَا خَالَتَيْنِ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَحْرَمَيْنِ إِمَّا مِنْ الرَّضَاع , وَإِمَّا مِنْ النَّسَب , فَتَحِلُّ لَهُ الْخَلْوَة بِهِمَا , وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِمَا خَاصَّةً , لَا يَدْخُلُ عَلَى غَيْرهمَا مِنْ النِّسَاء إِلَّا أَزْوَاجه. قَالَ الْعُلَمَاء: فَفِيهِ جَوَاز دُخُول الْمَحْرَم عَلَى مَحْرَمه , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى مَنْع دُخُول الرَّجُل إِلَى الْأَجْنَبِيَّة . وَإِنْ كَانَ صَالِحًا , وَقَدْ تَقَدَّمَتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الْمَشْهُورَة فِي تَحْرِيم الْخَلْوَة بِالْأَجْنَبِيّ َةِ. قَالَ الْعُلَمَاء: أَرَادَ اِمْتِنَاع الْأُمَّة مِنْ الدُّخُول عَلَى الْأَجْنَبِيَّا ت))


    قَالَ العينيُّ: ((قَالَ الكرمانيّ: كيف صار قتل الأخ سبباً للدخول على الأجنبية؟ قلتُ: لم تكن أجنبية كانت خالة لرسول الله عليه الصلاة والسلام من الرَّضَاعَ، وقيل: من النسب فالمحرمية كانت سبباً لجواز الدخول))

    قَالَ ابنُ حَجَر: (وَجَزَمَ أَبُو الْقَاسِم بْن الْجَوْهَرِيّ والدَاوُدِيُّ وَالْمُهَلَّب فِيمَا حَكَاهُ اِبْن بَطَّال عَنْهُ بِمَا قَالَ اِبْن وَهْب قَالَ: وَقَالَ غَيْره إِنَّمَا كَانَتْ خَالَة لأَبِيهِ أَوْ جَدّه عَبْد الْمُطَّلِبِ , وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ سَمِعْت بَعْض الْحُفَّاظ يَقُول: كَانَتْ أُمّ سُلَيْمٍ أُخْت آمِنَة بِنْت وَهْب أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة))

    2- تأمل قولَ أَنَسِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا، وَلَيْسَتْ فِيهِ.

    "فهل يعقل أن يترك أهل الكفر والنفاق-زمن النبوة-مثل هذا الموقف دون استغلاله في الطعن في النَّبِيّ عليه الصلاة والسلام وفي نبوته؟", وهم الذين طعنوا في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بمجرد شبهة باطلة!!، وما فتأووا يحيكون الدسائس والمؤامرات والشائعات!!.
    وكذلك لِمَ لمْ يتكلموا في أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام كما تكلموا في عائشة رضي الله عنها !!.

    3-تعامل النَّبِيّ مع أُمّ سُلَيْم وأختها أُمّ حَرَام تعامل المحارم بعضهم مع بعض. وقد ورد ذلك في عدة أحاديث موجودة في بحث الشيخ علي الصياح .

    4 - امتناع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عن مصافحة النساء في البيعة وهي أمر عظيم في تأريخ البشرية واكتفى بالكلام , فكيف يقال عنه بأن امرأة أجنبية عنه تفل رأسه وأنه ينام في فراش إمرأة أجنبية ؟!

    قَالَ الشنقيطيُّ: (( فإذا امتنع منها عليه الصلاة والسلام في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة دلّ ذلكَ على أنها لا تجوز، وليس لأحد مخالفته عليه الصلاة والسلام لأنه هو المشرع لأمته بأقواله وأفعاله وتقريره)).

    5 - وكذلك قوله للصحابيين: (عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ)). فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام نبه الصحابيين على أن من تسيرمعه في الليل هي صفية زوجته حتى لايظن به الريبة , فكيف إذن تقولون عنه بأنه اختلى مع امرأة أجنبية وفي بيتها ونام في فراشها ؟! تالله أنه لشبهة مريضة تسيء لمقام النبوة أيما إساءة ..

    6 - أنّ الرَّضَاعَ من النساء الأجنبيات من الأمور المنتشرة في ذلك الوقت، وربما خفي أمره على أقرب الناس , بله غرباء الناس وقليل المصاحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام .

    قال الشيخ علي الصياح : " فهذه الأمور مجتمعة تُعدّ من قبيل تظافر الدلائل التي لا تخطىء، والدلالات التي تورث اليقين بأنَّ هناك محرمية بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمّ حرام، وبأقل من هذه القرائن يستدل على مثل هذه القضايا، فكيف بهذه القرائن مجتمعة أ.هـ


    7- المثبت لمحرمية أم حرام وأنها خالة للنبي عليه الصلاة والسلام مُقدَّم على النافي لها لأن مع المثبت زيادة علم .. فإذا كان قد ثبت محرمية رسول الله عليه الصلاة والسلام عند أحد , فلا عبرة لنافيها عنه لأن مع المثبت لها زيادة علم واطلاع على ما خفي عنه , والمحرمية بالرضاع محتمل جداً أن يخفى اطلاع كثير من الناس عليها .

    8 - إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن الدخول على المرأة الأجنبية ووصف دخول الحمو بأنه الموت , فكيف إذن يقع فيما نهى عنه ؟! وإن المسلم الحق لينزه الرسول عليه السلام من ذلك , ولكن الآراء الفاسدة تنتهي بأصحابها إلى الطوام وهم لا يشعرون ..!


    ثالثاً : الاستدلال على جواز الاختلاط والخلوة بالرجال من حديث أم حرام لم يعرف عن أحد من علماء المسلمين السابقين بل هو من محدثات وأقاويل العصرانيين ومن نحا نحوهم ..

    وقد أحسن الشاطبيُّ حيث قَالَ: (فلهذا كله يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به فهو أحرى بالصواب وأقوم في العلم والعمل)).

    ولله در الشاطبيُّ حيث قَالَ: (ولذلك لا تجد فرقةً من الفرقِ الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مرّ من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)).

    استفدت من كتاب الدكتور علي الصياح في كثير من النقاط الماضية , وهذا رابط لمن أراد تحميله :



    الجزء الثاني :


    قد رددنا في أصل الموضوع على أهم شبهة طرحتها الكاتبة وبينَّا شدة جهلها وتخبطها واقحامها لنفسها ما ليس لها بعلم ووضحنا أن الاجماع في تحريم الخلوة وعرضنا لموضوع أكثر من أربعين دليلاً على تحريم الاختلاط , وإننا لنتساءل كيف يطيب للمرء أن يتحدث أمام الناس بالطوام ويبقى طاوياً لفراشه هانئاً البال , إننا ندعو كل من خطت أنامله الفائكات أن يتوبوا إلى ربهم ويلتزموا قول بارئهم وخالقهم وإلاههم : ( ولا تقف ما ليس به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك عنه مسؤولاً )

    وإتماماً لنقض شبهاتها الواردة نجمل في القول ونقول مستعينين بالله الحي القيوم :

    تقول صاحبة الشبهة : أن الخلوة ليس فيها شيء إذا حدثت مع أشخاص لاريبة فيهم!!

    ولا أدري مَن مِن العلماء قال بهذا؟ ولا أعلم ماذا يريد الشخص الذي لاريب فيه من امرأة بداخل غرفة مغلقة يخلو بها؟!

    لانستغرب منها هذا الكلام لأنها مسكينة لم تفهم معنى الخلوة بعدُ، بدليل ذكرها لوقائع من السيرة النبوية ليس فيها أي معنىً للخلوة، حيث استدلت بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر على النساء فيسلم عليهن أويلوح لهن بيده، وأنه كان يدخل على أم السائب المريضة فيخفف عنها، وأنه هنأ العروس الربيع بنت المعوذ بن عفراء، وأنه كان يدخل على أم سليم وينام على فراش لها، وأنه كان يضع رأسه في حجر أختها " أم حرام " فتفلي رأسه حتى ينام، وأنه كان يمر على العجوز فيحلب لها ويخدمها..

    - هذه وقائع أحوال لا عموم لها ولا يمكن الاستدلال بها على جواز الاختلاط في العمل والتعليم .. وهذه ليست طريقة الفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية بل هو طريقة الدخلاء على العلم ومتبعي المتشابهات , وقد قيل إذا رأيت الرجل يتّبع المتشابه ويدع المحكم الواضح، ويتتبّع الرخص والأقوال الشاذّة والضعيفة؛ فإنّه صاحب هوى، فاحذره.

    - كما إن كل الوقائع التي ذكرتها الكاتبة ليس فيها أدنى دلالة على جواز الخلوة ، وقد عرف العلماء الخلوة المحرمة في كتب الفقه واشترطوا لتحققه شروط، هي : أن تكون الخلوة بين ذكر وأنثى بالغين أجنبيين عن بعضهما في مكان يمنع الآخرين من الإطلاع عليهما كالغرفة المغلقة والسيارة المظللة والطرق البعيدة والأماكن النائية وما شابه ذلك، وعلى هذا فإن اختلاء النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة لسماع شكواها في ناحية طريق مألوف ليس فيه خلوة غير شرعية، بل حكى العلماء أنه إذا رُئِي الرجل يتحدث إلى امرأة في ناحية طريق يَؤُمُّه الناس فلا ينكر عليه إذا لم يكن من أهل الريبة، كما ذكر ذلك الماوردي وابن حجر، والواقعة التي ذكرتها الكاتبة من هذا القبيل، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يختلي بامرأة خلوة محرمة كما تتخيل الكاتبة، قال ابن حجر رحمه الله: أي لايخلو بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لايسمعون كلامهما إذا كان مما يخافت به، كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس.

    - أيضاً لا يمكن الاستدلال به على جواز الاختلاط المستهتر في العمل والتعليم , وكيف لنا أن نقيس حدث عابر ولقاء محدود لا تزول به الكلفة باختلاط دائم لاسيما إذا كانت النساء فيه متبرجات متبذلات , نسأل الله أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ..

    تقول: (حتى الأمة - الجارية – كانت تضع يدها في يد الرسول عليه الصلاة والسلام, فتأخذه حيث شاءت, لتخبره بشكواها في نجوة من الناس).

    لقد فسرت عن قصد أو عن غير قصد (الجارية) هنا بـ ( الأمة), لتبيح تشابك يد الرجل الأجنبي بالمرأة, فيذهبان حيث شاءا, ويتناجيان كما يحلوا لهما.


    - الجارية في النص- كما لايخفى- هي الطفلة الصغيرة, والقصة تدل على تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورفقه بالصغار.

    فالحديث له لفظ آخر في رواية أخرجها أحمد وابن ماجة من طريق علي بن زيد عن أنس قال: " إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجيء فتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت" وفيها لفظة (الوليدة) ويفهم منها أن الأمة أو الجارية في الروايات الأخرى لا يراد بها البالغة، لأن هذا اللفظ في الأعم الأغلب إنما يراد به الطفلة الصغيرة (وقد يراد بها البالغة ولكنه بعيد)، وهذه صورة قريبة إلى أذهان أهل المروءة والفطرة السليمة، يُحمل عليها – إن صحت – متشابه اللفظ هنا! فهي ألصق بصفة الرحمة ولين الجانب والتواضع وغيرها مما يظهر من النص أنه مقصود المتكلم..

    - أيضاً من طرائق العرب في الكلام إطلاق الشيء وإرادة لازمه، من باب التوسع في اللفظ.. وهذا ما ذهب إليه الشراح في شرح الحديث، وهو ما يجمع به مع غيره من النصوص التي فيها التشديد في النهي عن مس المرأة الأجنبية..

    فهذا الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول في فتح الباري: " المقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الرفق والانقياد وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع.." اهـ.

    وقال العيني في شرح الحديث : والمراد مِن الأخذ بِيده لازِمه ، وهو الرفق والانقياد ، يعني : كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المرتبة هو أنه لو كان لأمَة حاجة إلى بعض مواضع المدينة ، وتلتمس منه مساعدتها في تلك الحاجة ، واحتاجت بأن يمشي معها لقضائها لَمَا تَخَلَّف عن ذلك حتى يَقْضي حاجتها . اهـ .

    ومثله قول القائل: خذ بيدي، يريد دلني أو ارشدني، وقوله خذ على يد الظالم، يريد عاقبه وحاسبه، ونحو ذلك..

    تقول في قصة المجادلة خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها , عند ما جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها لما ظاهرها, وقالت كما تروي عنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها -: يا رسول: أكل مالي, وأفني شبابي ونثرت له بطن , حتى إذا كبرت سني, وانقطع ولدي, ظاهرمني, اللهم إني أشكو إليك, فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها )). تقول: أم المؤمنين عائشة : تبارك الله الذي أوعى سمعه كل شيء, إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة, ويخفى عليّ بعضه)

    . فانظر إلى التعبير السخيف للكاتبة عن هذه القصة ؟ , قالت : (وكان يختلي بالمرأة , فيرى الناس شخوصها، دون أن يسمعا صوتيهما). فلعل القارئ يلحظ قولها( كان يختلي) لتدعي أن خلوة الرجال بالنساء سنة وليست بفاحشة.

    ولنسأل الكاتبة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خولة بنت ثعلبة في خلوة؟


    وهل كانت خولة إلا شاكية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينها وبين زوجها في الظهار؟

    وهل كان ذلك إلا في بيت عائشة على مرآى ومسمع منها؟


    وهل كان هذا الحدث إلا لقاءاً عابراً ينقضي بمجرد انتهاء المسألة ؟!

    فكيف إذن أباحت هذه الكاتبة لنفسها الاستدلال بهذا الواقعة المؤقتة والمحدودة بالاختلاط المستهتر في العمل والتعليم , ومن باب أولى ضعف العلم والحجة في الاستدلال بها على جواز الخلوة بالمرأة الأجنبية ..

    وأي انحراف في فكر الكاتبة وسلوكها يدفعها إلى اختيار مثل هذه الألفاظ للتعبير بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته؟

    تقول: ( وكان يجلس بجانب العروس الربيع بنت معوذ فيهنئها)


    فقولها( بجانب العروس) إنما هو من مفترياتها, وأما التهنئة فكانت قبل نزول الأمر بالحجاب، في السنة الثانية تقريباً, والحجاب إنما فرض في السنة الرابعة.


    وأما الربيع بنت معوذ فهي من فضليات الصحابيات, وأبوها معوذ بن عفراء ممن أبلى بلاءاً حسناً في معركة بدر، ومن بلائه الحسن قتله لرأس الكفر أبي جهل, ومن بلائه الحسن أن يده قطعت وهو يقاتل, وظلت مدلاة في جنبه, فلما خشي أن تعوقه عن القتال وضع رجله عليها فنزعها. وكانت ابنة الربيع من أهل بيعة الرضوان في السنة السابعة.

    وما تهنئة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إجلالاً لها ولأبيها, من النبي القائد الرحيم الذي يتفقد أصحابه وأتباعه.

    فهل تريد الكاتبة من إيراد هذه القصة أن تسن للرجال الأجانب تهنئة العرائس, والجلوس بجانبهن, كما يفعله من لاخلاق لهم, بعد أن علمت ما فرض الله على النساء من الحجاب, وما فرض على الرجال من عدم مخالطة النساء الأجانب؟

    تقول: مشيرة إلى ما روته أم سليم رضي الله عنها ( أم أنس بن مالك , وزوجة أبي طلحة رضي الله عنهم ) قالت: ( وكان – أي النبي صلى الله عليه وسلم – يقيل عندي – على نطع ). والنطع : هو الجلد المدبوغ. فتقول الكاتبة معبرة عن هذه الرواية بألفاظها التي تناسب مرادها, وما ترمي إليه، تقول: ( وكان يدخل على أم سليم في غياب زوجها, وينام في فراشها, بدون ريبة).


    <FONT face=Arial><FONT size=4><FONT color=navy>فهل في رواية أم سليم ما يدل على أن أبا طلحة كان غائباً ؟ وهل فيها أن رسول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    602

    افتراضي رد: شبهة الرسول الكريم والمرأة الأجنبية أكثر من الخلوة والاختلاط

    ولو لم يثبت لنا نص صريح في قرابتها للنبي عليه الصلاة والسلام فإنه من الاحاديث المحتملة التي ترد الى الاحاديث الاخرى الصريحة والتي تقول بالنهي عن الخلوة بالاجنبية او مس المرأة الاجنبية .. ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا , ولن تستطيع ان تقنعه بهذه القاعدة العامة .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: شبهة الرسول الكريم والمرأة الأجنبية أكثر من الخلوة والاختلاط

    بارك الله فيك، وتتمة للفائدة والرد على مقال المدعوة ليلي الأحدب، ينظر هنا:
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29206
    هذا وقد حررت عنوان الموضوع ليكون أكثر وضوحا.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    الأخوان الكريمان جذيل وأبو الفداء

    جزاكما الله خيراً على المرور والتفاعل ..

    كانت هناك بقية للرد لم تظهر في الموضوع , أعيد نشرها مرة أخرى ..

    فهل في رواية أم سليم ما يدل على أن أبا طلحة كان غائباً ؟ وهل فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في فراشها ؟ أم على نطع في بيتها؟

    وقد بينا سايقاً أن أم حرام وأم سليم خالات للنبي عليه الصلاة والسلام من الرضاع .. فبطلت الشبهة من أساسها ..

    إن الكاتبة بهذا التعبير تصور مشاهد السيرة النبوية العطرة, وكأنها بعض أفلام هوليود, ولا تعجب, فهي تدعو إلى هذه الأجواء الليبرالية المنفلتة من القيود الأخلاقية, وما عليها أن تقول في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما تشاء, فهي إنما تمارس الحرية من قيود التعبير والأمانة العلمية وهي نوعٌ من الحرية اللا أخلاقية التي ينادي بها المقال. ولم يبق إلا أن تدعو الرجال إلى أن يأتوا النساء في غياب أزواجهن, ويناموا في فرشهن, فلعل هذه عندها سنة. نعوذ بالله من الخذلان.

    ثم تعرج الكاتبة على الصحابية الجليلة أم شريك التي عرفت ببذلها وعطائها للفقراء والمحتاجين, وكانت ذا مال, فكانت تعد الطعام في بيتها, فيأتي الفقراء ليطعموا حاجتهم, كما عرفت بكراماتها التي منَّ الله بها عليها, ومن ذلك نزول دلو من السماء لما أجهدها العطش بسبب تعذيب قومها لها, حتى ارتوت منه ثلاث مرات, فكان سبباً في إسلام قومها.

    وكان لها عُكَّة من السمن تهدي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فطلبها صبيانها يوماً ولم يكن في العُكَّة شيء فقامت إليها لتنظر, فإذا هي تسيل, فأكلوا منها حيناً.

    هذه الصحابية الجليلة تريد أن تصورها الكاتبة على أنها امرأة تستضيف الرجال في بيتها, وتخالطهم, مع أنها لا زوج لها.

    ونسيت الكاتبة أن أم شريك كانت كبيرة في السن ولا تقاس على عامة النساء بله الشابات منهن .. ولم يحدث اختلاط بل كان من وراء حجاب , كما هو عمل الصحابيات رضوان الله عليهن في ذلك الزمن ..

    وتستشهد بقصة فاطمة بنت قيس رضي الله عنها حين أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعتد في بيت أم شريك, ثم قال: إنها امرأة يغشاها الرجال فاعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه أعمى لا يراكِ. فقوله صلى الله عليه وسلم: (يغشاها الرجال)

    المقصود بهم الفقراء المحتاجون من الصحابة الذين يأتون إلى طعام تعده في بيتها. وليس فيه أنها تقابلهم، أو تخرج سافرة إليهم .

    والحديث فاطمة بنت قيس فإنه حجة على الكاتبة, فلو كان للمرأة أن تخالط الرجال, أو أن يروها, لأذن لفاطمة بنت قيس بالبقاء في بيت أم شريك. وقد علل صلى الله عليه وسلم اعتدادها في بيت ابن أم مكتوم بأنه أعمى لا يراها. فلا حجة للكاتبة في ذلك بل الحجة عليها.

    - وأم شريك كانت كبيرة في السن فلا يمكن قياس هذه الواقعة على جواز الاختلاط المستهتر في العمل والتعليم ومن باب أولى الخلوة بالنساء ..

    - أيضاً كان ذلك للضرورة إذ لم يكن هناك حل آخر، وكان الأصل هو عدم الخلوة كما هو واضح في الحديث، و هذا من قبيل ارتكاب أخف الضررين، ويعرف ذلك الفقهاء جيداً، ومثل هذه الحالات موجودة ومقررة في كتبهم، انظر إن شئت كلام الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    استفدت في الجزء الثاني من الرد من مقالات بعض طلبة العلم الذين ردوا على الكاتبة - جزاهم الله خيراً ونفع الله بهم - وهم :

    - أبو الفداء
    - أحمد محمد أبو الخير
    - بشار المنذري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    بارك الله فيك يامعتز ونفع بك
    ومازال العلمانيون يدلون بشبهاتهم اليائسة
    ليصدوا بها عن سبيل الله
    وماانفك البواسل للشبهات يدحضون
    أقول إن هناك شروح أخرى لواقعة أم حرام غير ماذكرت
    فقد ذكر أكثر من واحد من أهل العلم
    في تفسيره للواقعة
    أن أم حرام لم تكن من أقاربه
    وإنما هذه الواقعة من خصائصهوإليه ذهب ابن حجر وصاحب عمدة القاري
    وغيرهما
    ومالعجب فمن خصائصه التزوج ب9
    والنبي له خواص لا تليق بأحد غيره
    -وعدم نقل أن الكفار استهزؤا بتلك الواقعة ليس دليلا
    على العدم كما هي القاعدة المعروفة
    -أما حديث الربيع
    فقد اعتمد ابن حجر في شرحه(فتح الباري)67
    جواز النظر للأجنبية إن أمن الفتنة
    وذهب أكثر من واحد إليه
    وذكره العيني من ضمن الأقوال التي يرى بترجيحها حمع من أهل العلم(عمدة القاري)20-21
    الخلاصة :
    -الأحاديث المذكورة سابقا ليس لها وجه واحد في الشرح
    ناهيك على أن الشروح الأخرى اعتمدها جمع من أهل العلم
    الكبار كاابن حجر وغيره
    -فعلينا ألا نغفل بقية الشروح التي ذهب إليها كبار العلماء
    ونبرزها كلها
    ثم نرجح مانراه نحن من نظرتنا بالدليل
    ولانثرب على من خالفنا إن كان سبقه في قوله كبار أهل العلم
    -فعرض المسألة بصورة واحدة
    يشعر أنها الوحيدة خطأ في تصوري
    وكتب السابقين من أهل الفقه وغيرهم تشهد على مانقول.
    وبورك فيكم.
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك يامعتز ونفع بك
    ومازال العلمانيون يدلون بشبهاتهم اليائسة
    ليصدوا بها عن سبيل الله
    وماانفك البواسل للشبهات يدحضون
    جزاك الله خيراً وبورك وفيك أيضاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    أقول إن هناك شروح أخرى لواقعة أم حرام غير ماذكرت
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    فقد ذكر أكثر من واحد من أهل العلم
    في تفسيره للواقعة
    أن أم حرام لم تكن من أقاربه
    وإنما هذه الواقعة من خصائصهوإليه ذهب ابن حجر وصاحب عمدة القاري
    وغيرهما
    ومالعجب فمن خصائصه التزوج ب9
    والنبي له خواص لا تليق بأحد غيره
    نعم القول بأنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم قال به بعض العلماء , والراجح أنها من أقاربه كما تدل عليه القرائن المذكورة آنفاً ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    -وعدم نقل أن الكفار استهزؤا بتلك الواقعة ليس دليلا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    على العدم كما هي القاعدة المعروفة
    سلمنا جدلاً بما قلت , ففي كلا الأمرين .. القول بأنها ليست من أقاربه , يلحق ذلك شيء من الذم , وننزه الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك .. فالخلوة محرمة إجماعاً .. وورد النهي الصريح عن الاختلاء بالأجنبية من رسول الله عليه الصلاة والسلام ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    -أما حديث الربيع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    فقد اعتمد ابن حجر في شرحه(فتح الباري)67
    جواز النظر للأجنبية إن أمن الفتنة
    وذهب أكثر من واحد إليه
    وذكره العيني من ضمن الأقوال التي يرى بترجيحها حمع من أهل العلم(عمدة القاري)20-21
    وما المشكلة في قول ابن حجر , فقوله بالجواز مقيد بالأمن من الفتنة , وهو قول لجمع من العلماء , كما هو معروف , فبعضهم يرى ذلك .. ويعتبر ذلك في ناظر الخاص لا في ناظر العام لأنه يستحيل الأمن من الفتنة بمجموع الناس , ويمكن في أفرادهم ..

    وما شأن هذا في موضوع الخلوة والاختلاط ..؟!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    -الأحاديث المذكورة سابقا ليس لها وجه واحد في الشرح
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حارث البديع مشاهدة المشاركة
    ناهيك على أن الشروح الأخرى اعتمدها جمع من أهل العلم
    الكبار كاابن حجر وغيره
    -فعلينا ألا نغفل بقية الشروح التي ذهب إليها كبار العلماء
    ونبرزها كلها
    ثم نرجح مانراه نحن من نظرتنا بالدليل
    ولانثرب على من خالفنا إن كان سبقه في قوله كبار أهل العلم
    -فعرض المسألة بصورة واحدة
    يشعر أنها الوحيدة خطأ في تصوري
    وكتب السابقين من أهل الفقه وغيرهم تشهد على مانقول.
    وبورك فيكم.
    إنما نقلت الراجح من الأقوال , وبينت أوجه قوته ورجحانه بالدليل , وهو مسلك لأهل العلم لا تثريب فيه كما هو منهج علماءنا في الفتاوى ..بل هو الأولى عند عرض ذلك على عامة الناس ..


    وعموماً .. أحلتكم على كتاب الشيخ الصياح , ففيه بسط هذا الحديث , وقد راجعه الشيخ البراك والراجحي ..


    وليس هناك أحد من أهل العلم المعتبرين أجاز الاختلاط ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    سلمنا جدلاً بما قلت , ففي كلا الأمرين .. القول بأنها ليست من أقاربه , يلحق ذلك شيء من الذم , وننزه الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك .. فالخلوة محرمة إجماعاً .. وورد النهي الصريح عن الاختلاء بالأجنبية من رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
    لاأدري لم الشريف يلحقه الذم
    نحن ذكرنا أقول علماء أجلاء يثبتون أنهاليست من محارمه
    ومالعيب في ذاك
    الذي عنده شك في نبوته هو من سيتجشم العناء
    باحثا عن ثقب إبرة ليلج منه ليبث شبهته
    ولن يجد لذلك سبيلا
    وإن كنا سنقدم قول لأهل العلم لم يرجحه كباره
    من أجل خوف الذم(مصلحة متوهمة)
    ففي نظري هذي مشكلة
    أن نقدم شيئا أقل مانقول أنه مرجوح
    من أجل شئ متوهم (التنقص منه)
    أما ثبت أنه تزوج ب9
    إذا دعنا نلغيها
    أو نضعف هذا القول كي
    لاينتقص أحد منه, في نظري
    *هذا ليس منهجا علميا دقيقا*


    وما المشكلة في قول ابن حجر , فقوله بالجواز مقيد بالأمن من الفتنة , وهو قول لجمع من العلماء , كما هو معروف , فبعضهم يرى ذلك .. ويعتبر ذلك في ناظر الخاص لا في ناظر العام لأنه يستحيل الأمن من الفتنة بمجموع الناس , ويمكن في أفرادهم ..

    وما شأن هذا في موضوع الخلوة والاختلاط ..؟!
    لامشكلة في قول ابن حجر
    وشأن هذا بموضوعنا أنك ذكرت الحديث
    من وجه واحد فأردت ذكر الوجوه الأخرى.


    إنما نقلت الراجح من الأقوال , وبينت أوجه قوته ورجحانه بالدليل , وهو مسلك لأهل العلم لا تثريب فيه كما هو منهج علماءنا في الفتاوى ..بل هو الأولى عند عرض ذلك على عامة الناس ..


    لاتثريب عليك إن كنت ترى رجحان هذا القول
    إنما كنت أتمنى بما أنك ذكرت قول ل ابن حجر يرى فيه
    أن أم حرام من محارمه
    أن تذكر القول الآخر له وهو
    أنهاليست من محارمه
    إنما من خصائصه وهذا مااعتمده في شرحه للبخاري
    وربما القول الذي عرضته كان قي سياق عرضه للأقوال
    كما يفعل
    لكن الذي اعتمده وصرح بترجيحه
    *هو أنها ليست من محارمه*
    تقول الأولى عند عرضه للناس
    أن نقتصر على الراجح
    أقول أحسنت صدقت هذا في العامة
    لكن ليس مع طلبة علم
    خصوصا إن كنت ترى الأقوال التي لاتراها مرجوحة
    فغيرك يراها راجحة كذا بالدليل

    وعموماً .. أحلتكم على كتاب الشيخ الصياح , ففيه بسط هذا الحديث , وقد راجعه الشيخ البراك والراجحي ..

    بارك الله فيك
    وليس هناك أحد من أهل العلم المعتبرين أجاز الاختلاط .. [/quote]
    لم أتعرض لهذي المسألة
    أو ر بما أردت التأكيد فبارك الله فيك.
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    أظن أننا متفقون , ربما سوء الفهم هو ما جعلنا وكأننا مختلفين ..

    قلتُ : سلمنا جدلاً بما قلت , ففي كلا الأمرين .. القول بأنها ليست من أقاربه , يلحق ذلك شيء من الذم , وننزه الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك .. فالخلوة محرمة إجماعاً .. وورد النهي الصريح عن الاختلاء بالأجنبية من رسول الله عليه الصلاة والسلام ..

    "وكانت رداً على اعتراضك على عدم نقل شيء عن استهزاء الكفار بهذه الحادثة لا يعني العدم , وليس رداً على القول بأنها من خصائصه , فتأمل! "

    فقلتَ :لاأدري لم الشريف يلحقه الذم
    نحن ذكرنا أقول علماء أجلاء يثبتون أنهاليست من محارمه
    ومالعيب في ذاك
    الذي عنده شك في نبوته هو من سيتجشم العناء
    باحثا عن ثقب إبرة ليلج منه ليبث شبهته
    ولن يجد لذلك سبيلا
    وإن كنا سنقدم قول لأهل العلم لم يرجحه كباره
    من أجل خوف الذم(مصلحة متوهمة)
    ففي نظري هذي مشكلة
    أن نقدم شيئا أقل مانقول أنه مرجوح
    من أجل شئ متوهم (التنقص منه)
    أما ثبت أنه تزوج ب9
    إذا دعنا نلغيها
    أو نضعف هذا القول كي
    لاينتقص أحد منه, في نظري
    *هذا ليس منهجا علميا دقيقا*

    دعني أصيغ العبارة السابقة مرة أخرى حتى يتضح مرادي , ويتبين قولي ..
    سلمنا جدلاً بما قلته من أن عدم نقل شيء لا يعني العدم , ففي كلا الأمرين .. القول بأنها ليست من أقاربه ,وأنها ليست من خصائصه , يلحق ذلك شيء من الذم , وننزه الرسول عليه الصلاة والسلام عن ذلك .. فالخلوة محرمة إجماعاً .. وورد النهي الصريح عن الاختلاء بالأجنبية من رسول الله عليه الصلاة والسلام .. والقولان كلاهما يفيدان ويؤكدان على عدم جواز الخلوة .. وبالتالي المسألة هينة هاهنا لأن القولان كلاهما متوافقان على امتناع جواز الخلوة والاختلاط ..

    سأعود لبقية الأمور

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حي الله الجميع، لكن فقط هناك أمر يسير جدا مهم أرجو أن لا تغفلوا عما كتبه الإمام العلامة المباركفوري من كلام له ونقولات حول الموضوع عند شرحه للحديث.

    فراجعوه ففيه علم كثير. ورعاكم الله وحفظكم.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    مادمت أخي تطالبين بذكر كل ما ذكر حول الحديث ..

    ففي فتح الباري قال الحافظ ابن حجر في شرح حديث أم حرام أيضاً:

    وكره مالك ركوب النساء مطلقا البحر لما يخشى من اطلاعهن على عورات الرجال فيه إذ يتعسر الاحتراز من ذلك ، وخص أصحابه ذلك بالسفن الصغار ، وأما الكبار التي يمكنهن فيهن الاستتار بأماكن تخصهن فلا حرج فيه .

    نأتي إلى قول ابن حجر ..

    قال ابن حجر : وأحسن الأجوبة دعوى الخصوصية ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل ؛ لأن الدليل على ذلك واضح ، والله أعلم .

    فأولا: هذا ترجيح ابن حجر ولم أجعل شرح ابن حجر هو مدار الجواب عن الشبهة , ولم أدعي ذلك ..

    والذي يترجح أن أم حرام كانت خالة للنبي عليه الصلاة والسلام , لعدة أمور :
    أنه قد جَزَمَ به أَبُو الْقَاسِم بْن الْجَوْهَرِيّ والدَاوُدِيُّ وَالْمُهَلَّب فِيمَا حَكَاهُ اِبْن بَطَّال عَنْهُ بِمَا قَالَ اِبْن وَهْب قَالَ: وَقَالَ غَيْره إِنَّمَا كَانَتْ خَالَة لأَبِيهِ أَوْ جَدّه عَبْد الْمُطَّلِبِ , وَقَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ سَمِعْت بَعْض الْحُفَّاظ يَقُول: كَانَتْ أُمّ سُلَيْمٍ أُخْت آمِنَة بِنْت وَهْب أُمّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الرَّضَاعَة

    وكذا قال به ابن عبدالبر والكرماني والنووي ونقل الاتفاق عليه ..

    وللأمور الثمانية المذكورة آنفاً ..

    - ومن الأمور أيضاً أن ورد أن النبي عليه الصلاة لم يكن يدخل على النساء إلا أم سليم ..
    فمن جهة يبطل الاحتجاج بهذه الحوداث على جواز الخلوة والاختلاط بالمرأة الأجنبية لأنه ثبت أن النبي عليه الصلاة لم يكن يدخل على النساء إلا أم سليم وأم حرام , فدل على أن الأصل عدم دخول النبي عليه الصلاة والسلام على النساء , وأن ما ورد من دخوله على أم حرام وأم سليم , إنما هو حوادث معينة تحيط بها ظروف خاصة , ألا وهو أنهن من محارم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاع , وقلنا بذلك , ولم نقل بأنها من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه عليه الصلاة والسلام لم يكن على أحد من النساء إلا أم حرام وأم سليم , ولو كان من خصائصه لما ورد استثناء أم سليم وأم حرام عن بقية النساء , والله أعلم


    الحديث الآخر

    فقد روى البخاري والترمذي وغيرهما من طريق خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ قالت: جاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فدخل علي غداة بني بي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال لها: دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين.

    في فتح الباري للحافظ ابن حجر قال في شرح هذا الحديث :

    قال الكرماني : هو محمول على أن ذلك كان من وراء حجاب ، أو كان قبل نزول آية الحجاب ، أو جاز النظر للحاجة أو عند الأمن من الفتنة اهــ . والأخير هو المعتمد ، والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها ، وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليتها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية ، وجوز الكرماني أن تكون الرواية " مجلسك " بفتح اللام أي جلوسك ولا إشكال فيها .


    - وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح قال في شرح هذا الحديث :

    قيل كان ذلك قبل الحجاب وقال الشيخ ابن حجر والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائصه جوازا الخلوة بالأجنبية والنظر إليها كذا ذكره السيوطي في حاشية البخاري وهذا غريب فإن الحديث لا دلالة فيه على كشف وجهها ولا على الخلوة بها بل ينافيها مقام الزفاف وكذا قولها فجعلت أي شرعت جويريات لنا بالتصغير قيل المراد بهن بنات الأنصار لا المملوكات يضربن بالدف قيل تلك البنات لم يكن بالغات حد الشهوة وكان دفهن غير مصحوب بالجلاجل قال أكمل الدين الدف بضم الدال أشهر وأفصح ويروى بالفتح أيضا وفيه دليل على جواز ضرب الدف عند النكاح والزفاف للإعلان وألحق بعضهم الختان والعيدين والقدوم من السفر ومجتمع الأحباب للسرور وقال المراد به الدف الذي كان في زمن المتقدمين وأما ما عليه الجلاجل فينبغي أن يكون مكروها بالاتفاق
    (10/79)

    وأما النقل عن العيني حول هذا الحديث فلم أعثر على شيء , وكذلك أن العلماء استفادوا من الحديث جواز النظر إلى الأجنبية عند أمن الفتنة فلم أعثر على شيء منه , فياحبذا أن تورد لنا ذلك بالعزو إلى المصدر كاملاً ..



  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    نقلت أخي الكريم أن العيني استنبط من الحديث جواز النظر إلى الأجنبية عند الفتنة .. وهو الذي لم أعثر على شيء منه ..

    قال الأمام بدر الدين العيني رحمه الله في شرح حديث الربيع بنت معوذ :
    والجواب الصحيح أن من خصائص النبي جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها كما ذكرنا في قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية
    (29/332

    وقال أيضاً في شرح حديث الربيع بنت معوذ :

    والجواب الصحيح أن من خصائص النبي جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها كما ذكرنا في قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية
    (20/136)


    وقال بدر الدين العيني في شرح حديث أم حرام :
    وقال أبو عمر ولا أقف لها على اسم صحيح وأظنها أرضعت النبي وأم سليم أرضعته أيضا إذ لا يشك مسلم أنها كانت منه بمحرم وقد أنبأنا غير واحد من شيوخنا عن أبي محمد بن فطيس عن يحيى بن إبراهيم بن مزبن قال إنما استجاز رسول الله أن تفلي أم حرام رأسه لأنها كانت منه ذات محرم من قبل خالاته لأن أم عبد المطلب كانت من بني النجار وقال يونس بن عبد الأعلى قال لنا وهب أم حرام إحدى خالات النبي من الرضاعة قال أبو عمر فأي ذلك كان فأم حرم محرم منه وقال ابن بطال قال غيره إنما كانت خالة لأبيه أو لجده وذكر ابن العربي عن بعض العلماء أن هذا مخصوص بسيدنا رسول الله أو يحمل دخوله عليها أنه كان قبل الحجاب إلا أن قوله تفلي رأسه يضعف هذا وزعم ابن الجوزي أنه سمع بعض الحفاظ يقول كانت أم سليم أخت آمنة من الرضاعة وقال الحافظ الدمياطي ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بها فلعل ذاك كان مع ولد أو خادم أو زوج أو تابع والعادة تقتضي المخالطة بين المخدوم وأهل الخادم سيما إذا كن مسنات مع ما ثبت له عليه من العصمة ولعل هذا كان قبل الحجاب لأنه كان في سنة خمس وقتل أخيها حرام الذي كان رحمها لأجله كان سنة أربع

    وأما من جهة الاستنباط من حديث أم حرام فقد قال الإمام بدر الدين العيني - رحمه الله - في فوائد حديث أم حرام :
    فيه جواز دخول الرجل على محرمه وملامسته إياها والخلوة بها والنوم عندها
    (14/86)
    فكما نرى فقد استنبط العيني من حديث أم حرام جواز دخول الرجل على ((محرمه))

    وكذلك ورد مثل ذلك في
    (21/176)
    لكننا وجدنا الإمام العيني قال أيضاً في شرح حديث أم حرام في موضع آخر :

    ووجه دخوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عليها أنها كانت خالته من الرضاع

    (35/43)
    فهنا أثبت العيني المحرمية لرسول الله عليه الصلاة والسلام , وأنها السبب في دخوله
    وفي المنتقى شرح الموطأ :
    وقال سحنون يغسلنه في قميصه وجه الرواية الأولى ما روي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام فتفليه وتطعمه ومن جهة المعنى أن جسد الرجل ليس بعورة ولذلك أبيح له كشف جسده بحضرة ذوات محارمه من النساء ، وإنما أمر بستر المرأة ؛ لأن جسدها عورة ووجه الرواية الثانية أن لمس المرأة الرجل ممنوع .
    (2/20)

    وفي المنتقى أيضاً :

    882 - ( ش ) : قال ابن وهب أم حرام كانت خالة النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فلذلك كان يقيل عندها وينام في حجرها وتفلي رأسه
    ( فصل ) وقوله فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجلست تفلي رأسه على ما يفعله ذو المحارم ممن يزوره من ذي رحمه ومن يكرم عليه
    (3/66)
    وفي عون المعبود شرح سنن أبي داوود :

    [ 2491 ] ( إلى قباء ) بضم قاف وخفة موحدة مع مد وقصر موضع بميلين أو ثلاثة من المدينة مصروف على الصحيح ( تفلي رأسه ) بفتح الفوقية وسكون الفاء وكسر اللام من باب ضرب يضرب أي تفتش رأسه لتستخرج قمله
    قال النووي اتفق العلماء على أنها كانت محرما له صلى الله عليه و سلم واختلفوا في كيفية ذلك فقال بن عبدالبر وغيره كانت إحدى خالاته صلى الله عليه و سلم من الرضاعة
    وقال اخرون بل كانت خالة لأبيه أو لجده لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار ( بقبرس ) بضم القاف والراء وسكون الموحدة بينهما
    قال في القاموس جزيرة عظيمة للروم بها توفيت أم حرام بنت ملحان
    انتهى
    (7/122)


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    هذا جواب الإمام العيني:
    وفي الحديث فوائد منها تشريف الربيع بدخول النبي عليها وجلوسه أمامها حيث يجلس الرأس وقال الكرماني فإن قلت كيف صح هذا قلت أما أنه جلس من وراء الحجاب أو كان قبل نزول آية الحجاب أو جاز النظر لحاجة أو عند الأمن من الفتنة واستحسن بعضهم الجواب الأخير

    قلت كل هذا دوران لطلب شيء لا يظفر به والجواب الصحيح أن من خصائص النبي جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها كما ذكرنا في قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية
    .20-21 باضرب الدف والنكاح في الوليمة.
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    119

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    جزاك الله خيراً, فقد ذهل عني نقل كلام "الكرماني" حول الحديث عند العيني ..وأنه استحسنه "بعض" العلماء ..

    ولدي هنا وقفات :

    - لم أثرب على من قال بأنها من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورجح هذا القول , وإنما اقتصرت في الجواب الأساسي على القول بأنها من محارمه عليه الصلاة والسلام , وذكرت أوجه رجحانه . ومن أخذ بأنه من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام , فهو لايختلف عن القول بأنها من محارمه من جهة الجواب عن الشبهة , فالمسألة حينئذ هينة !

    - أوردت ما ذكره ابن حجر والعيني في شروحهما , هاهنا , فأظن أنني الآن قد خرجت من قولك "ليس منهجاً علمياً دقيقاً" , ولست أوافقك على ذلك لأني لا أرى ذلك منهجاً علمياً غير دقيق , لكني أوردتهما حتى لا يظن ظانٌ بأن هناك شيئاً يخالف الجواب عن الشبهة !

    - نقلت عن العيني كلاماً يخالف ما قاله من نفي المحرمية , في آخر نقلين له ..

    - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    أينما رحلتُ فإنما أسيرُ في أرضي
    المشاركات
    414

    افتراضي رد: شبهة حول الرسول عليه السلام، واستدلال فاسد على جواز الاختلاط والخلوة المحرمة!

    بارك الله فيك
    الحوار معك مثمر.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    (ومعرفة الحق بالرّجال عادة ضعفاء العقول)
    الإمام الغزالي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •