بسم الله الرحمن الرحيم
ما رأي الأعضاء الكرام أن نتطرق في استراحة المجلس لطرائف الأخبار ونوادر الحكايات والأشعار ؟ فإنه من المعلوم أن أحدنا في أثناء طلبه وجلوسه بين كتبه ومجالسته لإخوانه قد مرت به نادرة طريفة ، وفطنة لطيفة ، وكلمة مُعجِبة ، وأخرى مضحكة فيها العبرة والفائدة و الترويح عن النفس من كد الجد وإتعاب الحق .
وأبدأ بسم الله :
قال الدميري في حياة الحيوان ( 2 / 377 طبعة الحلبي ) :
" روي أن رجلاً استوقف المأمون ليسمع منه فلم يقف له ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الله استوقف سليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ لنملة ليستمع منها ، وما أنا عند الله بأحقر من نملة ، وما أنت عند الله بأعظم من سليمان ، فقال له المأمون : صدقت ، ووقف له وسمع له وقضى حاجته " أ ـ هـ
وقال أيضاً : " يقول الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى ـ : يا ابن آدم ، موسى خالف الخضر ثلاث مرات فقال له : هذا فراق بيني وبينك ، فكيف بك تخالف ربك في اليوم مرات ، ألا تأمن أن يقول لك : هذا فراق بيني وبينك " .
وجاء في (كتاب الحيوان للجاحظ 1 / 41 ) " قال ذو الرُمة لعيسى بن عمر : أكتب شعري ؛ فالكتابُ أحب إلي من الحفظ . لأن الأعرابي ينسى الكلمة وقد سِهر في طلبها ليلتَه ، فيضع في موضعها كلمة في وزنها ، ثم يُنشِدها الناس ، والكتاب لا ينس ولا يُبَدل كلاماً بكلام " .