تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 42

الموضوع: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب حول كمال التوكل

  1. #1

    افتراضي بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب حول كمال التوكل

    قال ابن القيم في ( مدارج السالكين ) - (ج 3 / ص 187) ( [ومنهم ] من يتوكل عليه في حصول الإثم والفواحش فإن أصحاب هذه المطالب لا ينالونها غالبا إلا باستعانتهم بالله وتوكلهم عليه بل قد يكون توكلهم أقوى من توكل كثير من أصحاب الطاعات ولهذا يلقون أنفسهم في المتالف والمهالك معتمدين على الله أن يسلمهم ويظفرهم بمطالبهم )

    وقال في الفوائد ( وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب علي الله وحده فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون اليها كما لا ينفعه قوله توكلت علي الله مع اعتماده على غيره وركونه اليه وثقته به فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء كما أن توبة اللسان مع اصرار القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق اللسان شيء فقول العبد توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله تبت الي الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها )

    وقال ابن تيمية في جامع المسائل ( (ومن سره أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله ) )

    الاشكال في كلام ابن رجب في شرحه على الأربعين

    حيث قال : ( فمن رزقه الله صدق يقين وتوكل ، وعَلِمَ من الله أنَّه يَخرِقُ له العوائد ، ولا يُحوجه إلى الأسباب المعتادة في طلب الرزق ونحوه ، جاز له تَركُ الأسباب ، ولم يُنكر عليه ذلك ، وحديث عمر هذا الذي نتكلم عليه يدلُّ على ذلك )

    و جزاكم الله خيرا

    قال ابن القيم ( كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    لعل كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله المراد به مرحلة متقدمة من اليقين والتعلق الصادق، والذي لا يستطيعه أكثر الناس، والتي معها أصبح هذا الشخص عنده نوع من الشعور الداخلي الذي يعلم به من شدة تعلقه بالله أن الله تعالى كافيه ومسهل أمره وفاتح مغاليق قدره سبحانه، وهذا ما يسمى (صدق اليقين) وهي نوع من المكاشفة المحمودة، ويشهد لها قوله صلى الله عليه وسلم : "لو أنكم توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير..." الحديث.

    وبهذا يزول الإشكال بإذن الله تعالى، والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  3. #3

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    لعل كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله المراد به مرحلة متقدمة من اليقين والتعلق الصادق، والذي لا يستطيعه أكثر الناس، والتي معها أصبح هذا الشخص عنده نوع من الشعور الداخلي الذي يعلم به من شدة تعلقه بالله أن الله تعالى كافيه ومسهل أمره وفاتح مغاليق قدره سبحانه، وهذا ما يسمى (صدق اليقين) وهي نوع من المكاشفة المحمودة، ويشهد لها قوله صلى الله عليه وسلم : "لو أنكم توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير..." الحديث.

    وبهذا يزول الإشكال بإذن الله تعالى، والله تعالى أعلم
    جزاكم الله خيرا ونفع بكم وهو توجيه ابن رجب لكنه خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
    قال ابن القيم ( كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    أقسام الأعمال من جهة التوكل:

    قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم 1/495

    1-" أحدها : الطاعات التي أمر الله عباده بها وجعلها سببا للنجاة من النار ودخول الجنة؛ فهذا لابد من فعله، مع التوكل على الله فيه، والاستعانة به عليه؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا به، وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ فمن قَصَّر في شيء مما وجب عليه من ذلك؛ استحق العقوبة في الدنيا والآخرة شرعا وقدراً، قال يوسف بن أسباط:" يقال اعمل عمل رجلٍ لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كُتِبَ له".

    2- والثاني ما أجري الله العادة به في الدنيا، وأمر عباده بتعاطيه؛ كالأكل عند الجوع، والشرب عند العطش، والاستظلال من الحر، والتدفؤ من البرد، ونحو ذلك؛ فهذا أيضا واجب على المرء تعاطي أسبابه، وَمَنْ قَصَّرَ فيه حتى تضرر بتركه –مع القدرة على استعماله-؛ فهو مُفَرِّط؛ لكن الله سبحانه وتعالى قد يُقَوِّي بعض عباده من ذلك مالا يقوى عليه غيره، فإذا عمل بمقتضى قوته التي اختص بها عن غيره؛ فلا حرج عليه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم - يواصل في صيامه، وينهى عن ذلك أصحابه، ويقول لهم:" إني لست كهيئتكم، إني أُطْعَمُ، وأُسقى"،... والأظهر أنه أراد بذلك: أن الله يَقُوْتُهُ، ويُغَذِّيِهِ بما يُوْرِدُهُ على قلبه من الفتوح القُدْسِية، والمِنَح الإلهية، والمعارف الربانية، التي تغنيه عن الطعام والشراب بُرْهَة من الدهر؛ كما قال القائل(8):
    لها أحاديث من ذكــراك تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد
    لها بوجهك نور تستضيء بــه وقت المسير وفي أعقابها حادي
    إذا اشتكت من كلال السير أوعدها روح القدوم فتحيا عند ميعاد

    3-القسم الثالث: ما أجرى الله العادة به في الدنيا في الأعم الأغلب، وقد يخرق العادة في ذلك لمن شاء من عباده، وهو أنواع، منها :
    - ما يخرقه كثيرا ويغني كثيرا من خلقه؛ كالأدوية بالنسبة إلى كثير من البلدان، وسكان البوادي ونحوها".
    - ومنها ما يخرقه لقليل من العامة؛ كحصول الرزق لمن ترك السعي في طلبه، فمن رزقه الله صدق يقين وتوكل، وعلم من الله أن يخرق له العوائد ولا يحوجه إلى الأسباب المعتادة في طلب الرزق، ونحوه؛ جاز له ترك الأسباب، ولم ينكر عليه ذلك، وحديث عمر هذا الذي نتكلم عليه يدل على ذلك.

    ... أقول وهذا لايكون لكل أحد كما قال رحمه الله إلا لمن رُزق صدق اليقين وكمُل توكله ...

    وقال رحمه الله في موضع آخر :

    "واعلم أن تحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدورات بها، وجرت سنته في خلقه بذلك؛ فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل؛ فالسعي في الأسباب بالجوارح: طاعة له، والتوكل بالقلب عليه: إيمان به؛ قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم [النساء]، وقال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل..)[الأنفال]، وقال: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) [الجمعة].

    قال سهل التستري: من طعن في الحركة- يعني في السعي والكسب-؛ فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل؛ فقد طعن في الإيمان؛ فالتوكل حال النبي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم ، والكسب سنته؛ فمن عمل على حاله؛ فلا يتركن سنته".
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  5. #5

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أرجو أن يتفضل أحد ويشرح لي كلام ابن القيم المنقول في بداية الموضوع .
    سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم معاذة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أرجو أن يتفضل أحد ويشرح لي كلام ابن القيم المنقول في بداية الموضوع .
    هنا يبين الشيخ رحمه الله صنفا آخر من أصناف المتوكلين على الله تعالى، حيث أن مجرد التوكل غير مختص بالصالحين من الخلق، أو بالصالح من الأعمال، بل قد يتوكل عليه سبحانه شرار الخلق، على شر الأعمال.
    فلذلك قال رحمه الله في بدايات كلامه: (وعموم التوكل ووقوعه: من المؤمنين والكفار والأبرار والفجار والطير والوحش والبهائم).
    ثم بين الحد الفاصل بين توكل هؤلاء بعضهم البعض؛ وأنه متعلق هذا التوكل، فقال: (وإن تباين متعلق توكلهم فأولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في حصول ما عليه الإيمان ونصرة دينه...)
    إلى أن قال: (ودون هؤلاء _ أي في متعلق التوكل _ من يتوكل عليه في حصول الإثم والفواحش...)
    وهم وإن كانت مطالبهم فاسدة، لكنهم موقنين أنهم لن ينالونها غالبا إلا باستعانتهم بالله وتوكلهم عليه، فإذا اتفقت جرأتهم وتوكلهم على الله كان الناتج أن يكون توكلهم أقوى من توكل كثير من أصحابات الطاعات،لأنهم قد يترددون في الأمر، فلذلك هؤلاء قد يلقون أنفسهم في المهالك، ويتلفون أنفسهم بسبب ما أقدموا عليه، وذلك اعتمادا منهم على أن الله سيسلمهم من أجل توكلهم عليه.

    والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    547

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السكران التميمي مشاهدة المشاركة
    هنا يبين الشيخ رحمه الله صنفا آخر من أصناف المتوكلين على الله تعالى، حيث أن مجرد التوكل غير مختص بالصالحين من الخلق، أو بالصالح من الأعمال، بل قد يتوكل عليه سبحانه شرار الخلق، على شر الأعمال.
    فلذلك قال رحمه الله في بدايات كلامه: (وعموم التوكل ووقوعه: من المؤمنين والكفار والأبرار والفجار والطير والوحش والبهائم).
    ثم بين الحد الفاصل بين توكل هؤلاء بعضهم البعض؛ وأنه متعلق هذا التوكل، فقال: (وإن تباين متعلق توكلهم فأولياؤه وخاصته يتوكلون عليه في حصول ما عليه الإيمان ونصرة دينه...)
    إلى أن قال: (ودون هؤلاء _ أي في متعلق التوكل _ من يتوكل عليه في حصول الإثم والفواحش...)
    وهم وإن كانت مطالبهم فاسدة، لكنهم موقنين أنهم لن ينالونها غالبا إلا باستعانتهم بالله وتوكلهم عليه، فإذا اتفقت جرأتهم وتوكلهم على الله كان الناتج أن يكون توكلهم أقوى من توكل كثير من أصحابات الطاعات،لأنهم قد يترددون في الأمر، فلذلك هؤلاء قد يلقون أنفسهم في المهالك، ويتلفون أنفسهم بسبب ما أقدموا عليه، وذلك اعتمادا منهم على أن الله سيسلمهم من أجل توكلهم عليه.

    والله تعالى أعلم
    ... جزاكم الله خيرا شيخنا على هذا التوضيح وجعله الله في ميزان حسناتكم ...
    الذنوب جراحات ورُب جرح وقع في مقتل وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب من الله القلب القاسي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    ليس ثم إشكال في أن توكل بعض العصاة أقوى من توكل بعض أهل الطاعات
    بل هذا مشاهد ملموس..مثاله..
    أني أعرف رجلاً يصاحب الفتيات ويدخن..كان يوما مع أخي يأكلان
    فسقط في إنائه ذبابه فاشمأز..فقال له أخي :النبي قال إذا سقط الذباب في إناء أحدكم..الحديث
    فقال له الرجل:أسألك بالله هل قال النبي ذلك؟
    قال أخي:نعم..
    فما كان منه إلا أن غمس الذبابة ثم ألقاها..وشرب الشراب
    هذا الموقف حصل مع بعض المشايخ وهم يعلمون الحديث..
    ولم يستطيعوا ما فعله هذا الذي يقال له فاسق..

    كما أن التوكل عمل قلبي..فهو مما يتفاوت فيه الناس..كأي عمل آخر

    أما كلام ابن رجب..فلا يسلّم به
    وهو نفس كلام الغزالي في الإحياء
    والله أعلم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    بارك الله في الجميع

    عندما تتكلم هذه الطائفة كابن تيمية وابن القيم وابن رجب رحمهم الله ممن جمع بين الخير الذي عند الصوفية المتقدمين والهدي النبوي
    فقد يخفى علينا غور بعض كلامهم ونستنكره بادي الرأي والنظر
    فإذا دققنا النظر انكشفت لنا درجة الكمال التي وصل إليها القوم

    فهذا الذي ذكره الزين ابن رجب مأثور عن السلف كأحمد وإسحاق وغيرهما وليس فيه مخالفة أو دعوى لترك الأسباب فقد فصل رحمه الله في مسألة الأسباب كثيرا وفرق بين الأسباب الواجبة والمندوبة وعكسها والأسباب المباحة التي تترك لمصلحة أعظم منها وعكسها إلى غير ذلك وقد أخذ هذا من شيخه ابن القيم رحمه الله ...
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    قال رحمه الله في جامع العلوم بعد أن ذكر هذه الدرجة وهي درجة الصدق في التوكل:
    "وله في ذلك أسوة بإبراهيم الخليل عليه السلام حيث ترك هاجر وابنها إسماعيل بواد غير ذي زرع وترك عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء فلما تبعته هاجر وقالت له إلى من تدعنا قال لها إلى الله قالت رضيت بالله وهذا كان يفعله بأمر الله ووحيه فقد يقذف الله في قلوب بعض أوليائه من الإلهام الحق ما يعلمون أنه حق ويثقون به
    قال المروزي قيل لأبي عبدالله أي شيء صدق التوكل على الله قال أن يتوكل على الله ولا يكون في قلبه أحد من الآدميين يطمع أن يجيبه بشيء فإذا كان كذلك كان الله يرزقه وكان متوكلا
    قال وذكرت لأبي عبدالله التوكل فأجازه لمن استعمل فيه الصدق
    قال وسألت أبا عبدالله عن رجل جلس في بيته ويقول أجلس وأصبر ولا أطلع على ذلك أحدا وهو يقدر أن يحترف قال لو خرج فاحترف كان أحب إلي وإذا جلس خفت أن يحوجه إلى أن يكون يتوقع أن يرسلوا إليه بشيء قلت فإذا كان يبعث إليه بشيء فلا يأخذه قال هذا جيد
    قلت لأبي عبدالله إن رجلا بمكة قال لا آكل شيئا حتى يطعمني ربي ودخل في جبل أبي قبيس فجاء إليه رجلان وهو متزر بخرقة فألقيا إليه قميصا وأخذا بيده فألبساه القميص ووضعا بين يديه شيئا فلم يأكل حتى وضعا مفتاحا حديدا في فيه وجعلا يدسان في فمه فضحك أبو عبدالله وجعل يتعجب
    قلت لأبي عبدالله إن رجلا ترك البيع والشراء وجعل على نفسه أن لا يقع في يده ذهب ولا فضة وترك دوره فلم يأمر فيها بشيء وكان يمر في الطريق فإذا رأي شيئا مطروحا أخذ بيده مما قد ألقي قال المروزي قلت للرجل مالك حجة على هذا غير أبي معاوية الأسود قال بل أويس القرني كان يمر بالمزابل فيلتقط الرقاع فصدقه أبو عبدالله قال قد شدد على نفسه ثم قال لقد جاءني البقلي ونحوه فقلت لهم لو تعرضتم للعمل تشهرون أنفسكم قال وإيش ينالني من الشهرة

    وروى أحمد بن الحسين بن حسان عن أحمد أنه سئل عن رجل يخرج إلى مكة بغير زاد فقال إن كنت تطيق وإلا فلا تخرج إلا بزاد وراحلة لا تخاطر قال أبو بكر الخلال يعني إن أطاق وعلم أنه يقوي على ذلك ولا يسأل ولا يستشرف نفسه لأن يأخذ أو يعطي فيقبل فهو متوكل على الصدق وقد أجاز العلماء التوكل على الصدق قال وقد حج أبو عبدالله وكفاه في حجته أربعة عشر درهما

    وسئل إسحاق ابن راهويه هل للرجل أن يدخل المفازة من غير زاد فقال إن كان الرجل مثل عبدالله بن جبير فله أن يدخل المفازة بغير زاد وإلا لم يكن له أن يدخل ومتي كان الرجل ضعيفا وخشي على نفسه أن لا يصبر أو يتعرض للسؤال أو أن يقع في الشك والسخط لم يجز له ترك الأسباب حينئذ وأنكر عليه غاية الإنكار كما أنكر الإمام أحمد وغيره على من ترك الكسب وعلي من دخل المفازة بغير زاد وخشي عليه التعرض للسؤال

    وقد روى عن ابن عباس قال كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن متوكلون فيحجون فيأتون مكة فيسألون الناس فأنزل الله هذه الآية وتزودوا فإن خير الزاد التقوى البقرة وكذلك قال مجاهد وعكرمة والنخعي وغير واحد من السلف

    فلا يرخص في ترك السبب بالكلية إلا لمن انقطع قلبه عن الاستشراف إلى المخلوقين بالكلية وقد روى عن أحمد أنه سئل عن التوكل فقال قطع الاستشراف باليأس من الخلق فسئل عن الحجة في ذلك فقال قول إبراهيم عليه السلام لما عرض له جبريل وهو يرمي في النار فقال له ألك حاجة فقال أما إليك فلا

    وظاهر كلام أحمد أن الكسب أفضل بكل حال فإنه سئل عمن يقعد ولا يكتسب ويقول توكلت على الله فقال ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله ولكن يعودون على أنفسهم بالكسب
    وروى الخلال بإسناده عن الفضيل بن عياض أنه قيل له لو أن رجلا قعد في بيته زعم أنه يثق بالله فيأتيه رزقه قال إذا وثق بالله حتى يعلم منه أنه وثق به لم يمنعه شيء أراده ولكن لم يفعل ذلك الأنبياء ولا غيرهم وقد كان الأنبياء يؤجرون أنفسهم وكان النبي صلى الله عليه و سلم يؤجر نفسه وأبو بكر وعمر ولم يقولوا نقعد حتى يرزقنا الله عز و جل وقال الله عز و جل فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله الجمعة ولابد من طلب المعيشة

    وقد روى عن بشر ما يشعر بخلاف هذا فروى أبو نعيم في الحلية أن بشر سئل عن التوكل فقال اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب فقال له السائل فسره لنا فقال بشر: اضطراب بلا سكون رجل تضطرب جوارحه وقلبه ساكن إلى الله لا إلى عمله وسكون بلا اضطراب رجل ساكن إلى الله بلا حركة وهذا عزيز وهو من صفات الأبدال

    وبكل حال فمن لم يصل إلى هذه المقامات العالية فلا بد له من معاناة الأسباب لا سيما من له عيال لا يصبرون وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم كفي بالمرء إثما أن يضيع من يقوت وكان بشر يقول لو كان لي عيال لعملت واكتسبت وكذلك من ضيع بتركه الأسباب حقا له ولم يكن راضيا بفوات حقه فإن هذا عاجز مفرط وفي مثل هذا جاء قول النبي صلى الله عليه و سلم المؤمن القوي.....الخ كلامه رحمه الله
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    فهذا كلام طويل محرر منه وله سلف في ذلك وليس بمتفرد به

    وقال رحمه الله في لطائفه:
    "و أما إذا قوي التوكل على الله تعالى والإيمان بقضائه وقدره فقويت النفس على مباشرة بعض هذه الأسباب اعتمادا على الله ورجاء منه أن لا يحصل به ضرر ففي هذه الحال تجوز مباشرة ذلك لا سيما إذا كان مصلحة عامة أو خاصة وعلى مثل هذا يحمل الحديث الذي خرجه أبو داود و الترمذي أن النبي صلى الله عليه و سلم: أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال :"كل باسم الله ثقة بالله و توكلا عليه".
    وقد أخذ به الإمام أحمد وقد روي نحو ذلك عن عمر و ابنه عبد الله وسلمان رضي الله عنهم

    ونظير ذلك ما روي عن خالد بن الوليد رضي الله عنه : من أكل السم
    ومنه : مشى سعد بن أبي وقاص وأبي مسلم الخولاني بالجيوش على متن البحر .
    ومنه : أمر عمر رضي الله عنه لتميم حيث خرجت النار من الحرة أن يردها فدخل إليها في الغار التي خرجت منه
    فهذا كله لا يصلح إلا لخواص من الناس قوي إيمانهم بالله وقضائه و قدره وتوكلهم عليه وثقتهم به

    ونظير ذلك دخول المغاور بغير زاد لمن قوي يقينه وتوكله خاصة وقد نص عليه أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة

    وكذلك ترك التكسب والتطبب كل ذلك يجوز عند أحمد لمن قوي توكله فإن التوكل أعظم الأسباب التي تستجلب بها المنافع وتدفع بها المضار

    كما قال الفضيل : لو علم الله إخراج المخلوقين من قلبك لأعطاك كل ما تريد

    وبذلك فسر الإمام أحمد التوكل فقال: هو قطع الإستشراف باليأس من المخلوقين قيل له : فما الحجة فيه ؟ قال : قول إبراهيم عليه الصلاة و السلام لما ألقي في النار فعرض له جبريل عليه السلام فقال : ألك حاجة ؟ قال : أما إليك فلا


    فلا يشرع ترك الأسباب الظاهرة إلا لمن تعوض عنها بالسبب الباطن و هو تحقيق التوكل عليه فإنه أقوى من الأسباب الظاهرة لأهله و أنفع منها ....".
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    وقال ابن القيم رحمه الله في مدارجه عند سرده تعريفات التوكل:
    " وقيل : هو ترك كل سبب يوصلك إلى مسبب حتى يكون الحق هو المتولي لذلك
    وهذا صحيح من وجه باطل من وجه فترك الأسباب المأمور بها : قادح في التوكل وقد تولى الحق إيصال العبد بها وأما ترك الأسباب المباحة : فإن تركها لما هو أرجح منها مصلحة فممدوح وإلا فهو مذموم ".

    وقد تقدم أن ابن رجب لا يجيز ترك الأسباب الواجبة المأمور بها

    وقال ابن القيم أيضا:
    "قوله : وغض العين عن التسبب اجتهادا في تصحيح التوكل معناه : أنه يعرض عن الاشتغال بالسبب لتصحيح التوكل بامتحان النفس لأن المتعاطي للسبب قد يظن أنه حصل التوكل ولم يحصله لثقته بمعلومه فإذا أعرض عن السبب صح له التوكل
    وهذا الذي أشار إليه : مذهب قوم من العباد والسالكين وكثير منهم كان يدخل البادية بلا زاد ويرى حمل الزاد قدحا في التوكل ولهم في ذلك حكايات مشهورة وهؤلاء في خفارة صدقهم وإلا فدرجتهم ناقصة عن العارفين ومع هذا فلا يمكن بشرا ألبتة ترك الأسباب جملة
    فهذا إبراهيم الخواص كان مجردا في التوكل يدقق فيه ويدخل البادية بغير زاد وكان لا تفارقه الإبرة والخيط والركوة والمقراض فقيل له : لم تحمل هذا وأنت تمنع من كل شيء فقال : مثل هذا لا ينقص من التوكل لأن لله علينا فرائض والفقير لا يكون عليه إلا ثوب واحد فربما تخرق ثوبه فإذا لم يكن معه إبرة وخيوط تبدو عورته فتفسد عليه صلاته وإذا لم يكن معه ركوة فسدت عليه طهارته وإذا رأيت الفقير بلا ركوة ولا إبرة ولا خيوط فاتهمه في صلاته
    أفلا تراه لم يستقم له دينه إلا بالأسباب أو ليست حركة أقدامه ونقلها في الطريق والاستدلال على أعلامها إذا خفيت عليه من الأسباب
    فالتجرد من الأسباب جملة ممتنع عقلا وشرعا وحسا
    نعم قد تعرض للصادق أحيانا قوة ثقة بالله وحال مع الله تحمله على ترك كل سبب مفروض عليه كما تحمله على إلقاء نفسه في مواضع الهلكة ويكون ذلك الوقت بالله لا به فيأتيه مدد من الله على مقتضى حاله ولكن لا تدوم له هذه الحال وليست في مقتضى الطبيعة فإنها كانت هجمة هجمت عليه بلا استدعاء فحمل عليها فإذا استدعى مثلها وتكلفها لم يجب إلى ذلك وفي تلك الحال : إذا ترك السبب يكون معذورا لقوة الوارد وعجزه عن الاشتغال بالسبب فيكون في وارده عون له ويكون حاملا له فإذا أراد تعاطي تلك الحال بدون ذلك الوارد وقع في المحال

    وكل تلك الحكايات الصحيحة التي تحكي عن القوم فهي جزئية حصلت لهم أحيانا ليست طريقا مأمورا بسلوكها ولا مقدورة وصارت فتنة لطائفتين
    طائفة ظنتها طريقا ومقاما فعملوا عليها فمنهم من انقطع ومنهم من رجع ولم يمكنه الاستمرار عليها بل انقلب على عقبيه
    وطائفة قدحوا في أربابها وجعلوهم مخالفين للشرع والعقل مدعين لأنفسهم حالا أكمل من حال رسول الله وأصحابه إذ لم يكن فيهم أحد قط يفعل ذلك ولا أخل بشيء من الأسباب وقد ظاهر بين درعين يوم أحد ولم يحضر الصف قط عريانا كما يفعله من لا علم عنده ولا معرفة واستأجر دليلا مشركا على دين قومه يدله على طريق الهجرة وقد هدى الله به العالمين وعصمه من الناس أجمعين وكان يدخر لأهله قوت سنة وهو سيد المتوكلين وكان إذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد والمزاد وجميع أصحابه وهم أولوالتوكل حقا وأكمل المتوكلين بعدهم : هو من اشتم رائحة توكلهم من مسيرة بعيدة أو لحق أثرا من غبارهم فحال النبي وحال أصحابه محك الأحوال وميزانها بها يعلم صحيحها من سقيمها فإن هممهم كانت في التوكل أعلى من همم من بعدهم فإن توكلهم كان في فتح بصائر القلوب وأن يعبد الله في جميع البلاد وأن يوحده جميع العباد وأن تشرق شموس الدين الحق على قلوب العباد فملؤا بذلك التوكل القلوب هدى وإيمانا وفتحوا بلاد الكفر وجعلوها دار إيمان وهبت رياح روح نسمات التوكل على قلوب أتباعهم فملأتها يقينا وإيمانا فكانت همم الصحابة رضى الله عنهم أعلى وأجل من أن يصرف أحدهم قوة توكله واعتماده على الله في شيء يحصل بأدنى حيلة وسعى فيجعله نصب عينيه ويحمل عليه قوى توكله..".

    وقال أبو العباس ابن تيمية في المجموع:
    "وقد تكلم الناس في حمل الزاد في الحج وغيره من الأسفار فالذي مضت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وأكابر المشايخ هو حمل الزاد لما في ذلك من طاعة الله ورسوله وانتفاع الحامل ونفعه للناس .
    وزعمت طائفة أن من تمام التوكل ألا يحمل الزاد وقد رد الأكابر هذا القول كما رده الحارث المحاسبي في كتاب التوكل وحكاه عن شقيق البلخي وبالغ في الرد على من قال بذلك وذكر من الحجج عليهم ما يبين به غلطهم وأنهم غالطون في معرفة حقيقة التوكل وأنهم عاصون لله بما يتركون من طاعته وقد حكي لأحمد بن حنبل أن بعض الغلاة الجهال بحقيقة التوكل كان إذا وضع له الطعام لم يمد يده حتى يوضع في فمه وإذا وضع يطبق فمه حتى يفتحوه ويدخلوا فيه الطعام فأنكر ذلك أشد الإنكار ومن هؤلاء من حرم المكاسب ..".

    فهذه مذاهب العلماء وأقوالهم بين أيديكم فلا ينكر على ابن رجب رحمه الله ما صار إليه والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    أخي الفاضل أمجد..حفظه الله ونفع به
    ظاهر كلام العبارة المنقولة..لا يسلم بها..وهي مشكلة حقا
    ولم يخف علي حين قلت ذلك ما تفضلتَ به
    وأما تفاصيل الكلام على النحو الذي نقلت..فهذا شيء آخر
    سأناقشه لاحقا..
    قلتم حفظكم الله
    دعوى لترك الأسباب
    والأصح :دعوة..
    وابن رجب لم يبلغ مرتبة ابن القيم في فقه القلوب وهذه الأشياء
    والله أعلم

  14. #14

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الفاضل السكران التميمي جزاكم الله خيرا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن بن ناصر مشاهدة المشاركة
    [ومنهم ] من يتوكل عليه في حصول الإثم والفواحش فإن أصحاب هذه المطالب لا ينالونها غالبا إلا باستعانتهم بالله وتوكلهم عليه
    *هل يفهم من هذا أنه يمكن نيل المعاصي بالتوكل على الله والاستعانة به سبحانه؟

    بارك الله في الجميع.
    سُبْحَانَ رَبّكَ رَبّ الْعِزّةِ عَمّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىَ الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للّهِ رَبّ

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    طبعا..الذي نقلته أخي أمجد فيه الغنية عن الرد..وهذه المسألة من أمثلتها:التداوي
    والخلاف فيها بين أهل العلم معروف ..أيهما خير..التداوي أم ترك ذلك اعتمادا على التوكل
    على ما قلته من كلام ابن رجب..وإن قال بشبهه الإمام أحمد ..فهو ليس بصحيح ومشكل ومعارض بالهدي النبوي
    وبكلام أكابر المحققين كما قال ابن تيمية..لأن من ترك السبب بدعوى التوكل..فإنه قد قدح في عقله وفي توكله معا
    ومن اعتمد على السبب دون الله..فقد قدح في التوكل وفي دينه معا
    ومحاولة تخصيص ذلك بالخواص مخالف لإمام الخواص صلى الله عليه وسلم
    وكبار الصحابة الذين لم يسلكوا هذا المسلك..
    وكلام الإمامين ابن تيمية وابن القيم..والذي أنافح عنه
    يخرج من مشكاة واحدة..
    والله الموفق

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    وهذا بيان كون ترك السبب يقدح في التوكل نفسه..
    لما كان التوكل معنى يلتئم من الثقة بالله والاعتماد عليه كما قال العلامة ابن القيم
    فإن الثقة بالله سبحانه تقتضي امتثال أمره..وقد أمر سبحانه بالعمل بالأسباب كما لا يخفى
    سواء على وجه العموم..أو بآيات خاصة ..(سيأتي إن شاء الله بيانها)
    والحديث ظاهر في معنى التوكل ..أعني موعود رسول الله بالرزق كالطير
    ذلك أن الطير لا تبقى في أعشاشها..بل تطير تسعى في رزقها..كما قال تعالى "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه"
    ثم إن ترك السبب إخلاد إلى الأرض وهو قادح في العقل الذي خلقه الله وسيلة للفكر في المعاش وعامة الأشياء
    ولو كان تعمد ترك السبب من التوكل في شيء..لكان أولى به إمام المتوكلين..فلايع رف عنه صلى الله عليه وسلم
    أنه ترك ذلك قيد أنملة..حتى حين أنزل الله عليه "والله يعصمك من الناس" فليس فعله من ترك السبب
    ولكنه تسليم لأمر الله بأنه معصوم من أذيتهم..فبعد أن كانت حراسته بوساطة سبب..جعلها الله في آخر عمره
    مكفولة به سبحانه مباشرة دون سبب..

    وللكلام بقية

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    فإنه قد قدح في عقله وفي توكله معا
    هذا غريب فأين هذا من كلام الإمام أحمد وإسحاق وابن رجب ومذهبهم


    الأمر أدق مما تتصور وأكبر مما فهمته
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    أخي ناقش بتواضع بارك الله فيك
    دعك من هذه الطعون في الفهم والتصور
    إن أردت النقاش بعلم..فحدد موضع النزاع
    واذكر الحجة..وبين لي ضعف عقلي وتصوري

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    ينبغي أولا تحرير محل النزاع وفهم القول المعترض عليه

    فلا أحد يقول بترك الأسباب مطلقا فلا داعي لذكر الأدلة التي توجب الأخذ بالأسباب فهذا لا يخفى على صغار الطلبة فضلا عن كبار أهل العلم كاحمد وابن رجب ومن وافقهم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب

    وبالمناسبة ما اعترضت علي به..هو من كلام الإمام ابن القيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •