تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 42 من 42

الموضوع: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب حول كمال التوكل

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب حول كمال التوكل

    سأشرع في الرد على أخي الفاضل أمجد ثم على الفاضل الحبيب التميمي..
    بعد حمد الله تعالى أقول
    -مازالت الأسئلة تنتظر جوابا محددا..فليس هذا من الكهانة
    أوليس النقاش والمحاورة تتطلب ذلك؟
    قول ابن القيم ليس مشكلا ولا متعارضا..بل هو واضح..
    وما نقلته عنه:"وهذا صحيح من وجه باطل من وجه "
    تكفّل هو نفسه بتفسيره رحمه الله فقال :
    فترك الأسباب المأمور بها : قادح في التوكل وقد تولى الحق إيصال العبد بها وأما ترك الأسباب المباحة : فإن تركها لما هو أرجح منها مصلحة فممدوح وإلا فهو مذموم ". وهل بعد هذا البيان من كلام؟
    وأسأل:هل الخروج للسفر في الصحراء من بغداد لمكة..بغير زاد مباح أم من قبيل إلقاء النفس بالتهلكة؟
    وسيأتي بيان معنى عبارته بتوضيح أكثر
    فكلامه هذا وغيره مما سبق نقله..بين في معارضته لظاهر عبارة ابن رجب
    وحسبك بإمام المحققين في أعمال القلوب..ومخرّج ابن القيم :ابن تيمية..وكلامه واضح في الشأن أيضا
    ---------------------

    والآن مع الأخ المكرم التميمي..حفظه الله تعالى
    فحاصل ما فهمته من كلامك أن هذا الأمر خفي ولا يدرك وأن هذه مرتبة يقينية سامية..إلخ
    وأقول لابد من التدليل على صحة ذلك..لأنه أمر شرعي ويلزم من إطلاق القول به أمور فاسدة
    فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ أعلى مقامات التوكل ومتابعة هديه وسيرته في كل أحداثها
    تبين أن منهجه المطرد اتخاذ الأسباب..مع أنه عليه الصلاة والسلام..يسعه أن يتميز بهذه الأحوال اليقينية عن غيره
    كما تميز بالخصائص المعروفة..من زواجه بأكثر من أربعة..وغير ذلك
    -------------

    ثم أقول مستعينا بالله وحده
    وختاما :لابد على المخالف لي ولأخي أبي عبد الرحمن الناصر..أن يحدد لنا الحيز الذي يكون ترك السبب فيه غير خارم للتوكل
    فضلا عن أن يكون من تمام التوكل!..وبهذا ينجلي الإشكال..مع التدليل عليه
    فهذا وإن صح في أحوال استثنائية فهو خلاف الأصل العريض المتواتر في الكتاب والسنة وسير الصحابة وعامة السلف

    وسبب الإشكال عند بعض العلماء في المسألة يتلخص في الآتي:-
    -أنهم قصروا معنى التوكل على التفويض لله دون النظر إلى أن الله نفسه جعل من سنته أن تكون الأشياء منوطة بأسبابها
    فكأنما طلبوا خرق العادات من جنس المعجزات التي تحصل للنبيين..وهذا مناطه الضرورة والحاجة والمصلحة القوية التي لا تعارض بمفسدة أرجح..وليس هو الأصل كما ساقه ابن رجب..فهذا كما في توكل أبي مسلم الخولاني على الله حين دخل نار العنسي..
    أما تقصّد ترك السبب وتعمده بحجة التوكل ثم ادعاء أن هذا من المقامات العالية لأهل التوكل..فهو يقدح في التوكل نفسه
    لأن حقيقته :الثقة بالله تعالى وتفويض الأمر إليه وتصديقه والاعتماد عليه..
    وإذا كان ذلك كذلك..فإن الله الموثوق به..قد أمر باتخاذ الأسباب..ونهى عن الركون عنها..
    ودل على ذلك الهدي النبوي..فمن لازم الثقة به أن يعمل بالسبب حيث كان سببا شرعيا..
    وتارة يكون العمل به مستحبا..وتارة يكون واجبا..
    ومثل القاعد عن السبب بحجة التوكل على الله..كمثل القاعد عن العمل بحجة الإيمان بالله
    والله الموفق





  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    2,120

    افتراضي رد: بعض العصاة أقوى توكلا من بعض أهل الطاعة واشكال في كلام ابن رجب حول كمال التوكل

    فصل في بيان سبب عطف التوكل على العبادة في مواضع من القرآن الكريم
    قال تعالى "فاعبده وتوكل عليه"..ومعلوم أن التوكل من أجل العبادات
    وفي عطفه عليه فوائد..منها التنبيه على مسألة العمل الأسباب..نظير قوله تعالى
    "إياك نعبد وإياك نستعين" كأنه قال :لا تركن إلى عبادتك وحدها مهملا الأسباب
    فإن الله تعالى لا يحابي في سننه أحدا..
    ثم إن الذي يعمل بالسبب ويقول توكلت على الله أصدق توكلا من الذي لا يعمل به ويدعي نفس الدعوى من وجوه:-
    1-أنه حين أخذ بالسبب لم ينصرف قلبه إلى التعلق بالسبب نفسه مع أخذه به..وهذه كبيرة إلا على المتوكلين
    بخلاف من ترك السبب وقال:على الله اعتمادي..فلم يفعل شيئا ذا بال..لأن الله هو الوكيل في كل حال
    2-وأنه ممتثل ..وذلك سلبي
    3-قول الله"إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون"
    وهذا في معرض الحرب والنصر ولا يخفى ما كان يبذله النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب تتضمن وسائل الإعداد المادي والحرب النفسية..فلو كان من مقتضى كمال التوكل التراخي في مسألة الأسباب..لم يعلق نصرهم على الإعداد والإيمان
    4-والذي يأخذ بالسبب ثم لا يتأتى له النجاح في الذي سعى من أجله سيعلم أن ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن..ويزداد توكلا بذلك أي لأنه بذل السبب فلم يحقق له السبب شيئا..أما من يقعد ويدعي التوكل..فإذا لم يتحقق له مراده..كان أقرب إلى إساءة الظن بالله تعالى أو إلى التعلق بالسبب نفسه بعد ذلك

    أكتفي بهذا الآن..والله أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •