أنا مع الأستاذ عبد الحكيم التقرتي ـ حفظه الله ـ في أن هاتيك الكلمة قد ذاعت بين الناس وأصبحت عربية لتفرقها على كل مذرب ، وأصبحت من اهتمام الناس بها على الحنديرة ، وفسا بين فصيح الاستعمال ومعربه ظربان ونزل بدار الرقم حوث بوث فعربت وذاعت كما هو المعروف في سائر الألفاظ التي عربت كلفظ آنسة لفظ عربي محض قال الشاعر:
فيهِنَّ هِندُ الَّتي هامَ الفُؤادُ بِها *-*-*- بَيضاءُ آنِسَةٌ بِالحُسنِ مَوسومَه
فالآنسة في عرف أهل العرب الشابة الطيبة النفس المحبوب قربها وحديثها وليست غير المتزوجة كما هو المعلوم لدى جماهير العرب اليوم ، فعلى هذا فذلك الاستعمال صحيح ولكن إذا استعمل في حيز الاستعمال العربي صار فصيحاً ، وقد سرت هاتيك اللفظة إلى شعراء معاصرين مثل :
إبراهيم بن عبد الفتاح طوقان الفلسطيني :{1360:ت}: حين قال من [السريع ]:
يا حلوة العينين يا قاسيهْ *-*-*- سرعان ما أصبحت لي ناسيهْ
لئن شفى الطب ضنى عارضاً *-*-* فمهجتي أنت لها شافيه
سيدتي ذنبك مهما يكن *-*-*- تغفره أعذارك الواهيه
و الشاعر إبراهيم ناجي بن أحمد ناجي بن إبراهيم القصبجي المصري :
{ 1372:ت}في قوله :
فمضيتُ توّاً قلت سيدتي *-*-*-*-* زنتِ المراقص أيَّما زين
هل تأذنين الآن ساحرتي *-*-*-*-* تأكيدَ إعجابي بكأسين
ومن هذين المثالين الحداثيين يدرك الآئب أن هاتيك اللفظة معربة ، وأن العرب ما كانت تدريها ولكني بعد البحث وجدت أن الكلمة سرت إلى أهل العصر الأموي ، والعباسي مثال ذلك ما ورد على لسان عمر بن أبي ربيعة من [ الرمل] :
يَشهَدُ اللَهُ عَلى حُبّي لَكُم *-*-*-*-* وَدُموعي شاهِدٌ لي وَحَزَن
قُلتُ يا سَيِّدَتي عَذَّبتِني *-*-*-*-* قالَتِ اللَهُمَّ عَذِّبني إِذَن
وعمر بن أبي ربيعة شاعر أموي ؛ وكما هو المعلوم أن عصر الاحتجاج من أهل الجاهلية حتى عام 150هـ وشاعرنا ـ أعني عمر بن أبي ربيعة ـ توفى عام 93هـ مما يؤكد أن اللفظة عربية محضة وليست معربة وسأبين ذلك في ثنايا الكلم ، إن لا نرد ما ذهب إليه شيخ الإسلام في عصره ابن عثيمين ـ رضي الله عنه ـ ولكنا نبين أن اللفظة عربية ، ولا يصح أن نرمجها أو ننصرف إلى غيرها أو نمتلج من غير ذي ضرع العربية بل لابد أن نجاهد لإثبات الكلم العربي بالسنان ونعقد على الألفاظ العربية الجنان ، وإن متنا دونها ....
أولاً : قد تبين أن اللفظة عربية وذلك من خلال الأبيات التي أرينكها مذ دقائق
ثانياً : قد أرتأى مذهب الجواز شعراء الحداثة وشعراء العصر العباسي فأما أهل الحداثة فأرينكه مذ دقائق وأما أهل العصر العباسي فدونكه :
قال أبو دلامة زند بن الجون الأسدي :{161:ت}:
من [مجزوء الرمل]:
أبلِغِي سَيِّدَتي بال *-*-*-*-* لَهِ يا أمَّ عُبَيدَه
إنَّها أَرشَدَها ال *-*-*-*-* لَهُ وإن كانَت رَشِيدَه
وقال أبو الفضل العباس بن الأحنف بن الأسود الحنفي اليمامي :{192:ت}:
من [مجزوء الوافر]
غَضِبتُ عَلَيكِ سَيِّدَتي *-*-*-*-* وَما لِلعَبدِ وَالغَضَبِ
هَجَرتُكِ عادياً طَوري *-*-*-*-* فَلَم أَرشُد وَلَم أُصِبِ
و يقول أبو ائل بكري بن الطناح الحنفي :{192:ت}:
من [السريع]
بَعُدتِ عَنّي فَتَغَيَّرت لي *-*-*-*-* وَلَيسَ عِندي لَكِ تَغييرُ
وَعدُكِ يا سَيِّدَتي غَرَّني *-*-*-*-* مِنكِ وَمَن يَعشَق مَغرورُ
وقال أبو الحسن بن هانيء بن عبد الأول بن صباح الحكمي (أبو نواس):{198:ت}:
من [البسيط]:
مَكنونُ سَيِّدَتي جودي لِمَحزونِ *-*-*-*-* مُتَيَّمٍ بِأَليفِ الحُبِّ مَقرونِ
قالَت جُنِنتَ عَلى رَأيِي فَقُلتُ لَها *-*-*-*-* الحُبُّ أَعظَمُ مِمّا بِالمَجانينِ
الحُبُّ لَيسَ يَفيقُ الدَهرَ صاحِبُهُ *-*-*-*-* وَإِنَّما يَصرَعُ المَجنونَ في الحَينِ
وقال يعقوب بن إسحاق الربعي المخزومي :{200:ت}:
من [البسيط]:
قد قلت حين بدا لي بخل سيدتي *-*-*-*-* وقد تتابع بي بثي وأحزاني
هل تعلمين وراء الحب منزلةً *-*-*-*-* تدني إليك فإن الحب أقصاني
قالت نعم قلت ما ذاكم أسيدتي *-*-*-*-* وطاعة الحب تنفي كل عصيان
قالت فدعنا بلا صرمٍ ولا صلةٍ *-*-*-*-* ولا صدودٍ ولا في حال هجران
حتى يشك وشاةٌ قد رموك بنا *-*-*-*-* وأعلنوا بك فينا أي إعلان
وقال أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني العنزي ( أبو العتاهية ) :{ 211:ت}:
أَفَما شَبِعتِ وَلا رَوَي *-*-*-*-* تِ مِنَ القَطيعَةِ وَالجَفاءِ
لِم تَبخَلينَ عَلى فَتاً *-*-*-*-* مَحضَ المَوَدَّةِ وَالصَفاءِ
يا عُتبُ سَيِّدَتي أَعي *-*-*-*-* ني حُسنَ وَجهَكِ بِالسَخاءِ
مَهلاً عَلَيكِ وَإِن بَخِل *-*-*-*-* تِ عَلَيَّ بِالحَسَنِ العَزاءِ
و قوله في قصيدة يمدح بها المهدي ويشبب بجاريته "عتب"
وكان أبو العتاهية يهواها:
ألا ما لسيدتي مالها *-*-*-*-* تدل فأحمل إدلالها
لقد أتعب الله قلبي بها *-*-*-*-* وأتعب في اللوم عذالها
كأن بعيني في حيثما *-*-*-*-* سلكت من الأرض تمثالهاوقال أبو علي الحسين بن الضحاك بن ياسر البهلي :{250:هـ}:
من [ السريع ] :
أرقصني حبك يا بصبص *-*-*-*-* والحُبُّ يا سيدتي يُرقِصُ
أرمصتِ أجفاني بطول البكا *-*-*-*-* فما لأجفانك لا ترمصُ
وا بأبي وجهُكِ ذاك الذي *-*-*-*-* كأنه من حُسنه عصعصُ
قال أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي ( ابن الرومي) :{283:ت}:
من [مجزوء الرجز]:
بِغَضب عضَّ يدي *-*-*-*-* وطِيبُه بالحَرَدِ
وقلتُ لما بَخِلت *-*-*-*-* عن عبدها بالصَّفَدِ
يا فتكُ يا سيدتي *-*-*-*-* إن لم تثيبي فعدي
وبعد فلا يخفاك أننا نحب أن نرتوي أكثر من ماء الشعر العذب لنرى الكلمة وهي تسبح في بحور العروض وتحلق في آفاق السماوات المجازية ، فلذلك أوردنا لك منتخباً جيداً من عصورٍ سبقت العصر الأموي والعباسي ، وهو عصر الدولة العبيدية ـ التي تعرف بالفاطمية زوراً وبهتانا فهل لكلب الدروب نسبة إلى كواكب الجوزاء ؟؟؟ـ
وحتى لا نطيل عليك أيها القارئ نورد لك قول الشاعر أبو القاسم محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل اللخمي (المعتمد على الله ):
{488:ت}:
من [السريع]:
القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ *-*-*-*-* وَالوَجدُ قَد جَلّ فَما يُستَرُ
وَالدَمعُ جارٍ قَطرهُ وابِلٌ *-*-*-*-* وَالجِسمُ بالٍ ثَوبُهُ أَصفَرُ
سيدتي لَم تُنصِفي عاشِقاً *-*-*-*-* أَضحى كَما أَخَبرَكِ المُخبِرُ
إِذ قُلتُ هَل مِن أَلَمٍ طائِفٍ *-*-*-*-* ما بِكِ أَو شوقٌ فَما تَصبُرُ
أو الفضل بن عبد الملك الهاشمي العباسي :{374:ت}:
حين قال من [الخفيف]:
أي قلبٍ كوى الفِراق وهزّهْ *-*-*-*-* أيّ لبٍّ أَطاره واستفزّه
أيّ دمع جرى وقلب تلظّى *-*-*-*-* وفؤاد تداول البينُ وخزه
سيدتِي أحسنُ من قد مشى *-*-*-*-* كذا أنا أحسن ما يُلْبَس
كأنني من رقّتي عاشق *-*-*-*-* ليس يُرَى سُقْما ولا يُلْمَس
وإذا شئت أن تتطرق إلى الحديث وتنخرط فيه فاسمع لأبي علي أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي المصري (أمير الشعراء):{1351:ت}حين قال :
وما الذي اشتريت يا *-*-*-*-* حسنى لنا من الخُضَر
الباميا كأنها ال *-*-*-*-* زمرد الخام الحجر
الباميا منذ متى *-*-*-*-* هذا الخضار قد ظهر
جديدة قلت عسى *-*-*-*-* سيدتي بها تُسر
أو للشاعر المفلق الخنذيذ النصراني أديب إسحاق الدمشقي البيروتي :{1302:ت}:حين قال :
مهجتي من حرّ شوقي تحترق *-*-*-*-* وفؤادي في هواهُ تحتَ رقّ
وسهام الغدر قلبي تخترق *-*-*-*-* ووشاة الدمع تروي ما جرى
غادريهِ انهُ قد غدرا *-*-*-*-* وكفى سيدتي ما قد جرى
لا تقولي قد كفى ما حصلا *-*-*- فاهجري أو فاصبري صبرّا حلا
أو للأديب اللوذعي المصري إسماعيل سري الدهشان ( من جماعة أبوللو ):{1370:ت}: حين شدا وأنشد :
من [البسيط]
قالت لجندي موسيقي تعاتبه *-*-*- وقد أجاد لقد أحسنت مغناها
فقال مالي من الإحسان سيدتي *-*- لو كنت في رغبتي أخرجتها آها
أطرب الناس والنيران في كبدي *-*-*- واللَه يعلم مم الآن أصلاها
فقلت كفى ولا تؤذيه سيدتي *-*-*-*-* فكل نفسٍ بها هم تولاها
هل كان داوود في مزماره هزجاً *-*-* بل هذه حرفة الرعيان أداها
والصور ما قيل إسرافيل ينفخه *-* ليبسط النفس بل أهوال أخراها
ولولا خشية الإطالة والملل لأنشدتك أكثر وأكثر ، لكن المقام لا يقتضي ذلك ، فعلم مما ذكرنا أن اللفظة عربية لورودها على لسان العرب ، ووجودها مبثوثة في كتب الأدب وغيرها من كتب اللغة
ووردت في شروح كتب السنة كفتح الباري ، وصحيح مسلم بشرح النووي وغيرها من كتب الشروح
ووردت على لسان النبي صلى الله عليه وسلم كما روى عنه أصحابه ، وتلقفتها كتب السنة ، روى الإمام البخاري من حديث أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : مَرْحَبًا بِابْنَتِي ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَبْكِينَ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهَا
فَقَالَتْ أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَأَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي فَبَكَيْتُ فَقَالَ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِأَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ .
[ رواه البخاري في صحيحه (3623) ، والطيالسي في مسنده (1370) ، والطبراني في الأوائل ، وابن ماجه في سننه ( 1621) وقال الألباني :صحيح ، وابن حبان في صحيحه (6952) ، وابن أبي أشيبه في " المصنف " ( 12/126)، وإسحاق بن راهويه في مسنده (2102)، والحاكم في مستدركه (4721 ) من حديث حذيفة و ( 4722) ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، و (4733 ) من حديث أبي سعيد الخدري ثم قال :هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح ، و(4740 ) من حديث عائشة وقال : هذا إسناد صحيح و لم يخرجاه ]
جَاءَ دِحْيَةُ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ قَالَ اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ مَا تَصْلُحُ إِلَّا لَكَ قَالَ ادْعُوهُ بِهَا فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا [ رواه النسائي في سننه من حديث أنس قال :"اخبرنا زياد بن أيوب ...." ، قال الألباني : صحيح]
فها أنت ذا ترى هاتيك اللفظة وقد وردت على لسان النبي وصحابته ، وقد أضربنا صفحاً عن سرد كل الأدلة حتى لا يمل القاريء
قد يقول لنا قائل : يأيها الرجل مالك ، أتقول أن الشيخ العثيمين ما أصاب وأنت ، أنت يا من في بلادته وغبائه تدرك ما لم يدركه علامة عصره ؟
قلت : إنني لم أقل ذلك ولقد صدقت أيها القاريء في حكمك عليّ ، ولكني أحببت أن أثبت أن اللفظة عربية ، وليست معربة كما ـ زعم البعض ـ وإنما فعلت ذلك لأن العنوان الذي وضعته الأخت الحافظة " كلمة (سيدة) اضربوا عليها بالقلم الأحمر واشطبوها من القاموس " قد أنزلت بساحتي السخط والغضب أنى لنا هذا حتى نمحي كلمة من معجم أنى لنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم إن كلمة شطب لا تعنى "محا" كما قالت الأخت بل إنها تعني في المعاجم العربية القديمة عدل ، أو مال أو بَعُدَ ، ولكن ذهبت المعاجم الحديثة إلى قبولها ، وانخرط في تلك المادة الوسيط ، والأساسي .
لما أن رأيت ذلك حزنت وودت لو أن أكتب بحثاً في هذه الكلمة ولكن ضعفي ، وقلة علمي منعني عن ذلك فكتبت قطرة من بحر فياض لعل الإصابة تنزل بساحتي إن نزلت فأدافع عن لفظة عربية ،
أما منشأ قول الشيخ هذا هو أنه رأى تلك المجتمعات العلمانية قد ذاعت وانتشرت وأنها تنعت النساء بالسيدة كي تجعلها نداً للرجل رأساً برأس لا فرق بين هذا وذاك ، زعماً منهم أن المرأة قادرة على فعل كل ما يفعله الرجل من أعمال ، وغيرها من الأشياء ، مما يغمط حق الرجل ، ويضرب بنصوص الشريعة عرض الحائط حتى إذا قيل : إن للذكر مثل حظ الأنثيين؟
قالوا : إن المرأة سيدة مثل الرجل ، فأنى له هذا ، وهذه من لفظة لأن الألفاظ مفاتيح أبواب النيران أو الجنان كما روي في الحديث ، ولربما أحدثت الكلمة مالم يحدثه الفعل ، مثال على ذلك ما كان من الاسكندر الأكبر حينما أمره أستاذه أرسطوطاليس بقتل دارا بن دارا وتولية كل أمير على ولاية فتفرق القوم أكثر من أربعمائة عام لأجل كلمة ، فعلم أن الكلمة لها دور كبير في حياة الإنسان إما بإيجاب أو سلب فهذا ما ذهب إليه الشيخ العلامة ابن عثيمين وذلك ما ذهب إليه ، وهو أن المرأة ليست سيدة بالمفهوم الغربي الذي ينافي تعاليم الإسلام ، وأنها ليست سيدة تنازع الرجل في أدواره وأنماطه ، وأنها ليست سيدة على الأقوام مادام هنالك رجل لذلك لقوامته عليها فـ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا
مِنْ أَمْوَالِهِمْ } ( النساء : 34 ) هذا ما قاله فاطر السموات والأرض وما فيهن ، وشارع دين الفطرة ليبلغ به
عباده الكمال ، من النساء والرجال ، وقد دل العلم وشهد التاريخ على أن ما أرشد
إليه الكتاب العزيز من قيام الرجال وسيادتهم على النساء هو الحق الواقع والفطرة
الصحيحة . والله الموفق
فائدة : إن كلمة سيدة لقب تشريف للمرأة في عصر العربي الأصيل وقد بث بين العرب المعاصرين أن السيدة هي أم الأولاد أو المتزوجة أو الحُبلى أو ما إلى ذلك مثل ما قلناه عن الآنسة ، فلكل أمة مفهوم يتبعه المنطوق ، وليس لكل أمة منطوق يتبعه المفهوم إذ إن الفهم هو السبيل لخوض عباب الكلم ، وسبر أغواره .