يقول أحد الكتاب المعاصرين : ( هناك مايشبه أن يكون قانونا عاما يحكم العمل الدعوي دينيا كان أواجتماعيا أوسياسيا يمكن التعبيرعنه كمايلي (إن التعبئة ،تعبئةالجماهيرتنقلب إلى احترق ذاتي إذا لم يتبعها تفريغ ملائم وسريع في المكان الملائم )
فمن يسبر خط التيارالإسلاميا المعاصرصعودا وانخفاظا يجد أنه قد استطاع بناء الفرد المسلم من الجوانب الإيمانة في مراحل تاريخية متفرقة ، وأجاد غرس البذرة على ضوء المبادئ التي كان ينادي بها في صفوف الأتباع ،

ولكنه على الرغم من هذه الجهودالجبارة في بناءالفرد المسلم إيمانيا إلا أنه يصاب بالتراجع والتقهقر إذا أينع قطاف الثمر ، فإذا أراد أن ينقل المجتمع من مرحلة الفردية والتمحور حول الذات إلى مرحلة الشمولية وسعة الأفق والبناء الأممي بدأ التفلت من هذا التيار سمة بارزة له في هذه المرحلة ، حتى يكون الصوت المرتفع من الوسط هو الحفاظ على المكتسبات فقط دون العمل للنهوض بالأعمال المرحلية ، وتظهر موضات المراجعات لا للتقويم الأعمال ولكن للإنقاض على المبادئ التي كان يناضل من أجلها،ويدعوا الناس للتمسك بها .

وإن دلت هذه الظاهرة على شيء فإنما تدل على أن هناك خلل في منهجية التربيةالفردية في مرحلة التكوين الفردي يكون من مخرجاتها أفراد لايستوعبون الانتقالات المرحلية وماتتطلبه المراحل من مد وجز وسعة أفق ووضوح في المبادئ والرؤى التي ينادىب ها في أدبيات هذا التيار،

فعلى المنظرين لهذا التيار أن يعيدوا حساباتهم ومناهجهم في بناء الفرد المسلم ليستوعب كل مايطرأعلى التاريخ من تغيرات مرحلية وأن يكون هناك شمولية في بناء الفرد المسلم من جميع جوانبالحياة المعاصرة مع الثبات على ثوابت الخط الإسلامي ، وكذلك التغيير في لغة الخطاب وأسلوب الخطاب والإرتقاء بالتفكير لمن يستمع لهذا الخطاب والانتقال إلى مرحلةأكثرجدية وأعمق في الطرح من أجل ألا تصاب الجماهير بلوثة الإحتراق الذاتي.