أطفال في مهب الريح

نعم كما هو العنوان ، أطفال في مهب الريح

أطفال ولدوا من أب وأم كل منهم يكره الآخر ، كل منهم يتمنى زوال الآخر واختفاءه من حياته
أطفال ولدوا في ظل حياة تملؤها المشكلات ، وكأنهم هم سبب المشكلات ، يتلقاهم الأب ونظراته كلها اتهام ، والأم وكأنهم سبب مأساتها وجراحها ، مساكين هؤلاء الأطفال .
·أليس من حق الطفل قبل أن يولد أن يختار أبوه أمه صاحبة خلق ودين قال صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لدينها ولمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك" .قال الإمام النووي رحمه الله: "الصحيح في معنى الحديثأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين"
·
أن تكون طائعة لزوجها ، تتقي الله في كل أمور حياتها ، تلتزم بما شرع الله ، ترتدي الزي الشرعي ، حتى تكون قدوة لابنتها .أن تكون صاحبة العفاف والرضا بما قسم الله لها في الدنيا .
أليس من حق الطفل على أمه قبل أن يولد أن تختارله والده صاحب خلق ودين ،ملتزم بشرع الله ، يعرف ما له وما عليه ..قال صلى الله عليه وسلم "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

كما ينبغي سؤال أهل التقوى والصلاح واستشارتهم في أمر الزواج كما فعلت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها حيث قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما معاوية فصعلوك لامال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا على عاتقه"، فرسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أحوال كلا الرجلين بين أن الأول، فقير، والثاني "ضراب للنساء"كما جاء في رواية لمسلم.
أليس من حق الطفل على أبيه أن يحسن رعايته؟ ، أن يحنو عليه؟ ، أن يعلمه دينه ؟، أن يعلمه احترام الكبير والصغير؟ قال صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا حديث صحيح على شرط مسلم ، أن يكون ملتزمًا بما أمر الله ، محافظًا على الصلاة ، قدوته رسول البشر محمد صلى الله عليه وسلم .أن يراعي حق ابنه
ويتقي الله فيه وفي أمه وأن يراعي أنه بيده الأمر وفسخ العقد ويحافظ على بيته وزوجته وأولاده وأن يحتضنهم ويرعاهم .ويصبر ويحتسب الأجر من الله
مساكين هؤلاء الأطفال ضحايا سوء الاختيار والنتيجة هم يتحملونها وحدهم ، وحتى وهم يتحملونها غالبًا لا يُرحمون .نعم لا يُرحمون لا من الأب والأم ولا حتى من المجتمع ..
إذا قلنا الأب والأم فكل منهم يحملهم المشاكل والمسئولية وكأنهم سبحان الله من إختاروهم لبعض ليكونوا زوجين ، وهم من تسبب في كل ما حدث بينهم .حتى ولو لم يتكلموا ولكن يشعر الطفل بما داخل الأب وألأم ، يخرج هؤلاء الأطفال إلى الدنيا وبداخلهم هموم لا يحملها كبير في العمر .والخطأ من البداية ليس خطأهم . وبالنهاية نحاسبهم هم على هذا الخطأ وكأنهم هم الأساس فيه .
والمجتمع ينظر إليهم على انهم مشكله كبيره ، وعلى كونهم أبناء اسرة مفككه . ولا يرحمون هؤلاء الأطفال من نظراتهم القاتلة التي تقتل اكثر من الكلام ،
انتشر أطفال الشوارع بشكل كبير ، إنتشر إنحراف الأبناء ، إنتشر عقوق الوالدين كل ذلك بسبب من ؟ لو فكرنا لنجد أن السبب هو عدم الإحتواء من الأب والأم ، من البعد عن الدين والشرع والحلال والحرام ، ومن فقدهم البيت الحضن الكبير ، فقد اطفالنا الحضن الكبير ، تربينا جميعاً في بيت كبير فيه اب وأم الله اعلم بحالهم سوياً لكن كبرنا وتزوجنا وانجبنا الأحفاد والأب مع الأم لا نعلم عن حياتهم شيئاً .. ضحوا بسعادتهم وراحتهم في سبيل راحة ابناءهم وسعادتهم واستقرارهم . كانت الأم ترضى بالقليل وتشكر ربها على ستره لها ثم تشكر زوجها وتقدره وتحترمه وتخاف منه وتعمل له ألف حساب في غيابه قبل حضوره ، لا يعلم عنها وعن بيتها أحد كأنه سرمن الأسرار الحربيه. كانت تعيش على الكفاف وتشكر النعمه وتتقي الله ، فخرج منها نشأ أسوياء ، على نهجها يسيرون ، أين هم في أيامنا ؟ إلا من رحم الله .. للأسف مع كل تطور تتطور معه الحياة للأسوأ ويصبح التمرد ، ونكران النعمه ، وقلة الصبر، والبحث عن راحة الذات فقط ، والبحث عن كل ما يسعد الأنا ، نعم الأنا وليس من حولي بل ماذا يسعدني أنا ابحث عنه ومن معي أو في يدي او يهمني فليذهب للجحيم المهم أسعد أنا ، أين ألأب الذي كان يدخل بيته يحمل من خيرات الله ويبتسم في وجه زوجته واولاده ،يشكرها على عملها ، يحمد الله على زوجته مهما كانت ، لا ينظر لغيرها ، ولا يتمنى الا رضا الله سبحانه وتعالى وسعادة ابناءه . أين الأب الذي كان يحتضن اولاده ويتحدث معهم ويتناقش معهم ، أين هى لمة الأسرة وتبادل الحديث والضحكات والقصص الجميلة التي كان يرويها ألأب والأم لأبنائهم . أين الأب الذي كان يعرف مشاكل ابناءه ويساعدهم على حلها ، أين الأب الصديق لإبنه ، ، أين الأب الذي كان يأخذ إبنه في يده كل صلاة إلى المسجد ، أين الأب الذي يأمر اولاده بالمعروف وينهاهم عن المنكر ،أين الأم التي كانت تجلس مع إبنتها تعلمها الخياطه ، وكيفيه إحترام الزوج ، والطبخ وكيف تكون زوجة في المستقبل ناجحة ، أين الأم الصديقه لإبنتها المستمعه الجيده لها ، اين هو أين هو أين ( الـــــرضا ) أين ( الحــــب ) ،، أين ( الأم والأب الحقيقيين ) أين (الحضــن الكبيــــر)
أسئلة يسألها الأبناء وهم في مهب الريح ..

عباد الله إتقوا الله ، إن كنتم وجدتم أن إختياركم خطأ منذ البدايه والنهايه حتماً معروفه فلا تنجبوا أطفالاً ليكونوا في يوم من الأيام في مهب الريح ، . إن كنتم لا تُقدرون النعمه التي يمنحها الله لعباده ويتمناها المحرومون وهى نعمة الإنجاب ، فلا تنجبوا أطفالاً تجعلونهم في مهب الريح .إرحموا ترحموا
أم عبد الله