الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ام بعد:
فبالنظر لحال المفتين اليوم ارتايت ان اجمع هذه النصوص حول خير البشر عندما كان صلى الله عليه وسلم يسال وكيف كان كذلك يجيب:
كان صلى الله عليه وسلم اذا سال يسال عن المستفتي اما عن عينه او عن قومه ومن يكون فيهم
فقدروي البخاري في صحيحه عن زينب امراة عبد الله بن مسعود عندما انطلقت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تساله عن الصدقة ثم قالت لبلال ان يساله فدخل بلال فساله فقال بلال زينب فقال النبي:أي الزيانيب فقال بلال :زوجة عبد الله فقال صلى الله عليه وسلم (نعم ولها اجران اجر القرابة واجر الصدقة)
فانظر كيف استفسر صلى الله عليه وسلم عن السائلة حتيى تكون اجابته على حسب حالها
كذلك كان صلى الله عليه وسلم يسال عن الوافدين عليه كما ثبت في حديث عبد القيس فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من القوم او من الوفد ليجيبهم على حسبهم كذلك كان يسال عن الناس فيهم فقد سال عن الاشج عندما راه يعقل الابل فقال من هذا فيكم
كما كان صلى الله عليه وسلم يراعي حال السائل و المستفتي وطالب النصح بحيث كان يفتيه وينصحه بحسب ما تقتضيه حالهم وهو صلى الله عليه وسلم اراف بهم من انفسهم
فقد جاءه من يساله عن القبلة لصائم فاجازها لشيخ ولم يجزها للشاب لعلمه صلى الله عليه وسلم انه املك لاربه من الشاب
كما كان الشان في الذي ساله الجهاد فقد ساله صلى الله عليه وسلم :الك واللدان قال نعم قال :ففيهما فجاهد
كذلك قال للاعرابي الذي ساله الهجرةفقال له صلى الله عليه وسلم (ويحك ان شان الهجرة علبك شديد فهل لك من الابل)قال نعم فقال:(فاعمل من وراء البحار فان الله لن يترك من عملك شيئا)
قال النووي:خاف النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يقوى لها ،ولا يقوم بحقوقها وان ينكص على عقبيه فقال له ان شان الهجرة عليك لشديد،ولكن اعمل بالخير في وطنك وحيث ما كنت فهو ينفعك و لا ينقصك الله شيئا
كذلك كان من هديه صلى الله عليه وسلم ان ينوع الاجابة رغم اتحاد السؤا ل فقد سال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة أي العمل افضل ؟فقال :ايمان بالله ورسوله ،قيل ثم ماذا قال (الجهاد في سبيله)قيل ثم ماذا قال (حج مبرور)
وساله عبد الله بن مسعود السؤال نفسه فقال أي العمل افضل فقال (الصلاة في وقتها )قال ثم أي قال (بر الوالدين)قال ثم أي قال (الجهاد في سبيله)
وساله ابو ذر أي العمل افضل فقال (ايمان بالله ،و الجهاد في سبيله)
كذلك كان الشان عندما سئل عن أي الاسلام افضل
فقد ساله عبد الله بن عمرو أي الاسلام خير فقال (تطعم الطعام ،و تقرآالسلام على من عرفت ومن لم تعرف)
ونجد اجابته صلى الله عليه وسلم على السؤال أي الاسلام افضل قال (من سلم المسلمون من لسانه ويده
وكان من اسباب اختلاف الاجوبة رغم اتحاد السؤال مراعاته صلى الله عليه وسلم احوال السائلين او السامعين في كل مقام ،وقد بين ذلك علماء الأمةفعلى سنيل المثال قال القاضي عياض (أعلم كل قوم بما لهم اليه حاجة،وترك ما لم تدعو اليه حاجة،او ترك ما تقدم علم السائل اليه،او علمه بما لم يكمله من دعائم الاسلام ولا بلغه علمه،وقد يكون المتأهل للجهاد الجهاد في حقه أولى من الصلاة و غيرها ،وقد يكون له ابوان لو تركهما لضاعا ،فيكون برهما افضل لقوله صلى الله عليه وسلم (ففيهما فجاهد)وقد يكون الجهاد افضل من سائر الاعمال عند استواء الكفار على بلاد المسلمين)
وقال الإمام النووي:جعل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة أن الإيمان افصل من الجهاد ثم الجهاد ثم الحج،وفي حديث ابي ذر الايمان والجهاد،وفي حديث ابن مسعود الصلاة ثم بر الوالدينثم الجهاد ،وتقدم حديث عبد الله بن عمرو (أي الاسلام خير؟)قال (تطعم الطعام ،وتقرأالسلام على من عرفت ومن لم تعرف)وفي حديث اني موسى (من سلم المسلمون من لسانه ويده)وصخ من حديث عثمان (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
ثم ذكر النووي( ان الامام ابا بكر القفال الشاشي الكبير جمع بين تلك الاحاديث بوجهين ،وأول وجه :ان ذلك اختلاف جواب جرى على حسب اختلاف الاحوال والاشخاص فانه قد يقال خير الاشياء كذا ولا يراد به خير جميع الاشياء من جميع الوجوه وفي جميع الاحوال و الاشخاص بل في حال دون حال ونحو ذلك،واستشهد عن ذلك باخبر من ,,,,,)
وقال العلامة العيني ان اختلاف الاجوبة في هذه الاحاديث لاختلاف الاحوال ولهذا سقط ذكر الصلاة و الزكاة والصيام ولا شك ان الثلاث مقدمات على الحج والجهاد
كذلك كان الشأن بالنسبة لمن جاء يسأل النصيحة فكان صلى الله عليه وسلم فكان صلى الله عليه وسلم ينوعها بحسب ما تقتضيه حال السائل وهذا يدل على معرفته باحوال من طلبوا النصيحة ،كما يدل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بمراعات احوالهم عند ابداء
النصح لهم
كما كان من هديه صلى الله عليه وسلم ان يجيب السائل باكثر مما سئل فقد سئل عن ماء البحر فقال (هو الطهور ماءه الحل ميتته)
ففي هذا الحديث سئل عن حكم ماء البحر فزاد عليه حكم ميتتهمراعاة لحال المستفتي لان المحتاج لماء البحر يحتاج احيانا الى اكل
ميتته قال الشيخ العظيم ابادي (ان المفتي اذا سءل عن شيء،وعلم لسائل حاجة ما يتصل بمسالته استحب تعليمه اياه،وهي زيادة تنفع لاهل الصيد ،وكان اليائل منهم ،وهذا من محاسن الفتوى)
وقال الشيخ ابن العربي المالكي وقد اجاب صلى الله عليه وسلم هكذا لعلمه انه من جهل حكم ماء البحر كان لما سواه اجهل
وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين