تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 35 من 35

الموضوع: كلمات سلفية في أركان الإيمان...

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة (21) ...

    شرعاً واصطلاحاً (ا) :
    هي المسائل العلمية من أمور الدين التي ينعقد عليها قلب المسلم تصديقًا لله ورسوله. (ب)

    ............
    (ا) (تذييل): لعلم العقيدة أسماء أخرى ترادفه، وتختلف هذه الأسماء بين أهل السنة وغيرهم، فمن مسميات هذا العلم عند أهل السنة :
    العقيدة والاعتقاد، والعقائد : فيقال : عقيدة السلف وعقيدة أهل الأثر ونحوه...فيقال: (عقيدة السلف أصحاب الحديث) للصابوني. و(الاعتقاد) للبيهقي.
    التوحيد : لأنه يدور على توحيد الله في ألوهيته وربوبيته وأسماءه وصفاته ، فالتوحيد هو أشرف مباحث علم العقيدة وهو غايتها ، فسمي به هذا العلم عند السلف تغليباً... فيقال: (كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب) لابن خزيمة. و(التوحيد) لابن منده. و(كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
    السنة: والسنة هي الطريقة، فأطلق على عقيدة السلف السُّنة؛ لاتباعهم طريقة الرسول وأصحابه في ذلك. وهذا الإطلاق هو السائد في القرون الثلاثة الفاضلة... فيقال: (السنة) للإمام أحمد. و(السنة) لعبد الله بن أحمد. و(السنة) للخلال. و(السنة) لأبي داود. و(السنة)لمحمد بن نصر المروزي. و(شرح السنة) للبربهاري.
    أصول الدين وأصول الديانة : والأصول هي أركان الإيمان وأركان الإسلام ، والمسائل القطعية ، وما أجمع عليه الأئمة... فيقال: (الشرح والإبانة عن أصول الديانة) لابن بطة. و(الإبانة عن أصول الديانة) للأشعري.
    الفقه الأكبر : وهو يرادف أصول الدين، مقابل الفقه الأصغر وهو الأحكام الاجتهادية... فيقال: (الفقه الأكبر) المنسوب لأبي حنيفة !
    الشريعة : أي ما شرعه الله ورسوله من سنن الهدي وأعظمها أصول الدين... فيقال: (الشريعة) للآجري.
    الإيمان : أي الأصول الستة وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليَوْم الآخر والقدر خيره وشره.
    وهذه هي أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة، وقد يشركهم غيرهم في إطلاقها بالتبع، كبعض الأشاعرة - أهل الحديث منهم خاصة - .
    وهناك اصطلاحات أخرى تطلقها الفرق - غير أهل السنة - على هذا العلم من أشهر ذلك:
    علم الكلام : وهذا الإطلاق يعرف عند سائر الفرق المتكلمة من المتكلمين والفلاسفة ، كالمعتزلة والأشاعرة ، ومن يسلك سبيلهم... فيقال: (شرح المقاصد في علم الكلام) للتفتازاني.
    الفلسفة : والفلسفة كلمة يونانية دخيلة ، مركبة من كلمتين هما : (فيلو) أي : محب ، و(صوفيا) أي : الحكمة ، فمعناها : محب الحكمة ، وقد دخل مذهب الفلاسفة إلى المسلمين بواسطة الكتب التي ترجمت إلى العربية .
    وهذا الإطلاق عند الفلاسفة ومن سلك سبيلهم ، وهو إطلاق لا يجوز في العقيدة ، لأن الفلسفة مبناها على الأوهام ، والعقليات الخيالية ، والتصورات الخرافية عن أمور الغيب... ومن آراء معظم الفلاسفة : القول بقدم العالم ، وإنكار النبوات ، وإنكار البعث الجسمانى .
    التصوف : وهذا الإطلاق عند بعض المتصوفة والمريدين والمتزهدين ومن نحا نحوهم ، وهو إطلاق مبتدع ؛ لأنه ينبني على اعتبار شطحات المتصوفة وخرافاتهم .
    الإلهيات : وهذا الإطلاق عند أهل الكلام والفلاسفة والمستشرقين وأتباعهم ، وهو خطأ ؛ لأن المقصود بها - عندهم - فلسفات الفلاسفة ، وكلام المتكلمين والملاحدة فيما يتعلق بالله - عز وجل - ... وإلا فشيخ الإسلام ابن تيمية له كتاب "الإلهيات" .
    ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقيا) : كما يسميها الفلاسفة والكتاب الغربيون ، ومن نحا نحوهم كما في الموسوعة العربية الميسرة (ميتافيزقيا) ، وهي المعرفة بعالم ما وراء الطبيعة - العالم غير المنظور - ، وما فيه من قوى الخير المتمثلة في الملائكة ، وقوى الشر المتمثلة في إبليس وجنوده من الشياطين ، ومنه أيضا المعرفة بعالم الجن .
    هذا ؛ ويطلق الناس على ما يؤمنون به ويعتنقونه من مبادئ وأفكار (عقائد) ، وإن كانت باطلة ، أو لا تستند إلى دليل عقلي ولا نقلي ، فإن للعقيدة مفهوماً صحيحاً هو عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من الكتاب والسنة الثابتة ، وإجماع السلف الصالح القائم على الكتاب والسنة الصحيحة .
    وللعقيدة أيضاً مفاهيم باطلة ، وهي كل المعتقدات الناتجة عن أفكار وأهواء البشر التي تعارض أو تخالف ما جاء عن الله - عز وجل - وعن رسوله ، فإطلاق مفهوم العقيدة كمفهوم الدين، فالدين الحق ( دين الله ) يسمى ديناً، وكذلك تدين المشركين لغير الله يسمى ديناً. قال - عز وجل -: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين (الكافرون:6)؛ فالنصراني واليّهُودي كل منهم يعتنق آراءً وأهواءً باطلة، ويسميها عقيدة وديناً.
    أما العقيدة الإسلامية إذا أطلقت فهي عقيدة أهل السنة والجماعة، لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده. ونسبة أقوال الناس والفرق ومعتقداتها المخالفة للسلف إلى الإسلام، لا تجعلها من العقيدة الإسلامية الحقة، بل هي معتقدات ُتنسب إلى أصحابها، والحق منها براء، وقد يسميها بعض الباحثين (إسلامية!)، من باب النسبة الجغرافية أو التاريخية، أو لمجرد دعوة الانتماء، أي: أن أصحابها ومعتقديها يدعوّن الإسلام ويسمونها إسلامية، لكن الأمر عند التحقيق يحتاج إلى العرض على الكتاب والسنة في أمر الاعتقاد، فما وافق الكتاب والسنة واستمد منهما فهو الحق، وما لم يكن كذلك فيرد على صاحبه...راجع (مباحث في العقيدة ) د. ناصر بن عبد الكريم العقل - حفظه الله -.
    (ب) (تفصيل): العقيدة أمور علمية قلبية يقينية لا تقبل الشك؛ فهي الإيمان الجازم بالله ( ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ) ، وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليَوْم الآخر، والقدر خيره وشره؛ حيث أجاب النبي جبريل - عليه السلام - لما سأله عن الإيمان... وكذا الإيمان بكل ما جاءت به النصوص من أصول الدين، وأمور الغيب، وما أجمع عليه السلف، والتسليم لله - عز وجل - طاعةً، ولرسوله اتباعاً...
    وبعبارة أخري يمكننا أن نقول أن العقيدة هي عبارة عن وجود ( جمل ومسائل علمية، يعرفها المسلم، ثم يحبها، ثم يجمع عليها قلبه، فتكبر في القلب، حتى تغلظ وتشتد - أي: في القلب - ، فتكون مع النية والحب والرجاء )... من كلمات د. أحمد النقيب. وراجع "العقيدة في الله" د. عمر سليمان الأشقر (صـ: 12).
    ... وهذا المفهوم للعقيدة هو الذي أنزل الله به كتبه، وأرسل به رسله، وجعله وصيته - جل وعلا - للأولين والآخرين؛ فهي عقيده واحدة؛ لا تتبدل ولا تتغير بتبدل الزمان والمكان والأفراد والأقوام.
    قال تعالى: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (الشورى:13).
    وما شرعه الله لنا وللأمم من قبلنا هو أصول العقائد، وقواعد الإيمان، لا فروع الدين وشرائعه العملية؛ فإن لكل أمة من التشريعات العملية ما يتناسب مع ظروفها، وأحوالها، ومستواها الفكري والروحي. قال - عز وجل - : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (المائدة:48).

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة (22) ...

    ( المبحث الرابع )
    مصادر العقيدة

    ( أ )
    اعلم - علمك الله العلم النافع - أنَّ العقيدة توقيفية ؛ فلا يثبت الاعتقاد إلا بدليل من كتاب الله - عز وجل - ، أو من سنة نبيه الصحيحة . (أ)
    وأهل السنة والجماعة (ب) لا يأخذون معتقدهم إلا من الكتاب والسنة الصحيحة ،
    وليس لهم إلا هذان الأصلان العظيمان (ج) ،
    متبعين في فهمهما الفهم الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباعهم من أصحاب القرون الثلاثة المفضلة .


    ...................
    (أ) فالنبي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
    قال - عز وجل - : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ( النجم :1-4 ) .
    قال الإمام ابن حزم - طيب الله ثراه - : ( الوحي ينقسم من الله - عز وجل - إلى رسوله على قسمين :
    ( أحدهما ) : وحي متلو مؤلف تأليفا معجز النظام وهو القرآن.
    و ( الثاني ) : وحي مروي منقول غير مؤلف ، ولا معجز النظام ، ولا متلو ، لكنه مقروء ، وهو الخبر الوارد عن رسول الله ، وهو المبين عن الله - سبحانه وتعالى - مراده منا.
    قال الله - تعالى - : بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون ( النحل : 44 ) ) . ا.هـ " الإحكام " ( 1/93 ).
    ( تنبيه ) : يكفي في إثبات العقائد الحديث الصحيح أو الحسن ، حتى ولو كان آحادا فلا يشترط في الحديث أن يكون متواترًا خلافا للمتكلمين ، والأدلة على ذلك كثيرة مشتهرة .
    (ب) ( فصل ) : ( أهل السنة والجماعة )
    ( السنَة ) في اللغة مشتقة من : سَن يَسِن ، سَنّا ، فهو مَسْنُون . وسَن الأمرَ : بَينَه . والسَنَة : الطريقةُ والسِّيرة ، محمودة كانت أَم مذمومة .
    وفي الاصطلاح : هي الهديُ الذي كان عليه رسول الله وأَصحابه، علما ، واعتقادا ، وقولا ، وعملا ، وتقريرا .
    قال : فإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدي فَسَيرى اخْتلافا كَثيرا ؛ فَعَلَيْكُمْ بِسنّتي وسُنّةِ الخلَفَاءِ المَهْدِيينَ الرَّاشِدين .
    ( الجماعة ) في اللغة : مأخوذةٌ من الجمعِ ، وهو ضمُ الشيءِ بتقريبِ بعضِهِ من بعضٍ ، يُقال : جَمعتُهُ ، فاجْتَمَعَ . ومشتقة من الاجتماع ، وهو ضد التفَرُّق ، والفرْقَة . والجماعة : هم العدد الكثير من النَّاس يجمعهم غرض واحد .
    وفي الاصطلاح : هي جماعة المسلمين ، وهم سَلَفُ هذه الأُمة من الصحابة والتابعين ومن تَبعهُم بإِحسان إِلى يوم الدِّين = الذين اجتمعُوا على الكتاب والسُنَة ، وساروا على ما كان عليه رسول الله ظاهرًا وباطنًا .
    قال : وَإِن هَذهِ الملة سَتفْتَرقُ عَلَى ثَلاث وَسَبعين ، ثِنْتانِ وَسَبعونَ في النَّار ، وَوَاحِدة في الجنة ، وَهي : الجماعَة .
    ( أهلُ السُّنَّةِ والجماعة ) هم المتمسكون بسُنٌة النَّبِيِّ ، وأَصحابه ، ومَن تبعهم ، وسلكَ سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل = الذين استقاموا على الاتباع ، وجانبوا الابتداع ، وهم باقون ظاهرون منصورون إِلى يوم القيامة ؛ فاتَباعُهم هُدى ، وخِلافهم ضَلال .
    (ج) ( الكتاب ) : هو القرآن العظيم ، كلام رب العالمين غير مخلوق ، نزل به الروح الأمين جبريل - عليه السلام - ، بلسان عربي مبين ، على قلب محمد رسول الله ، ليكون من المنذرين للإنس والجن كافةً في كل ما يحتاجون إليه من مصالح دينهم ودنياهم ، مقروء بالألسنة ، مكتوب في المصاحف ، محفوظ في الصدور ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
    وأما ( السنة ) : فهي أقوال النبي ، وأفعاله ، وأوصافه ، وتقريراته على الأقوال والأفعال .
    ( لحق ) : علوم السنة ( الحديث) من حيث الإجمال تنقسم إلى قسمين كلِّيِّين:
    ( الأول ) : علم رواية ( القص والروى والنقل ) .
    وموضعه : ما أضيف إلى النبي أو من دونه من صحابي أو تابعي ، من جهة العناية بنقل ذلك وروايته وضبطه وتحرير ألفاظه ، فهو العناية بمتن الخبر من جهة نصِّه خاصة .
    ويندرج تحته أصناف من علوم الحديث ، منها : المرفوع ، والموقوف ، والمقطوع ، وغريب الحديث ، ومختلف الحديث ...
    وصاحب هذا الفن يسمى : ( الـمُسند ) .
    ( الثاني ) : علم دراية ( معرفة ) .
    وموضعه : السَّند والمتن من جهة العلم بأحوالهما...
    ويندرج تحته :
    حقيقة الرواية : [ نقل الرواية وإسنادها إلى صاحبها بتحديث أو اخبار ونحوهما ، مثل : حدثنا وأخبرنا وعن وغيرها من صيغ التحمل ... ] ،
    وشروط الرواية : [ تحمل الرواية بسماع أو بعرض أو بإيجاز أو بوجادة ... ] ،
    وأنواع الرواية : [ اتصال وانقطاع ونحوهما ] ،
    وأحكام الرواية : [ تمييز المقبول والمردود ] ،
    وحال الرواة : [ من جرح وتعديل وتواريخ ... ] ،
    وشروط الرواة : [ في التحمل والآداء ] ،
    وأصناف المرويات : [ أنواع المصنفات من مسانيد ، ومعاجم ، وأجزاء ، وأمالي وغيرها ... ] ،
    وفقة الرواية : [ فقة الحديث ] ،
    وعلل الحديث ، وغيرها ...
    وصاحب هذا الفن يسمى : ( المحدث ) .

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 23 ) ...

    (ب)
    قال - عز وجل -
    : قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (النور:54).
    وقال - جل وعلا -
    : وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (النساء:113).
    وقال - عز وجل - لنساء النبي :
    وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (الأحزاب:34)،
    والحكمة: هي سنة النبي .(ا)
    .............................. ....
    (ا) قال الإمام الشافعي - طيب الله ثراه -: (سمعت بعض من أرض من أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة سنة رسول الله ) . الاعتقاد للبيهقي (1/227).

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 24) ...

    (ج)
    قال :
    إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ :
    طَرَفَهُ بِيَدِ اللهِ، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ؛ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا.
    (ا)

    ................
    ( ا) صحيح: رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/125)، وعبد بن حميد (483)، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (2302)، وابن حبان (122)، والطبراني في " الكبير " (22/188)، والبيهقي في " الشعب " (2013) من حديث أبي شريح الخزاعي .
    قال الإمام سليمان بن أحمد - رحمه الله -: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بن غَنَّامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ( ح ) وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: ثنا ابْنُ الأَصْبَهَانِيّ ُ، أَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله ، فَقَالَ:
    أَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّه،ُ وَأَنِّي رَسُولُ الله؟
    قَالُوا: بَلَى.
    قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفَهُ بِيَدِ الله، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا.

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 25 ) ...

    (د)

    وقال رسول الله :
    أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ.
    أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ، [ يَبْلُغُهُ الْحـَدِيثُ عَنِّي، وَهُوَ مُتَّكِئٌ ] عَلَى أَرِيكَتِهِ [ أَنْ يُكَذِّبَنِي؛ ] يَقُولُ: عليكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. [ أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ الله مِثْلَ مَاَ حَرَّمَ الله ]
    . (ا)

    ....................
    (ا) صحيح: رواه أبو داود (4604) والسياق له، والترمذي (2664) وقال: حسن غريب. وابن ماجه (12)، وأحمد (4/133، 132)، وغيرهم من حديث المقدام بن معدي كرب.
    وهو مروي عن جمع من الصحابة منهم العرباض بن سارية وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد وجابر... انظر الرسالة التبوكية تحقيق سليم بن عيد الهلالي صـ( 113: 123)
    (نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( ليس الاعتقاد لي، ولا لمَن هو أَكبر منِي؛ بلْ الِاعتقادُ يُؤْخَذ عنْ اللهِ سبحانه وتعالى، ورسُولِه ، وما أَجْمع عليه سلف الأمة ) ا.هـ

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    342

    افتراضي رد: كلمات سلفية في أركان الإيمان...

    شكرا لك ... بارك الله فيك ...

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 26 ) ...

    الشيخ الفاضل ابن رشد : جزاك الله خيرا الجزاء ، وبارك فيك ،،،

    (هـ)

    وقال : « كُلُّ أُمَّتِى يَدْخُلُونَ الْـجَنَّةَ ، إِلاَّ مَنْ أَبَى» .
    قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَأْبَى ؟!
    قَالَ : « مَنْ أَطَاعَنِى دَخَلَ الْـجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِى فَقَدْ أَبىَ ». (ا)
    ......................
    (ا) صحيح: رواه البخاري (7280) من حديث أبي هريرة ...
    (أبى) امتنع عن قبول الدعوة أو عن امتثال الأمر.
    (حديث) : قال الإمام البخاري – رحمه الله - : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ . أَخْبَرَنَا يَزِيدُ . حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ - . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ .حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ :
    جَاءَتْ مَلاَئِكَةٌ إِلَى النَّبِىِّ وَهْوَ نَائِمٌ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ نَائِمٌ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ .
    فَقَالُوا إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلاً فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلاً . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ نَائِمٌ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ .
    فَقَالُوا : مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا ، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً وَبَعَثَ دَاعِيًا ، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِىَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ الـْمَأْدُبَةِ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِىَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْـمَأْدُبَةِ .
    فَقَالُوا : أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّهُ نَائِمٌ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ . فَقَالُوا : فَالدَّارُ الْـجَنَّـةُ ، وَالدَّاعِى مُحَمَّدٌ فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا فَقَدْ أَطَاعَ الله ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا فَقَدْ عَصَى الله ، وَمُحَمَّدٌ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ .
    صحيح : رواه البخاري (7281) ...
    (وأثنى عليه) أي أثنى يزيد على سليم بن حيان والقائل بهذا هو محمد شيخ البخاري . (ملائكة) جاء أنهما جبريل وميكائيل . (مثله) صفته . (مأدبة) وليمة . (داعيا) من يدعو الناس إلى الوليمة . (أولوها) فسروها واكشفوها له كما هو تعبير الرؤيا . (يفقهها) يفهمها ويفهم المراد منها . (فرق) ميز المطيع من العاصي منهم .

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 27 ) ...

    (و)
    أما إجماع السلف الصالح فمبناه على الكتاب والسنة . (ا)
    وأما الفطرة والعقل السليم فيوافقان الكتاب والسنة ، ويدركان أصول الاعتقاد على سبيل الإجمال ، لا على سبيل التفصيل . (ب)

    ......................
    (ا) (نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
    ( فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله، وسنة نبيه، وما اتفقت عليه الأمة: فهذه الثلاثة هى أصول معصومة، وما تنازعت فيه الأمة ردوه الى الله والرسول، وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا يدعو الى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي، ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا يفرقون به بين الأمة؛ يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون). ا.هـ "مجموع الفتاوى" (20/164).
    (ب) (فائدة):
    العقل والفطرة يدركان وجود الله - عز وجل - وعظمته، وضرورة طاعته وعبادته، واتصافه بصفات العظمة والجلال على وجه العموم. كما أن العقل والفطرة السليمين يدركان ضرورة النبوات وإرسال الرسل، وضرورة البعث والجزاء على الأعمال، على الإجمال أيضا - لا على التفصيل - ؛ ذلك لأن تفاصيل هذه الأمور، وسائر أمور الغيب، لا سبيل إلى إدراك شيء منها على التفصيل إلا عن طريق الوحي (الكتاب والسنة)، وإلا لما كانت غيباً.
    وتعارض النص الصحيح من الكتاب والسنة مع العقل السليم غير متصور أصلاً، بل هو مستحيل، فإذا جاء ما يوهم ذلك، فإن الوحي مقدّم وحاكم. لأنه صادر عن المعصوم ، والعقل لا عصمة له، بل هو نظر البشر الناقص، وهو معرض للوهم والخطأ والنسيان والهوى والعجز.

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 28 ) ...


    (ز)
    وعليه ؛ فالعقيدة لا مجال فيها للرأي أو للاجتهاد ؛
    فليس لأحد - كائنًا من كان - أن يحدث أمراً من أمور الدين ، زاعماً أنه يجب التزامه أو اعتقاده ،
    فإن الله - عز وجل - قد أكمل الدين لنبيه .
    فقال - عز وجل - : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ( المائدة : 3 ) .
    وبلغ النبي الكريم هذه الرسالة أحسن البلاغ ؛
    فكان خير معلم ، وأحسن دليل ، كيف لا وهو الذي بعثه ربنا - عز وجل - معلما وهاديا ومبشرا ونذيرا ...
    فقال - عز وجل - : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( الجمعة : 2 ) .
    وقال - عز وجل - : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَحِيم ٌ ( التوبة : 128 ) .
    وقال - عز وجل - : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين ( يوسف : 108 ) .
    وقال :
    « إِنَّمـَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ : أُعَـلِّـمُكُمْ ... » . (ا)
    ثم إنه قد انقطع الوحي بموته ،
    وختمت النبوة برسالته .

    .........................
    (ا) حسن: رواه أبو داود (8)، والنسائي (40)، وأحمد (2/250)، وغيرهم من حديث أبي هريرة .
    (حديث): قال الإمام مسلم - رحمه الله - : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ إِسْحَقُ: أَخْبَرَنَا. وقَالَ زُهَيْر:ٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ الله : الصَّلَاةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ الله فَقَالَ:
    إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ، فَيُرَقِّـقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْـنَةُ؛ فَيَقُولُ الْـمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْـنَةُ؛ فَيَقُولُ الـْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْـجَنَّةَ؛ فَلْتَأْتِهِ مَنِيـَّـتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ . وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا؛ فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ ؛ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ؛ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ.
    فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ : أَنْشُدُكَ الله آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ الله ؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي. فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَالله يَقُولُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (النساء:29)، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّه،ِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ الله.
    صحيح: رواه مسلم (1844)...
    (ينتضل) من المناضلة وهي: المراماة بالنشاب. (جشره) هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها. (الصلاة جامعة) : هي بنصب الصلاة على الإغراء ونصب جامعة على الحال. (فيرقق بعضها بعضا) هذه اللفظة رويت على أوجه أحدها: يرقق أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يجعل الأول رقيقا. وقيل: معناه يشبه بعضه بعضا. وقيل: يدور بعضها في بعض ويذهب ويجيء. وقيل: معناه يسوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها. والثاني: فيرقق. والثالث: فيدقق: أي يدفع ويصب .

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 29 ) ...

    ( ح )
    قال رسول الله :
    « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عليه أَمْرُنَا ، فَهُوَ رَدٌّ » . (ا)
    وعن العرباض بن سارية ررر قال : صَلَّى بِنَا رَسولُ الله ذَاتَ يَوْمٍ [ الصُبْح ] ، ثمَّ أَقْـبَلَ علينَا ، فَوَعَظَـنَا مَوْعِظَـةً بَلِيغَةً ، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُـيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ الله ! كَأَنَّ هَذِه مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إلينَا ؟ فَقَالَ :
    « [ قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَـيْضَاءِ ، لَيْلُهَا كَنَـهَارِهَا ، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ . ] أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا [ مُجَدّعَاً ، ] فَإِنَّـهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي ؛ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا . [ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ ؛ ] فَعليكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْـخُلَفَاءِ الْمـَهْدِيِّـي نَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسـَّـكـُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عليهَا بِالنَّـوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْـدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » . (ب)
    وعن عبد الله بن مسعودٍ ررر قال : خَطَّ رَسُولُ الله خَطًّا بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « هَذَا سَبِيلُ الله مُسْتَقِيمًا » .
    ثُمَّ خَطَّ [ خُطُوطًا ] عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ، ثُمَّ قَالَ :
    « هَذِهِ الـسُّبُلُ [ مُـتَـفَـرِّقَـ ةٌ ؛ ] وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عليهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إليه » .
    ثُمَّ قَرَأَ : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ [ - للخَطِّ الَأوّلِ - ] وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبل ُ [ - لِلخطُوط - ] فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( الأنعام : 153 ) . (ج)

    ............................
    (ا) متفق عليه: رواه البخاري (2697)، ومسلم (1718) - واللفظ له - من حديث عائشة...
    وفي لفظ في الصحيحين أيضا: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد).
    قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: (هذا الحديث أصلٌ عظيم من أُصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أنّ حديث: الأعمال بالنيَّات ميزان للأعمال في باطِنها، فكما أنَّ كل عمل لا يُراد به وجه الله - تعالى - ليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كلُّ عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله، فهو مردودٌ على عامله، وكلُّ مَنْ أحدثَ في الدِّين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس مِنَ الدين في شيء).
    (حديث): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُم ْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ.
    صحيح: رواه مسلم (6- المقدمة)، وأحمد(2/321، 349)، والحاكم (1/184) وقال: هذا حديث ذكره مسلم في خطبة الكتاب مع الحكايات، و لم يخرجاه في أبواب الكتاب، وهو صحيح على شرطهما جميعا، ومحتاج إليه في الجرح والتعديل، و لا أعلم له علة. وابن حبان(6766)، وأبو يعلى(6384) من حديث أبي هريرة .
    ( حديث آخر ) : قال : إني قد تَرَكْتُ فِيكُمْ شيئين لَنْ تَضِلُّوا بعدهما [ مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا ] : كِتَابَ اللهِ، وَسُنَتِي. وَلَنْ يَتَفَرّقَا حَتَى يَرِدَا على الحَوضِ.
    رواه الحاكم (1/171، 172)، ومن طريقه البيهقي (10/114) من حديث ابن عباس أن رسول الله
    قال الحاكم: (وقد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم).
    وفيه ( إسماعيل بن أبي أويس عبد الله ) مشاه بعضهم ، وله في الصحيح أحرف منتقاه ، وعلى ضعفه كثير من النقاد وأفرط فيه النسائي فتركه ، وكذبه ابن معين .
    وأبوه ( عبد الله بن عبد الله بن أويس المديني ) القول فيه قول الحافظ : صدوق يهم .
    والآجري في (الشريعة) من طريق أبي بكر بن أبي داود. ثنا عبد الله بن شبيب الربعي. ثنا محمد بن يحيى أبو غسان. ثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عكرمة به، وفيه ثم ذكر الخطبة بطولها ثم قال في أخرها: (ألا وإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعده أبدا، كتاب الله ، وسنة نبيه)...
    وعلى كل حال فالحديث من رواية ابن عباس مقارب.
    هذا وقد رواه البيهقي في (الدلائل) من مرسل عروة بن الزبير - في حجة الوداع - وفيه محل الشاهد، وفيه (ابن لهيعة)، وكذا من معضل موسي بن عقبة.
    * قال الحاكم: وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة. وهو الآتي أخرجه الحاكم (1/172)، واللالكائي في ( اعتقاد أهل السنة ) (89،90) ، والبيهقي (10/114)، والدارقطني (4/245) ، وابن عدي في الكامل (4/69) ، والعقيلي في الضعفاء (2/250) وغيرهم من طريق صالح بن موسى بن عبد الله ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة به مرفوعا .
    وفيه :(صالح بن موسي الطلحي) وهو واه ...
    * وله شاهد من حديث أنس في (طبقات المحديثن) لأبي الشيخ (4/187)، بسند ضعيف جدا.
    * وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند الخطيب في (الفقية والمتفقة) (1/306) بسند ضعيف تالف.
    * وله شاهد في (جامع بيان العلم) (2/425)، وفي (التمهيد) (14/331) من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا، و(كثير) واه الحديث .قال ابن حبان: " روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة ".
    * والحديث في (الموطأ) بلاغا (1594)؛ وقال الشيخ الألباني: (... إذا عرفت ما تقدم فالحديث - أي حديث كتاب الله وعترتي أهل بيتي - شاهد قوي لحديث (الموطأ) بلفظ: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله، وسنة رسوله). الصحيحة (1671)، وحسنه في المشكاة (186).
    * قال الحافظ ابن عبد البر- طيب الله ثراه -: (وهذا أيضا محفوظ معروف مشهور عن النبي عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد) ا.هـ "التمهيد" (14/331).
    ( قلت ): ويستأنس للحديث بشواهد أخري كثيرة منها:
    قوله : (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة... ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) حديث حسن.
    وقوله : (عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، عضوا عليها) وهو حديث صحيح لغيره.
    وقوله : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وهو في الصحيحين.
    (ب) صحيح بمجموع طرقه: رواه الترمذي (2676) وصححه، وابن ماجة (44)، وأحمد (4/126)، والحاكم (1/176، 177) متتبعاً طرقه، ثم صححه على شرطهما، وفيه نظر تعقبه الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم في بحث قيم فليراجع، وغيرهم من طريق خالد بن معدان، وضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض به...
    * ورواه مقرونا بحجر بن حجر، عن العرباض به مرفوعا أبو داود (4607)، وابن ماجه (43)، وأحمد (4/127)، والحاكم (1/177) وقال: صحيح ليس له علة - في كلام آخر تعقبه الحافظ ابن رجب أيضا - ،... قالا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيه وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ (التوبة:92)، فَسَلَّمْنَا، وَقُلْنَا: أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ، وَعَائِدِينَ، وَمُقْتَبِسِين. فقال: وساق الحديث...
    و(عبد الرحمن) لم يوثقه غير ابن حبان، (وحجر) وثقه ابن حبان، وحشره الحاكم فيمن تابع عبد الرحمن من الثقات الأثبات من أهل الشام. قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": (أخرج الحاكم حديثه، وقال: كان من الثقات. وقال ابن القطان: لا يعرف) ا. هـ وقال الذهبي في "الكاشف" (1/638) (3277): صدوق... وصحح حديثه غير واحد من أهل العلم.
    وله طرق أخري عن العرباض منها:
    • (خالد بن معدانَ، عن عبد الرحمن بن أَبي بلَال) عن عرباضِ به عند أحمد (1/127).
    • (يحيي بن أبي المطاع القرشيُّ) - ابن أخت بلال- عن العرباض به، عند ابن ماجه (42)، والحاكم (1/178)، بسند صحيح، مصرحًا بالسماع من العرباض؛ إلا أن علماء الشام لا يثبتون ليحيي سماعا من العرباض، ويقولون عنها: مرسلة، مخطئين لفظة السماع في السند.
    • (مهاصر بن حبيب) عن العرباض به نحوه، عند الطبراني في الكبير (18/248)، وفي مسند الشاميين (1/402) بسند صحيح، وصحح الشيخ العلامة الألباني هذا الطريق في الصحيحة (2735).
    • (جُبَيْرِ بن نُفَيْر) عن العرباض به، عند الطبراني في الكبير (18/257) ولا يصح؛ إنما يرجع لطريق خالد بن معدان عن عبد الرحمن... والله أعلم.
    انظر المسند (28/368) رقم (17142) الرسالة.
    (ج) صحيح: رواه أحمد (1/435)، والنسائي في "الكبرى" (6/343)، والحاكم (2/261،348) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. ووافقه الذهبي. من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وقال مرة: عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعا.
    وعاصم لا يحتمل التعدد، وتابعه منصور بن المعتمر، وسليمان بن مهران الأعمش كلاهما عن أبي وائل به كما في مسند البزار (5/78، 94). وقال: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن أبي وائل به...
    ثم رواه البزار من طريق الربيع بن خثيم، عن عبد الله به مرفوعا (5/251). وقال : وهذا الكلام قد روي عن عبد الله من غير وجه نحوه أو قريبا منه.
    * قال الحاكم: وشاهده لفظا واحدا حديث الشعبي، عن جابر من وجه غير معتمد. رواه ابن ماجه (11)، وأحمد (3/397) عن مجالد عن الشعبي عن جابر بنحوه مختصرا. و( مجالد بن سعيد) ضعيف.
    (حديث) : قال الإمام أحمد - رحمه الله - : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ رَسُولِ الله قَالَ:
    ضَرَبَ الله مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا، وَلَا تَتَفَرَّجُوا. وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ؛ قَالَ: وَيْحَكَ!! لَا تَفْتَحْهُ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ. وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ. وَالسُّورَانِ حُدُودُ الله - تعالى - . وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ الله - تعالى - . وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ الله عز وجل. وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ الله فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ.
    صحيح: رواه أحمد (4/ 183)، والترمذي (2859).
    (نقل): قال الإمام العالم ابن القيم – طيب الله ثراه - : (فصل الصراط المستقيم : وأما المسألة العشرون وهي ما هو الصراط المستقيم؟ فنذكر فيه قولاً وجيزًا ؛ فإن الناس قد تنوعت عباراتهم فيه ، وترجمتهم عنه بحسب صفاته ، ومتعلقاته ، وحقيقته شيء واحد وهو : طريق الله الذي يرتضيه لعباده ، موصلاً لهم إليه ، ولا طريق إليه سواه ، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله وجعله موصلا لعباده إليه ، وهو : إفراده بالعبودية ، وإفراد رسوله بالطاعة ؛ فلا يشرك به أحدًا في عبوديته ، ولا يشرك برسوله أحدًا في طاعته ؛ فيجرد التوحيد ، ويجرد متابعة الرسول .
    وهذا معنى قول بعض العارفين : ( إن السعادة والفلاح كله مجموع في شيئين : صدق محبته ، وحسن معاملته ) ، وهذا كله مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، فأي شيء فسر به الصراط فهو داخل في هذين الأصلين ، ونكتة ذلك وعقده : أن تحبه بقلبك كله ، وترضيه بجهدك كله ؛ فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه ، ولا تكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته :
    فالأول يحصل بالتحقق بشهادة أن لا إله إلا الله ، والثاني يحصل بالتحقق بشهادة أن محمدًا رسول الله ، وهذا هو الهدي ، ودين الحق ، وهو معرفة الحق والعمل له ، وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به .
    فقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها ، وقطب رحاها ، وهي معنى قول من قال : علوم وأعمال ظاهرة وباطنة مستفادة من مشكاة النبوة. ومعنى قول من قال : متابعة رسول الله ظاهرًا وباطنًا علمًا وعملاً. ومعنى قول من قال : الإقرار لله بالوحدانية ، والاستقامة على أمره .
    وأما ما عدا هذا من الأقوال ، كقول من قال : الصلوات الخمس . وقول من قال : حب أبي بكر وعمر . وقول من قال : هو أركان الإسلام الخمس التي بني عليها . فكل هذه الأقوال تمثيل وتنويع ، لا تفسير مطابق له ، بل هي جزء من أجزائه ، وحقيقته الجامعة ما تقدم . والله أعلم ) ا.هـ بدائع الفوائد (452، 453) .


  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post الحلقة ( 30 ) ...



    (ط)

    وعلى ما دلت عليه هذه النقول ؛ انعقد إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب تلقى العقيدة من الوحيين - القرآن ، والسنة - بفهم سلف الأمة ،
    مما صح عن الصحابة ، والتابعين ،
    مما يوضح النص ، ويعين على فهمه ،
    دون التعدي إلى غيرهما . (ا)


    ......................
    (ا) (تفصيل): اعلم - علمك الله - أنّ هناك طوائف كثيرة خالفت هذا المنهج الرباني - منهج الكتاب والسنة - منها:
    (أهل الكلام): الذين لا يأخذون معتقدهم إلا من عقولهم، فيجعلون (العقل) وحده أصل علمهم يثبت وينفي، ويجعلون الإيمان والقرآن (السمع والنقل) تابعًا له، معروضاً علىها فما وافق عقولهم من النقول أخذوه واعتمدوه - اعتضاداً لا اعتماداً -، وما خالفه ردوه واتهموه، فتارة يردونه؛ لأنه خبر آحاد، وتارة يردون المعنى بالتحريف الذي يسمونه تأويلاً، فيثبتون ما أثبتته عقولهم وإن لم يكن عليه دليل، ويردون ما ترده عقولهم وإن كانت عليه الأدلة المتواترة.
    قال الإمام الشافعي - طيب الله ثراه -:
    كُلُّ الْعُلُومِ سِوَى الْقُرْآنِ مَشْغَلَةٌ إِلَّا الْحَدِيثَ وَإِلَّا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ
    الْعِلْمُ مَا كَانَ فِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا وَمَا سِوَى ذَاكَ وَسْوَاسُ الشَّيَاطِينِ
    (نقل): قال القرطبي - رحمه الله - في " المفهم شرح صحيح مسلم " - في شَرْح حَدِيث (أَبْغَض الرِّجَال إلى الله الْأَلَدُّ الْخَصِمُ)- : ( ... وأشد ذلك الخصومة في أصول الدين، كما يقع لأكثر المتكلمين المعرضين عن الطرق التي أرشد إليها كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، وسلف أمته، إلى طرق مبتدعة، واصطلاحات مخترعة، وقوانين جدلية، وأمور صناعية؛ مدار أكثرها على آراء سوفسطائية، أو مناقضات لفظية؛ ينشأ بسببها على الآخذ فيها شبه ربما يعجز عنها، وشكوك يذهب الإيمان معها، وأحسنهم انفصالا عنها أجدلهم لا أعلمهم، فكم من عالم بفساد الشبهة لا يقوى على حلها. وكم من منفصل عنها لا يدرك حقيقة علمها. ثم إن هؤلاء قد ارتكبوا أنواعا من المحال لا يرتضيها البله ولا الأطفال، لما بحثوا عن تحيز (الجواهر) و(الألوان) و(الأحوال)، فأخذوا فيما أمسك عنه السلف الصالح من كيفيات تعلقات صفات الله - تعالى - ، وتعديدها، واتحادها في نفسها، وهل هي الذات أو غيرها. وفي الكلام: هل هو متحد أو منقسم؟ وعلى الثاني: هل ينقسم بالنوع أو الوصف؟ وكيف تعلق في الأزل بالمأمور مع كونه حادثا؟ ثم إذا انعدم المأمور هل يبقى التعلق؟ وهل الأمر لزيد بالصلاة مثلا هو نفس الأمر لعمرو بالزكاة؟ إلى غير ذلك مما ابتدعوه مما لم يأمر به الشارع، وسكت عنه الصحابة، ومن سلك سبيلهم. بل نهوا عن الخوض فيها لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل؛ لكون العقول لها حد تقف عنده، ولا فرق بين البحث عن كيفية الذات وكيفية الصفات، ومن توقف في هذا فليعلم أنه إذا كان حجب عن كيفية نفسه مع وجودها، وعن كيفية إدراك ما يدرك به فهو عن إدراك غيره أعجز. وغاية علم العالم أن يقطع بوجود فاعل لهذه المصنوعات منزه عن الشبيه، مقدس عن النظير، متصف بصفات الكمال. ثم متى ثبت النقل عنه بشيء من أوصافه وأسمائه؛ قبلناه، واعتقدناه، وسكتنا عما عداه، كما هو طريق السلف، وما عداه لا يأمن صاحبه من الزلل. ويكفي في الردع عن الخوض في طرق المتكلمين ما ثبت عن الأئمة المتقدمين كعمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس، والشافعي، وقد قطع بعض الأئمة بأن الصحابة لم يخوضوا في الجوهر والعرض وما يتعلق بذلك من مباحث المتكلمين. فمن رغب عن طريقهم فكفاه ضلالا. وأفضى الكلام بكثير من أهله إلى الشك، وببعضهم إلى الإلحاد، وببعضهم إلى التهاون بوظائف العبادات، وسبب ذلك إعراضهم عن نصوص الشارع، وتطلبهم حقائق الأمور من غيره، وليس في قوة العقل ما يدرك ما في نصوص الشارع من الحكم التي استأثر بها ...). نقلا عن فتح الباري (13/496).
    (نقل ) قال ابن خلدون في مقدمته ( 1/ 580 وما بعدها ) :
    (العقل ميزان صحيح، فأحكامه يقينية لا كذب فيها. غير أنك لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد ، والآخرة ، وحقيقة النبوة، وحقائق الصفات الإلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال.
    ومثال ذلك مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب، فطمع أن يزن به الجبال، وهذا لا يدل على أن الميزان في أحكامه غير صادق، لكن للعقل حد يقف عنده ولا يتعدى طوره، حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته، فإنه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه.) ا.هـ
    الصوفية: الذين اعتمدوا في أخذ معتقداتهم على الدجل والخرافات والأحاديث الموضوعة والأحلام والمنامات التي لا وزن لها ولا قيمة، ثم هم يذمون العقل ويعيبونه، ويرون أن الأحوال العالية والمقامات الرفيعة، لا تحصل إلا مع عدمه ويقرون من الأمور بما يكذِّبه صريح العقل...
    وما يدعونه من المكاشفات وخوارق العادات هي في حقيقتها أحوال وخرافات شيطانية؛ ضلّل بها إبليس جبلاً كثيرًا من الجن والإنس؛ ولهم في ذلك عجائب يندى لها الجبين، ولعلى أذكر إحدى هذه العجائب كي تدرك أخي الكريم مدى ما يؤول إليه أمر هذه الأمة المحمدية إذا ما راجت أسواق البدع والخرافات...
    فمما ثبت عن بعض علماء الصوفية ممن كان يشار إليه بالبنان؛ أنه ما كان يخطب الجمعة إلا عاريًا، كما ولدته أمه!! ولا تجهد نفسك - أخي الكريم - في تصور مثل هذا الغثاء... فإنها لا تعمى الأبصار؛ ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
    (الرافضة) : الذين اعتمدوا في أخذ معتقداتهم الخبيثة المحرفة على المرويات والنقول الكاذبة المكذوبة على آل البيت التي يستحي البنان أن يخط أمثالها عن أصحاب النبي الكريم، وأزواجه الطاهرات المطهرات...
    وصار مصحف فاطمة، وتحريف القرآن، وخطأ الرسالة، وعصمة الأئمة، وتكفير الصحابة، والتقية - وما خفي كان أدهى وأمر -، وغيرها من المعتقدات الكفرية هي ما يدين به القوم، ويتقربون به إلى رب العالمين... حتى قال قائلهم - وما أشقاه -: اللهم العن طاغوتي الكفر!! وابنتيهما !! الذين بدلا دينك وحرفا كتابك!! . هل تعلم من هما طاغوتي الكفر، ومن هما ابنتيهما؟! إنهما الصديق والفاروق، وابنتيهما هما عائشة وحفصة !!
    والأمثلة غير ذلك كثيرة، وإذا أردت أن تعرف حقيقة ذلك - أي حقيقة الانحراف - فتدبر قول النبي : افْتَرَقَتْ اليّهُود عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقَتْ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً....
    فهذا الكم الهائل من الفرق كلها ضلت في أمور العقيدة؛ لأنها لم تعتمد في تلقيها لمعتقدها على كتاب ربها، وسنة نبيها .

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    Post مباحث عقدية في العقيدة السلفية ...


    الأخوة الكرام الفضلاء رواد المجلس العلمي - حفظهم الله - :
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
    تم - بحمد الله - جمع المباحث السابقة وتنسيقها مع مزيد إضافات وتحقيقات على ملفات
    (ورد) ، و (Pdf)
    وسميتها :
    ( مباحث عقدية في العقيدة السلفية )
    وهي في المرفقات ،،،
    وأوضح أنها فقط الجزء الأول :( المباحث العقدية ) ،
    يسر الله تمام الكتاب ( كلمات سلفية في أركان الإيمان ) على خير حال ،
    ولا تبخلوا على أخيكم بالنصيحة والإرشاد ،
    ولا تنسوني من دعوات الأسحار ،
    واسأل الله - عز وجل - أن يجعل هذا العمل لوجهه خالصا ، ولا يجعل لأحد فيه شيئا ،،،
    والحمد لله على نعمه التي نراها بأعيننا ولا نحصيها عدا ، فكيف نوفيها شكرا !!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    443

    افتراضي رد: كلمات سلفية في أركان الإيمان...

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    بارك الله فيك
    قياس الحياة ليس في طول بقائها و لكن في قوة عطائه

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    12

    افتراضي رد: كلمات سلفية في أركان الإيمان...

    جزاك الله تعالى ألف خير أخي (محمود اََل زايد) اللهم أجعل علمه دائماً زائد
    اَمين يارب العالمين
    قال الامام أبن القيم رحمه الله تعالى
    من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومن أرسله في الناس أضطرب وأشتد به القلق

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: الحلقة (10) ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود آل زيد مشاهدة المشاركة
    10- الاعتقاد الصحيح أهم من العمل . (ا)

    لو قلنا:
    الاعتقاد الصحيح شقيق العمل؛
    لكان أقوم، فإن الاعتقاد والعمل قرينان،
    والله أعلم.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •