تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عناية علماء الجزائر بصحيح البخاري

  1. #1

    افتراضي عناية علماء الجزائر بصحيح البخاري

    اهتم محدثو الجزائر بكتب السنة وأولوها عناية خاصة
    فقد رحل عدد كبير منهم إلى المشرق,
    ولقوا العلماء والمحدثين فأفادوا واستفادوا، وأخذوا أمهات كتب الحديث وعلومه, وراحوا ينشرونها في بلادهم,
    وعكفوا على دراستها دراسة معمقة شرحا لمعانيها وبيانا لأحكامها وتوضيحا لغريبها وتعريفا برجالها.
    ولم تكن عناية علماء الجزائر بالصحيحين أقل من عنايتهم بالموطأ للإمام مالك بن أنس، فقد انبرت نخبة منهم ومنذ القرن الرابع للهرة لخدمة الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256هـ. واستمرت هذه الجهود إلى عصرنا الحاضر. وسأعرض في هذا البحث:
    - الطرق التي وصل بها صحيح البخاري إلى الجزائر.
    - التعريف بالمحدثين الجزائريين الذين خدموا صحيح البخاري مع الإشارة إلى مؤلفاتهم, مرتبا ذلك حسب أقدمية الوفاة.
    أ.الطرق التي وصل بها صحيح البخاري إلى الجزائر:
    روي عن أبي إسحاق المستملي أنه قال عن أبي عبد الله الفربري أنه كان يقول:
    روى الجامع الصحيح عن أبي عبد الله (البخاري) تسعون ألف رجل, ما بقي منهم غيري. وقد اشتهر صحيح البخاري بروايات أربعة رئيسية هي
    - رواية الفربري محمد بن يوسف بن مطر المتوفى سنة 320 هـ.
    - رواية النسفي إبراهيم بن معقل بن الحجاج المتوفى سنة 294هـ.
    - رواية حماد بن شاكر النسوي المتوفى في حدود التسعين ومائتين.
    - رواية البزدوي منصور بن محمد بن علي المتوفى سنة 329 هـ.
    غير أن الرواية الأكثر انتشاراً في الجزائر والمغرب الإسلامي هي رواية الفربري. وقد وصلت هذه الأخيرة إلى الجزائر من طرق أهمها:
    - طريق أبي بكر يحي بن عبد الله بن محمد بن يحي القرشي الجمحي الوهرانيي الذي يروي الصحيح عن الفقيه أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي عن المروزي عن الفربري عن الإمام البخاري.
    - طريق مروان بن علي البوني (المتوفى سنة 439 هـ) عن القابسي (علي بن محمد بن خلف المتوفى سنة 403 هـ) عن المروزي عن الفربري عن الإمام البخاري.
    - طريق أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي المتوفى سنة 402 هـ (أول من شرح صحيح البخاري) .
    ثم أخذ عن هؤلاء جلة العلماء, وانتشر بين طلبة العلم. وفي أواسط القرن الرابع بدأت جهود المحدثين الجزائريين في الظهور في سلسلة متواصلة إلى أيام الناس هذه.

    لتعريف بطائفة من المحدثين الجزائريين الذين خدموا صحيح البخاري
    مع التنبيه على مؤلفاتهم في ذلك, وذكر المطبوع منها والمخطوط وما هو في عداد المفقود:
    1) شيخ الإسلام أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي التلمسانيي
    أصله من مدينة المسيلة وقيل من بسكرة, سكن طرابلس الغرب وبها أملى كتابه "النامي" شرحاً للموطأ, توجد منه نسخة في مكتبة القرويين بفاس تحت رقم: 527. نزل تلمسان فأقام بها إلى وفاته. وبها ألف كتابه الجليل الذي حاز به الفضل على غيره من جميع من تقدمه أو تأخر عنه من علماء الإسلام , ذلك هو كتابه "النصيح" الذي شرح به صحيح البخاري، فكان هذا أول شرح وضع على هذا الكتاب الجامع.
    وللمترجم تفسير للقرآن المجيد تداوله العلماء فنقلوا عنه. قال ابن فرحون: كان فقيها فاضلا متقنا مؤلفا مجيدا له حظ من اللسان والحديث والنظر.
    ألّف كتابه "النامي" في شرح الموطأ, والواعي في الفقه و"النصيح" في شرح البخاري والإيضاح في الرد على القدرية, وغير ذلك.
    وكان درسه وحده, لم يتفقه في أكثر علمه على إمام مشهور وإنما وصل بإدراكه. حمل عنه أبو عبد الملك البوني وأبو بكر بن محمد ابن أبي زيد.
    توفي بتلمسان سنة 402 هـ. وقبره عند باب العقبة.
    قال ابن حجر في معجمه: كتاب شرح الموطأ وكتاب شرح البخاري كلاهما تأليف أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي المالكي التلمساني أنبأنا بهما أبو علي الفاضلي عن أحمد بن أبي طالب عن جعفر بن علي عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي عن عبد الرحمن بن محمد بن عتاب عن يوسف بن عبد الله النمري (ابن عبد البر) عنه إجازة ومات سنة اثنتين وأربعمائة.
    2) العلامة الفقيه المحدث أبو عبد الملك مروان بن علي (أومحمد)
    الأسدي القطان البونيي، نسبة إلى بونة - عنابة - سكن قرطبة وفيها روى عن أبي محمد الأصيلي والقاضي أبي المطرف عبد الرحمن بن فطيس, وارتحل إلى المشرق فأخذ هناك عن أبي الحسن القابسي ولازم أبا جعفر أحمد بن نصر الداودي التلمساني فأخذ عنه معظم تآليفه وما عنده من علم رواية ودراية, من تآليفه شرحه المختصر لموطأ الإمام مالك، أخذه عنه حاتم الطرابلسي وأبو عمر بن الحذّاء.مات قبل الأربعين وأربعمائة. قال ابن حجر - رحمه الله - :
    كتاب شرح الموطأ وكتاب شرح البخاري كلاهما لأبي عبد الملك مروان بن علي البونيي, أنبأنا بهما أبو علي الفاضلي عن أحمد بن أبي طالب عن جعفر بن علي عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي عن عبد الرحمن بن محمد بن عتاب عن حاتم بن محمد الطرابلسي عنه.
    3) الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي
    المولود سنة 505هـ، والمتوفى بفاس سنة 569 هـ. له كتاب:
    مطلع الأنوار على صحاح الآثار صنفه على مثال مشارق الأنوار للقاضي عياض. جمع فيه بين ضبط الألفاظ واختلاف الروايات وبيان المعنى, وخصه بالموطأ وصحيحي البخاري ومسلم. منه نسخ في جامعة القرويين بفاس رقم: 594، 624، 1641 والقاهرة ثاني 1/149 كما توجد منه نسخ في المكتبات التركية.

    4) الشيخ الفقيه المحدث الحافظ أبو محمد عبد الحق
    بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد بن إبراهيم الأزدي الإشبيلي، رحل إلى بجاية وتخيرها وطنا وكمل بها خبرة فألف التآليف وصنف الدوانين وولي الخطبة وصلاة الجماعة بجامعها الأعظم. ولد في ربيع الأول سنة 510 هـ, وتوفي - رحمه الله - ببجاية سنة 581 هـ. له تآليف جليلة نبل قدرها منها:
    أ- الأحكام الكبرى, والوسطى والصغرى.
    ب- الجمع بين الصحيحين: جمعه من البخاري ومسلم في مجلدين.
    وقد التزم فيه بألفاظ الأصلين ولم يزد عليهما ولم يغير, توجد نسخ مخطوطة منه في المكتبات الآتية:
    - المتحف البريطاني أول 1563 - القاهرة أول 1/ 325 ثاني 1/ 109 - معهد إحياء المخطوطات العربية بمصر:
    1- النصف الأول من نسخة كتبت سنة 667 هـ ينتهي بباب (في النقل والقيمة وما جاء في سلب القتيل من باب الجهاد), ورقمها 232 وتوجد كذلك في نور عثمانية رقم: 769.
    2- النصف الثاني منه تحت رقم : 233 3 – نسخة أخرى منه أرقامها: 234، 235، 236.
    ج. الجمع بين الكتب الستة: جمع فيه بين الموطأ والكتب الخمسة كما فعل رزين بن معاوية ولم أعثر على من أشار إلى مكان وجوده. ولعله هو الذي أشار إليه ابن فرحون وسماه: (المرشد) قال:
    يتضمن حديث مسلم كله, وما زاد البخاري على مسلم, وأضاف إلى ذلك أحاديث حسانا وصحاحا من كتاب أبي داود, وكتاب النسائي, وكتاب الترمذي، وغير ذلك وما وقع في الموطأ مما ليس في مسلم والبخاري, وهو أكبر من صحيح مسلم.
    د. مختصر صحيح البخاري: وهو مرتب على المسانيد. توجد منه نسخة مخطوطة في مكتبة بطرسبرغ – رابع رقم :935 .
    هـ. المنهاج في رجال مسلم بن الحجاج.
    5) العلامة الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر محمد بن مرزوق التلمساني، الشهير بلقب الخطيب والجد والرئيس.
    من أبرز الشخصيات الجزائرية التي عرفها العالم في القرن الثامن الهجري. وكان موطن أسرته بعجيسة (نسبة إلى القبيلة الجزائرية العظيمة (عجيسة) المقيمة بجبال مدينة المسيلة, أي في نفس المكان الذي أنشئت فيه القلعة الحمادية).
    وانتقلت أسرته إلى مدينة تلمسان في آخر القرن السادس الهجري. ولد - رحمه الله - بتلمسان سنة 710 هـ وبها نشأ وتربى وأخذ العلم عن مشايخها, وحج وجاور واجتمع هناك بالمشيخة, فأخذ عن كثير من أهل الحجاز وغيرهم ثم رحل فدخل بلاد الشام ومصر فسمع وروى عن عدد كبير من علماء المشرق. كما أخذ عن علماء بجاية وفاس وتونس، فكان عدد شيوخه يفوق الألفين, وقد أودعهم كلهم فهرسته المسماة (عجالة المستوفز المستجاز في ذكر من سمع من المشايخ دون من أجاز من أئمة المغرب والشام والحجاز). برز - رحمه الله - في علوم كثيرة, خاصة منها الحديث الشريف فإنه اشتهر به أكثر من سواه. فإضافة إلى ما ذكرنا من عجالة المستوفز, فإن له تآليف كثيرة منها:
    - شرح لصحيح البخاري.
    - شرح على كتاب الشفاء للقاضي عياض.
    - شرح على الأحكام الصغرى لعبد الحق الإشبيلي البجائي.
    - الأربعون المسندة في الخلافة والخلفاء.
    - شرح على عمدة الأحكام جمع فيه بين ابن دقيق العيد والفاكهاني مع زوائد.
    - المسند الصحيح الحسن في محاسن مولانا أبي الحسن, وضعه في سيرة مخدومه السلطان أبي الحسن علي بن عثمان المر يني.
    منه نسخة بمكتبة الأسكوريال رقم 1616, توفي - رحمه الله - في شهر ربيع الأول سنة 781 هـ.
    الشيخ العلامة الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن بكر بن محمد بن مرزوق بن عبد الله العجيسي، المعروف بابن مرزوق الحفيد التلمساني. قال صاحب البدر الطالع:
    ولد في ثالث عشر ربيع الأول سنة 766هـ. سمع في الجزائر من والده وعمه ابني الخطيب بن مرزوق, وعن سعيد العقباني وأبي الحسن الغماري وعبد الله بن الشريف التلمساني, وبتونس عن ابن عرفة وفي القاهرة عن ابن خلدون والفيروز آبادي صاحب القاموس, والسراج البلقيني والحافظ العراقي وابن الملقن في آخرين.
    وحج سنة 790 هـ رفقة الإمام ابن عرفة فلقي بمكة المكرمة البهاء الدماميني والنور العقيلي فأخذ عنهما.
    وروى صحيح البخاري عن ابن الصديق. وحج ثانية عام 819 هـ فأخذ عنه الإمام ابن حجر وهو أخذ عن ابن حجر قطعة من شرح البخاري.
    وعن تآليفه قال الشيخ الجيلالي - حفظه الله - : فمن ذلك وهو ما وقفت عليه بنفسي:
    - جزآن من شرح البخاري كلاهما كان موجودا بمكتبة الجامع الجديد بالجزائر وهما بخط المؤلف, ثم فقد الجزء الأول منهما وبقي الثاني ...وبعد مدة وقفت على نسخة من الجزء الأول بنفس المكان وهي بخط مغاير لخط الجزء الثاني, وأجمعنا على أنها بخط الثعالبي.
    ولا يزال الجزءان بخزانة الجامع الجديد تحت عدد: 143 و 443 وهذا هو شرحه المسمى بـ: (المتجر الربيح والمسعى الرجيح والمرحب الفسيح والوجه الصبيح والخلق السميح في شرح الجامع الصحيح) .وهو لعمري من أوسع الشروح وأغزرها مادة وأجزلها مباحث, وربما هو كما قال مؤلفه: أغنى من الشروح الكاملة. وللمؤلفأيضاً كتاب"أنوار الدراري في مكررات البخاري".

    7) الإمام العلامة الحفظة شرف الدين يحي بن عبد الرحمن
    بن محمد بن صالح بن علي بن عمر بن عقيل الزرماني العجيسي
    قال السيوطي:
    ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة وأخذ أنواع العلوم من التفسير والحديث والفقه وأصوله والكلام والعربية عن شيوخ الغرب كالإمام أبي عبد الله محمد بن عرفة والإمام أبي عبد الله محمد بن خلفة في آخرين, وبرع ونبغ وتقدم وصار إماما علامة في فنونه ورحل إلى القاهرة سنة أربع وثمانمائة, فأقام بها يقري ويفيد ويصنف له شرح على الألفية نثر, وشرح عليها منظوم.
    وشرع في شرح البخاري. وقد أخذ عنه مشافهة نحو من ألفين كلهم مجتهد أو قارب الاجتهاد, ولي تدريس المالكية في الشيخونية, مات في شعبان سنة اثنتين وستين وثمانمائة.
    قال السخاوي:
    (وقد اجتمعت به مرارا وسمعت منه فوائد , أجاز لي , وأوردت في ترجمته من [المعجم] فوائد وزوائد ونوادر).
    8) الشيخ العالم أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي
    المعروف بأبركان (يعني الأسود بالبربرية), فقيه مالكي محدث من أهل تلمسان وبها نشأ وتعلم. من آثاره:
    - الزند الواري في ضبط رجال البخاري.
    - فتح المبهم في ضبط رجال مسلم.
    - المشرع المهيأ في ضبط مشكل رجال الموطأ.
    (قال صاحب أعلام الجزائر أنها كلها مخطوطة).
    - ثلاثة شروح على الشفاء للقاضي عياض أكبرها في مجلدين سماها (الغنية) توفي - رحمه الله - سنة 868 هـ. وذكر إسماعيل باشا البغدادي أن وفاته كانت سنة 540 هـ.
    9) الشيخ العالم يحي بن أحمد بن عبد السلام بن رحمون بن شرف الدين أبو زكريا
    المعروف بالعلمي الفقيه العالم الأصولي. من أهل تلمسان, رحل إلى تونس وبها تعلم ثم رحل إلى المشرق فنزل مصر ودرس بالأزهر, وحج سنة 857 هـ له تآليف مفيدة منها:
    - مختصر البخاري.
    - شرح الرسالة في الفقه.
    - تعليقات على المدونة.
    - مختص خليل.
    توفي - رحمه الله - سنة 888 هـ .
    10) الفقيه العالم أبو عبد الله محمد بن قاسم بن عبد الله الأنصاري الرصاع
    ولد بمدينة تلمسان واستقر بتونس وولي قضاء الجماعة بها, ثم تفرغ للإمامة والخطابة بجامع الزيتونة. من آثاره:

    - التقريب والتسهيل والتصحيح لرواية الجامع الصحيح.
    - تذكرة المحبين في شرح سيد المرسلين.
    - الهداية الكافية, في الحدود الفقهية لابن عرفة (مطبوع).
    - الجمع الغريب في ترتيب آي مغني اللبيب. مخطوط في الأحمدية بتونس.
    - فهرسة الرصاع (مطبوع).
    - تحفة الأخيار في الشمائل النبوية.
    - إعراب كلمة الشهادة.
    توفي - رحمه الله - بتونس سنة 894 هـ.
    11) العالم الصالح الزاهد محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي
    أبو يعقوب التلمساني، أخذ عن العلامة أبي زيد عبد الرحمن الثعالبي الصحيحين, وأبي الحسين القلصادي الأندلسي وآخرين. له تآليف كثيرة منها:
    - شرحه العجيب على البخاري, وصل فيه إلى باب من استبرأ لدينه.
    - شرح مشكلات البخاري, في كراستين.
    - مختصر الزركشي على البخاري.
    - ختصر في القراءات السبع.
    - مختصر الروض الأنف للسهيلي، في السيرة.
    - تفسير القرآن وصل فيه إلى (أُوْلاَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُوْنَ ) وغيرها من المؤلفات النافعة. توفي - رحمه الله - سنة 895 هـ وكانت ولادته بعد الثلاثين وثمانمائة.
    12) العالم المحدث أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد بن ساسي البوني

    من علماء بونة (عنابة) وصلحائها الذي سارت بمؤلفاته الركبان. ولد ببونة سنة 1063 هـ ورحل إلى المشرق، فأخذ بمصر عن عبد الباقي بن يوسف الزر قاني ويحي بن محمد الشاوي الملياني وغيرهما له كتب كثيرة منها: - فتح الباري بشرح غريب البخاري. - التحقيق في أصل التعليق، أي الكائن في البخاري.
    - الإلهام والانتباه في رفع الإيهام والاشتباه, أي الكائن في البخاري.
    - نظم نخبة الفكر لابن حجر في مصطلح الحديث.
    توفي – رحمه الله – سنة 1129 هـ .
    13) الشيخ الفاضل أبو الحسن علي الونيسي، نسبة لسيدي ونيسي الولي الصالح
    من كبار فقهاء المالكية, له مشاركة في عدة علوم.مات في الثاني والعشرين من القرن الثالث عشر وله من العمر اثنتان وتسعون سنة. له من المؤلفات:
    - شرح البخاري, في اثنتي عشر جزءاً.
    - نظم بديع في ذكر من حضر بدرا من الصحابة وذكر أسمائهم.
    - مؤلفات في الفقه وأختام للبخاري ومسلم والموطأ وغيرها.
    14) الشيخ الفقيه العلامة المشارك أبو محمد سيدي الحاج الداودي التلمساني
    أخذ عن عدة أشياخ ببلده تلمسان، ثم استوطن مدينة فاس, وأقرأ بها علوما جمة, وانتفع على يده فيها خلائق. وارتحل إلى مصر وأخذ بها عن جماعة وحج واعتمر. ولي القضاء بتلمسان, وكان متفننا في علوم شتى من فقه وحديث ونحو ومنطق وبيان وعروض وغير ذلك .ألف تآليف عديدة منها:
    - شرح على البخاري لم يكمل.
    - شرح همزية البوصيري.
    - شرح البردة، وغير ذاك.
    توفي - رحمه الله - ليلة السبت رابع عشر محرم عام 1271 هـ.
    15)
    العالم المتبحر الأستاذ محمد بن العربي بن محمد بن أبي شنب

    باحث عالم بالأدب ولد قرب المدية, تعلم بالعاصمة الجزائرية, عين أستاذا للعربية في كلية الجزائر, منحته الجامعة الجزائرية لقب دكتور في الآداب سنة 1920 م. يحسن الفرنسية كأهلها, وله إلمام جيد بالفارسية والعربية والإيطالية والتركية والأسبانية وغيرها.
    انتخب عضوا في المجمع العلمي العربي بدمشق, والمجمع العلمي بباريس. له عدة مؤلفات بالعربية والفرنسية منها: كتاب تاريخ الرجال الذين رووا صحيح البخاري وبلغوه للجزائر, سنة 1905 م. ولد سنة 1869م وكانت وفاته سنة 1929م.
    هذه باختصار أضواء على الجهود التي بذلها المحدثون في الجزائر لخدمة الجامع الصحيح للإمام البخاري.
    ولم تقتصر جهود المحدثين الجزائريين على خدمة صحيح البخاري, بل كانت لهم جهود مباركة في خدمة كتب السنة الأخرى خاصة الموطأ للإمام مالك بن أنس, وصحيح الإمام مسلم بن الحجاج – رحمهما الله -، كما كانت لعلماء الجزائر الكثير من المؤلفات في علوم الحديث أجادوا فيها وأفادوا.



    بقلم الدكتور مصطفى حميداتو جامعة باتنة الجزائر
    .......... منقول

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    1,592

    افتراضي رد: عناية علماء الجزائر بصحيح البخاري

    صحيحَ البخاري له عدة روايات ومنها : رواية الإمام أبي عمران موسى بن سعادة - رحمه الله - وهي مشهورة عند المغاربة :


    التعريفُ بابنِ سعادة :
    هو أبو عمران موسى بن سعادة مولى سعيد بن نصءر مولى الناصر عبدالرحمن بن محمد، من أهلِ بلنسية.
    سمعَ من أبي علي الصَّدفي روايته للبخاري، ولازمَ مجلسه، وله مشاركةٌ في اللغةِ والأدبِ، توفي بعد 522(1)
    أهميةُ هذه الرواية وأصلها :
    قال شيخ شيوخنا العلاّمة الحافظ محمد عبدالحي الكتاني رحمه الله: إنَّ رواية ابن سعادة ونسخته اختصَّت بالترجيح والتقديم على غيرها من الروايات لموجباتٍ أولها : صحة الأصلِ المأخوذة منه، فإنها نُسخت من نُسخةِ شيخهِ وصهرهِ الحافظ أبي علي الصدفي التي طافَ بها الأمصارَ وسمعها وقابلها على نُسخِ شيوخهِ بالعراق ومصر والشام والحجاز والأندلس(2)
    وقال الحافظ بن الأبّار : (استنسخ صحيح البخاري ومسلم بخطه، وسمعهما على صهرهِ أبي عليٍ، حكى الفقيه ابن محمد أنه سمعها على أبي علي نحو ستين مرة.، وقال أيضاً : وكانا أصلينِ لا يكاد يوجد في الصحة مثلهما (3)
    وقال الشيخ محمد العربي الفاسي: (وهذا الأصل أجلُّ الأصول الموجودة بالمغرب(4)
    وقال مُجيزنا العلاّمة الموسوعي الشيخ محمد بن عبدالهادي المنّوني : (وترجعُ أهمية أصل ابن سعادة إلى أنه منقول من أصلِ الصدفي).
    قُلتُ : وقد أشارَ إلى هذا الأصل الحافظ السيد محمد عبدالحي الكتاني بقوله : (وقد عثر المتأخرون بطرابلس الغرب عام 1211على أصلٍ عظيمٍ من الصحيح بخطِ الحافظ الصدفي أسهبوا في وصفه ونعته. قال الحافظ عبد السلام الناصري في كتابه المزايا بعدَ أن تكلم على نسخة ابن سعادة التي هي من أحباس خزانة القرويين: "وقد عثرتُ على أصل شيخه الحافظ الصدفي الذي طاف به البلاد بخطه بطرابلس في جلدِ واحد مدموج لا نقط به أصلاً على عادة الصدفي وبعض الكتَّاب").
    ثمَّ قال السيد الكتاني : (وقد انقطعَ خبرُ هذه النسخة من عام 1211لم أرَ لها ذاكراً ولا ناعتاً من الرحَّالين والبحَّاثين، فإن لم تكن دخلت خزانة الزاوية السنوسية بصحراء طرابلس فلا تكون إلاّ انتقلت إلى بعضِ مكاتب أوروبا، والله أعلم. ثمَّ صدق الله الظن فأخبرني بعض طلبتنا ممن كان هاجر إلى المشرق ولقي صديقنا الماجد الأصيل الشيخ سيدي أحمد الشريف بن محمد الشريف السنوسي وصحبه وخالطه أنَّ الأصل المذكور بخط الصدفي مذكور في كتب السيد المذكور، صانه الله وحفظه؛ فالحمد لله على وصوله ليدِ هذا السيد الذي يعرفُ قيمة الكتب ويصونها ويقدرها قدرها. ثمَّ كتبتُ له أسأله عن ذاك فأجابني بما نصه : نسخة البخاري التي بخط الصدفي عندي في الكتب التي بجغبوب يحفظها الله).(5)
    قلتُ : وسألتُ حفيده شيخنا الشريف مالك السنوسي عن مصير هذه النسخة فقال : انتقلت إلى زوجِ عمتي الملك إدريس ومنه إلى بلاد المغرب ولا أدري أين هي الآن!!ا.ه
    وصفُ نسخة ابن سعادة : قال مُجيزنا العلاَّمةُ الموسوعي الشيخ محمد بنِ عبد الهادي المنوني واصفاً هذه النُسخة : (نُسخةُ ابن سعادة وهي بخطِ أبي عمران موسى بن سعادة البلنسي، وقد كتبها مُجزَّأة إلى خمسةِ أسفارٍ، واستنسخها من أصلِ شيخه وصهره أبي علي الصَّدفي وفرغَ من تعليقها في العشر الأخير من ذي القعدة عام 492ه. ثمَّ قال : أمَّا النسخة الأصلية التي بخطِ ابن سعادة فقد بقيَ منها الآن أسفارٌ ثلاثة : الثاني والرابع والخامس، وهي بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم د/ 1333بينما كان السفر الأول قد ضاع قديماً وجُدد بأمر السلطان العلوي محمد الرابع بانتساخ آخر بدله من النسخة "الشيخة (6) وكتبه بخط محمد الهادي بن عبد النبي بن المجذوب الفاسي حيثُ كمل في 12ذي الحجة عام 1285ه، وهذا السفر محفوظٌ بدوره بنفس الخزانة رقم د / 1332، ثم كان مصيرُ السفر الثالث الذي بخط ابن سعادة أن استعاره مستشرق معروف(7)، ولعله كان يُحاول تصويره نظير عمله في السفر الثاني، غير أنه توفي ولم يُعد المخطوط إلى سفره بالخزانة العامة بالرباط. ومن الجدير بالذكر أنَّ المستشرق الفرنسي الأستاذ لا في برو فنسال قام بنشر السفر الثاني من نُسخة ابن سعادة منقولاً بالتصوير الشمسي من خطه الأصلي مع تصديره بمقدمة بالعربية باسم "التنويه والإشادة بمقامِ روايةِ ابنِ سعادة" للمحدث المغربي محمد عبد الحي الكتاني مع مقدمة أخرى بالفرنسية لنفس المستشرق ناشر هذا السفر في باريس عام 1347ه في 177ورقة عدا المقدمتين (8).




    http://www.alriyadh.com/2008/11/21/article389390.html

  3. #3

    افتراضي رد: عناية علماء الجزائر بصحيح البخاري

    بارك الله فيك

    ذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله في موسوعته " تاريخ الجزائر الثقافي الجزء الثاني "

    " وكان مختصر ابن أبي جمرة لصحيح البخاري متداولاً أيضاً بين الجزائريين . وقد شعر عبدالرحمن بن عبدالقادر المجاجي أن هذا المختصر في حاجة إلى شرح يضبط ألفاظه ويقرب معانيه فقام بعمل ضخم بهذا الصدد , وسمى شرحه ( فتح الباري في ضبط ألفاظ الأحاديث التي اختصرها العارف بالله ( ابن أبي جمرة ) من صحيح البخاري ) .
    وكان المجاجي قد درس أولاً في موطنه مجاجة وفي تلمسان ثم في فاس على عدة شيوخ . وكان دافعه إلى القيام بهذا العمل الغيرة على قراءة الحديث حتى لا تقع فيه الأخطاء أثناء القراءة , وكون شيخه , محمد بن علي أبهلول , كثيراً مافكر في كتابة عمل من هذا النوع , ولكن الأقدار لم تسعفه , لذلك قام هو بالمهمة ,,, " .

    وقال أيضاً :" وبالجملة فإن مكانة صحيح البخاري في الحياة الدينية والاجتماعية في الجزائر خلال العهد العثماني مكانة عظيمة حتى أن صحيح البخاري كاد ينافس المصحف في كثرة الاستعمال . " عالج ذلك محمد بن أبي شنب ( وصول صحيح البخاري إلى سكان مدينة الجزائر ) بحث قدمه إلى مؤتمر المستشرقين الرابع عشر , الجزائر 1905 .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    616

    افتراضي رد: عناية علماء الجزائر بصحيح البخاري

    فوائد قيِّمة ، و اللهِ ...
    أحسن الله إليكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •