وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم).

وقال عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- كلاما معناه: قف حيث وقف القوم فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم على كشفها كانوا الأقوى وبالفضل لو كان فيها أحرى، فلئن قلتم حدث بعدهم فما أحدثه إلا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم، ولقد وصفوا منه ما يكفي، وتكلموا منه بما يكفي، فما فوقه محسر وما دونهم مقصر لقد قصر عنهم قوم فجفوا، وتجاوزهم آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم.

وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي -رضي الله عنه-: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول.


--------------------------------------------------------------------------------

وهذا كله في التحذير من البدع، والأصل في ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة فيه الأمر بلزوم سنته -صلى الله عليه وسلم-، وفيه أن ما فعله الخلفاء الراشدون يكون سنة إذا لم يكن في المسألة شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفعله الخلفاء الراشدون يكون من السنة، ومن ذلك مثل الأذان الأول يوم الجمعة هذا أحدثه أمير المؤمنين عثمان بن عفان لما كثر الناس في المدينة فهذه سنة خليفة راشد.

أما إذا كانت المسألة فيها سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا. قد يجتهد الخلفاء الراشدون وغيرهم مثل ما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمتعة في الحج حث الصحابة بل ألزمهم بالمتعة فاجتهد الخلفاء الثلاثة الصديق وعمر وعثمان فكانوا يأمرون الناس بالإفراد بالحج اجتهادا منهم حتى يكثر العمار والزوار، وكان ابن عباس وكان علي وأبو موسى الأشعري يفتون بالمتعة والصواب معهم؛ لأن هذا هو الذي أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا ما يقال إن هذا سنة الخلفاء الراشدين ؛ لأن المسألة فيها نص لكن إذا لم يكن في المسألة نص فيأخذ من سنة الخلفاء الراشدين تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ هذا فيه الحث والأمر بلزوم السنة، وفيه التحذير من البدعة في قوله: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وفي لفظ: وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وفيه أنه ينبغي للمسلم أن يحذر من البدع، وأن يلزم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وما كان عليه السلف الصالح كما بين هؤلاء الأخيار؛ ولهذا قال: قف حيث وقف القوم فإنهم على علم وقفوا يعني: السلف الصحابة والتابعون ومن بعدهم (وببصر نافذ كفوا).

السنة والبدعة وحكم كل منها:

السنة لغة: الطريقة.

واصطلاحا: ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من عقيدة أو عمل، واتباع السنة واجب؛ لقوله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ .


--------------------------------------------------------------------------------

سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما كان عليه من عقيدة أو عمل، أفعال الرسول وأقواله وتقريراته كلها سنة.

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ

والبدعة لغة: الشيء المستحدث. واصطلاحا: ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من عقيدة أو عمل).

البدعة هي الحدث في الدين, إحداث شيء في الدين ليس عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه.