الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل رسل الله نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وذرياته وسلم تسليما كثيرا . وبعد
فهذه المقالة الرابعة من سلسلة مقالات اعتنت بالعلاقة الطيبة بين آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام
وهذه المقالة العلمية ملخصة من كتاب إشراقات من حياة بنات الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ( رضي الله عنهن ) لمؤلفه السيد بن أحمد بن إبراهيم المكنى بأبي معاذ الإسماعيلي ..

- طبعات الكتاب : صدرت طبعته الأولى في (61) صفحة من القطع المتوسط ، تحت عنوان ( زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ) لا ربائية . سنة 2002م.
- ثم أعادت مبرة الال والأصحاب بالكويت طبعه تحت العنوان نفسه بعد بعض التنقيحات والزيادات في ( 67) صفحة من الحجم الكبير .
- ثم هذه الطبعة التي نشرتها مكتبة البخاري سنة 2007. وهي مثار البحث في هذا المقال .
- قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة ، وأربعة أبواب ، وملاحق مصورة .
- تناول في المقدمة : الداعي لتصنيف تلك الرسالة ، وهو وجود بعض العلماء المعاصرين الذين يشككون في بنوة زينب ورقية وأم كلثوم لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) – من علماء الشيعة – ويثبتون فقط لرسول الله من البنات فاطمة رضي الله عنها ( ولا أقول الزهراء وهي زهراء لأنها من محدثات الشيعة وقد وقع فيها المؤلف غفرالله له ) أما غيرها فهن ربائب لا بنات ، ومن أبرز من أعلنوا ذلك في مصنفاتهم : جعفر مرتضى العاملي ( عماله الله بما يستحق ) .
وقد ألقى المؤلف حفظه الله تعالى الضوء على جعفر مرتضى العاملي (الرافضي ) ومؤلفاته التي يسلك فيها النهج التشكيكي دون دليل أو حجة ناصعة .
ومن ذلك تشكيكه في " حادثة الإفك " ووقوعها في حق الصديقة بنت الصديق وتشوهه للتاريخ في كتابه " دراسات في التاريخ الإسلامي " ، وكذلك دعواه الباطلة في كتابه " مأساة الزهراء " والذي حاول أن يثبت فيه أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب هجم على بيت علي بن أبي طالب وأحرق داره وتعدى بالضرب على فاطمة الزهراء والعياذبالله ، وهي كلها أراجيف لا تثبت أمام بحث أو استقصاء أو تدبر .
وخيرا صنع المؤلف في تلك المقدمة من هذا البيان .
- ثم عرض تمهيدا في مقاصد ثلاثة :
- الأول : بين فيه شأن بنات النبي صلىالله عليه وسلم في القرآن .
- الثاني : بين فيه شأن بنات النبي صلى الله عليه في السنة النبوية .
- والثالث : وضح شأنهن في كتب التراجم والتاريخ رضوان الله عليهن .
ثم عرض في الباب الأول أربعة فصول تناول في كل فصل ترجمة مفصلة لإحدى بنات رسول الله صلى اللع عليه وسلم ، فبدأ بترجمة زينب بنت سيد البشر مثبتا أنها كبرى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم موضحا ما كان من أمر هجرتها ، وروايتها للحديث النبوي ، ووفاتها ثم ذكرفضائلها ، فبيان عقبها .
ثم عرض لرقية بنت سيد البشر : فوضح زواجها الأول فالثاني ، وهجرتها مع زوجها عثمان بن عفان إلى الحبشة وهما أول من هاجرا ، فحديثها وروايتها ، وعقبها ووفاتها.
ثم عرض لأم كلثوم بنت سيد البشر : فتناول مولدها ، وإسلامها ، وزوجها الأول ، فالأخير من عثمان بن عفان وقصة هذا الزواج ، وحديثها وروايتها ، وعقبها ، ووفاتها .
وختم هذه التراجم بترجمة فاطمة (رضي الله عنها ) بنت سيد البشر ، وقد تناول في الترجمة مولدها ، وزواجها من علي بن أبي طالب ، وقصة هذا الزواج تفصيلا: الوليمة ، ومتاع الزوجية ، والإعداد للزواج ، ومسكن الزوجية وأخلاق الأنصار ، ثم ذكر حديثها وروايتها للحديث ، وعقبها ، ثم وفاتها ودفنها ، ودور أسماء بنت عميس زوجة الصديق أبي بكر في تمريضها ، والإشارة عليها بما رأته في الحبشة فيما يستر المرأة عند دفنها رضوان الله عليهم جميعا .وقد فصل المؤلف الحديث عن غُسل فاطمة ومن اشترك فيه ، ثم مكان دفنها ، وبعد أن أشار إلى ترهات "جعفر مرتضى العاملي " حول فاطمة (رضي الله عنها) بين فضلها وما ورد في حقها من أحاديث بين أنها :
1- بضعة وشجنة من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ).
2- من سيدات نساء العالمين .
3- مراعاة الصحابة لخاطرها في حياتها وبعد مماتها .
4- من أهل الكِساء .
ثم عرض المؤلف في ختام تلك التراجم رسالة بين فضل فاطمة ، وإن كانت لأحد المتأخرين إلا أنها حوت آراء المتقدمين وفصلت القول فيه ، ثم عرض لبعض لطائف الشعر في نظم أبناء المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) .
- وعرض المؤلف في الباب الثالث : لما ورد في حق بنات رسول الله من افتراء ، فبين في الفصل الأول : أصل تلك الفكرة والسبب الحقيقي وراء إثارة هذه الدعوى .
- وفي الفصل الثاني : ذكر بعض أراء علماء الشيعة الإمامية في المسألة .
- وتناول في الفصل الثالث : الأدلة الواهية التي ذكرت لإثبات أن زينب ورقية وأم كلثوم ربائب رسول الله لا بناته.
وأجاد المؤلف في هذا الباب خاصة في تتبعه لأصل الفكرة وسبب إثارتها .
- وفي الباب الرابع : عرض لأراء علماء الشيعة المنصفين الذين أثبتوا أن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ( رضي الله عنهن ) كلهن بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعرض لأراء تسعة عشر عالما ما بين متقدم ومتأخر ومعاصر .
- ثم عرض في ختام كتابه لعدة ملاحق تثبت أن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- ولعل مما نلاحظه من نقد للكتاب :
- أولا : الإفراط الشديد في التراجم فقد حازت التراجم تقريبا ثلث الكتاب من ص33-118وهذا كم كبير بإمكانه أن يُحيل القارئ لكتب التراجم المفصلة ، ولعل فعل ذلك تيسيرا لتلك الفئة التي قد لا تتشوف لقراءة التراجم فو ضعها بين أيديهم .
- ثانيا في عرضه لأراء العلماء سواء مَن أثبتوا أو نفوا مسألة بنوة زينب ورقية وأم كلثوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانتسابهم إليه ، فكان من الأولى الإلتزام بترتيب معين ، كأن يبدأ بالعلماء الأقدم فالذين يلوونهم حسب تواريخ وفياتهم فإن مثل هذا التسلسل التاريخي يفيد القارئ جدا ويوضح أن العلماء في كل قرن وعصر مجمعون على أنهن بنات رسول الله قطعا .
- كما أشير هنا إلى ما تميز به المؤلف من حُسن العرض والتحليل للآراء وتنظيم الكتاب أبوابا وفصولا ومقاصد وتمهيدا وملاحق