بسم الله الرحمن الرحيم
للعيني اوهام كثيرة في تحديد اسماء شيوخ البخاري في عمدة القاري.
اخترنا منها اليوم محمد بن يوسف.
للبخاري شيخان اسمهما محمد بن يوسف :
محمد بن يوسف الفريابي و محمد بن يوسف البخاري البيكندي
كلا المحمدين يروي عن سفيان بن عيينه و سفيان الثوري فاذا ورد سند عند البخاري فيه محمد بن يوسف عن سفيان ، فمن الصعب تحديد الرواة و مثال ذلك :
صحيح البخاري - كتاب الغسل
باب الوضوء قبل الغسل - حديث:245
حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن كريب ، عن ابن عباس ، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : " توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه للصلاة ، غير رجليه ، وغسل فرجه وما أصابه من الأذى ، ثم أفاض عليه الماء ، ثم نحى رجليه ، فغسلهما ، هذه غسله من الجنابة "
فالاعمش يروي عنه كلا السفيانين.
الذي نستفيده من تهديب الكمال ان محمد بن يوسف الفريابي لا يروي في كتب السنة الستة الا عن سفيان الثوري.
اما محمد بن يوسف البخاري فلا يروي عند البخاري إلا عن بن عيينة كما قال المزي.
قال العيني في هذا الحديث :
ذكر رجاله و هم سبعة ، محمد بن يوسف البيكندي و سفيان الثوري.
الا انه ان كان السفيان هنا هو الثوري فلا بد ان يكون الرواي عنه هو الفريابي
السفيان هنا هو الثوري لرواية عبد الرزاق في المصنف : قال عن الثوري ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن ميمونة قالت : " سترت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاغتسل من الجنابة فبدأ فغسل يديه ، ثم صب على شماله بيمينه فغسل فرجه وما أصابه ، ثم ضرب بيده على الحائط ء أو الأرض ء ، ثم توضأ وضوءه للصلاة إلا رجليه ، ثم أفاض عليه الماء ، ثم نحى قدميه فغسلهما "
و كذالك خرج الحديث البيهقي من طريق موسى بن مسعود أبو حذيفة عن سفيان عن الاعمش و اوقفه عليه.
موسى بن مسعود أبو حذيفة لا يروي إلا عن سفيان الثوري كما صرح البيهقي ان الراوي عند البخاري هو الثوري
معرفة السنن والآثار للبيهقي - إيصال الماء إلى أصول الشعر
حديث:391
أخبرناه أبو طاهر الفقيه قال : حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه قال : أخبرنا محمد بن غالب قال : أخبرنا أبو حذيفة قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، فذكره إلا أنه قال : قالت : " سترت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل من الجنابة ، فبدأ فغسل يديه ، ثم صب بيمينه على شماله ، فغسل فرجه وما أصاب منه ، ثم ضرب بيده على الحائط ، ثم ذكر ما بعده " . وأخرجه البخاري في الصحيح ، من حديث سفيان الثوري . وبمعناه . رواه أبو عوانة ، وزائدة ، وجماعة ، عن الأعمش وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " تحت كل شعرة جنابة فبلوا الشعر وأنقوا البشرة " فقد حمله الشافعي في القديم على ما ظهر دون ما بطن من داخل الأنف والفم ، وضعف الحديث في حكاية بعض أصحابنا عنه . وزعم أنه ليس بثابت
كما قلنا من كلام المزي ندرك ان الراوي عن الثوري عند البخاري هو محمد بن يوسف الفريابي و ليس محمد بن يوسف البخاري.
يؤكذ ذلك ما خرجه النسائي في سننه :
السنن الصغرى - كتاب الغسل والتيمم
باب إزالة الجنب الأذى عنه قبل إفاضة الماء عليه - حديث:417
أخبرنا محمد بن علي قال : حدثنا محمد بن يوسف قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن سالم ، عن كريب ، عن ابن عباس ، عن ميمونة قالت : " توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه للصلاة غير رجليه ، وغسل فرجه وما أصابه ، ثم أفاض عليه الماء ، ثم نحى رجليه فغسلهما " . قالت : هذه غسله للجنابة
و شيخ محمد بن علي هو محمد بن يوسف الفريابي كما ذكره المزي في تهذيب الكمال.
بالاستقراء في صحيح البخاري ، اذا وجدنا رواية عن محمد بن يوسف عن سفيان عن الاعمش عن سالم بن ابي الجعد. فسفيان هنا هو الثوري و محمد بن يوسف هو الفريابي و الله اعلم