وفقك الله
وثبتك على الهمة العالية
أقترح أن تقرأ مختار والقاموس المحيط والنهاية في غريب الأثر
فهي مجتمعة أصغر وأتقن من تاج العروس
فإن كنت قارئا لتاج العروس
فاستخرج الآيات والأحاديث التي عني بشرحها لنشرها منفصلة
وقارنه بالنهاية في مجال شروح غريب الحديث
وقارنه بالقاموس حيث أنه الأصل
قال الزبيدي في مقدمة التاج مادحا القاموس
:
القاموس المحيط
للإمام مَجْدِ الدين الشِّيرازيّ
أجلَّ ما أُلّف في الفن
لاشتماله على كلِّ مُستحسَن من قُصارى فصاحةِ العَرَبِ العَرْباء
وبيضةِ منطِقها وزُبدة حِوارِها والرُّكْنَ البديع إلى ذَرابة اللسان وغَرابَةِ اللَّسَن
حيث أوْجَزَ لفظَه وأشْبَعَ معناه وقَصَّرَ عِبارَته وأطال مَغْزاه لَوَّح فأغْرَقَ في التصريح وكَنى فأغنى عن الإفصاح وقَيَّدَ من الأوابد ما أعرض واقتنصَ من الشوارد ما أكثب إذا ارتبط في قَرَنِ تَرتيب حروف المعجم ارتباطاً جنحَ فيه إلى وَطْءِ مِنهاجٍ أبْيَنَ من عَمود الصُّبح غيرَ مُتجانفٍ للتطويل عن الإيجاز وذلك أنه بَوّبَه فأورَد في كلِّ بابٍ من الحروف ما في أوّله الهمز ثمَّ قَفَّى على أثره بما في أوّله الباء وهَلُمّ جَرًّا إلى منتهى أبوابِ الكِتاب فقدم في باب الهمزة إيّاها مع الألف عليها مع الباء وفي كلّ بابٍ إياها مع الألفِ على الباءَين وهلُمَّ جرًّا إلى مُنتَهى فصولِ الأبواب وكذلك راعى النَّمط في أوساطِ الكَلِم وأواخرِها وقدّم اللاحِقَ فاللاحق
ولعَمْري هذا الكتابُ إذا حوضِر به في المَحافل
فهو بَهاءٌ وللأفاضل متى ورَدوه أُبَّهَة قد اخترق الآفاقَ مُشرِّقاً ومُغَرِّباً وتدارك سَيرُه في البلاد مُصَعِّداً ومُصَوِّباً وانتظم في سلك التذاكِر وإفاضَةِ أزْلامِ التناظُر ومَدّ بحرَه الكامِل البَسيط وفاض عُبابُه الزاخِر المُحيط وجَلَّت مِنَنُه عند أهل الفنّ وبُسِطَتْ أياديه واشتهر في المدارِس اشتهارَ أبي دُلَفَ بين مُحتضَرِه وباديه وخفّ على المدرِّسين أمْرُه إذْ تَناولوه وقَرُب عليهم مأخَذُه فتداوَلوه وتَناقَلوه
ولما كانَ إبرازُه في غاية الإيجاز وإيجازه عن حدِّ الإعجاز تَصدَّى لكشف غوامضه ودقائقه رجالٌ من أهل العلم شكر الله سَعْيَهم وأدامَ نَفْعَهم