فتح الشيخ سعد البريك نار انتقاداته اللاذعة على المنهج الليبرالي، قائلا
إن هذا "الفكر في أصله كفر وردة، وفي نموذجه المستورد نفاق واضح،
أما محاولة أسلمته فمشروع فاشل لاسند له".
غير أن الداعية الإسلامي المعروف نبه أنه لاينقم على الذوات والأشخاص، إنما على الفكر نفسه، مرجعا حدة هجومه إلى خصومه الليبراليين الذين أمدوه بالقوة والضراوة، ما أدخلهم فيما يشبه "حرب استنزاف" طويلة الأمد.
وبلغة قاطعة حاسمة، تعهد الدكتور البريك بالمضي قدما في مهاجمة الليبراليين ومشروعهم، إلى أن "أعرّي حقيقتهم حتى أمام الأطفال"، وفق ما صرح به على شاشة قناة دليل، خلال استضافته في برنامج "البيان التالي"، الذي يقدمه الإعلامي عبدالعزيز القاسم.
ومن باب تحري الإنصاف، أقر الشيخ أن الليبراليين في المملكة العربية السعودية "ليسوا سواء"، وذلك لأنهم لا يتفقون فيما بينهم على تعريف محدد لمنهجهم، فهم "حيارى كالنصارى عندما يحاولون شرح معتقد التثليث"، على حد وصفه.
واستدرك موضحا أن البعض لا يسمون أنفسهم ليبراليين وهم من أشد الناس دفاعا عن الليبرالية، في مقابل آخرين يتمسحون بهذا الفكر وهم لايفقهون منه شيئا، نافيا أن يكون الهجوم على هؤلاء هو الذي ضخمهم وجعل منهم "بعبعاً"، إذ إن مسؤولية ذلك تقع على من أظهرهم وصدّرهم في وسائل الإعلام.
وأبدى الدكتور البريك تحفظا واضحا على من زعم بوقوفه ضد الدولة المدنية، معتبرا أن هناك من تعسف في الجدال بشأن هذه القضية، وعمد إلى تقويله ما لم يقل، عن دعوته لدولة ثيوقراطية تدار بتفويض إلهي.
وأكد أنه مع الدولة المدنية وتفعيل مؤسساتها، لكنه تساءل عن "مآلات" هذه الدولة وأهدافها البعيدة، مشككا في عدم قفزها إلى مربعات جديدة تنسف ما تم بناؤه في المملكة وتحوّل المواطنين فيها إلى أحزاب، تمهيدا لما تدعو إليه الليبرالية من تطبيق الملكية الدستورية (حيث الملك يملك ولا يحكم).
كما رفض الشيخ اتهامه بمناصبة الليبراليين العداء لمجرد أنهم يتحدثون عن الإصلاح وقضايا حقوق الإنسان، وخصوصا المرأة، قائلا إنه يقبل النصيحة المسددة والحكيمة من أي إنسان بغض النظر عن اعتقاده، لكنه لايستطيع أن يجاري شخصا يستغل الخلاف حول كشف وجه المرأة -مثلا- لنصل فيما بعد إلى كشف الرأس والنحر وما سواهما.
وأضاف: خلافي الحقيقي هو مع من يريد توسيع دائرة الخلاف وتجييره لمصالحه الضيقة، كالليبرالي الذي يدخل من باب الخلاف حول الموسيقى ليلقي بنا في متاهات الفيديو كليب، أو الذي ينتهز فرصة الخلاف حول صورة الحجاب ليروج للاختلاط والسفور.
ورأى الشيخ البريك أن مشكلة الليبراليين إنما تكمن بدعوتهم إلى "حرية الكفر تحت ستار الفكر، وإطلاق العقلانية التي لاتعترف بنص مقدس"، ومن هنا فإن الليبرالية ليست سوى "قناع وبرقع للعلمانية" حسب تعبيره.
ودافع الداعية المشهور عن مواقفه وتاريخه، إزاء من يدعون بأنه "بوق لإحدى الجهات الأمنية"، مؤكدا أنه لو كان على هذه الشاكلة لما أُقصي عن الإعلام سنوات طويلة، ولما أُبعد عن شاشة التلفزيون السعودي بالذات، عقب قوله إن وزراة الإعلام -في مرحلة ما- تهدم ما تبنيه وزارة الداخلية