السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد قرأت كلام جميل للامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه القيم اعلام الموقعين احببت ان انشره للاخوة الافاضل لتعم الفائدة وفي نفس الامر موعظة وذكرى لمن كان له قلب والقى السمع وهو شهيد ومضمون هذه الكلمة او المقال حول عظم الفتوى وخطورة الافتاء اذ من المعلوم ان الفتوى من ضرورية الدين لان الغرض من الافتاء العمل بالاجابة وان يتعبد الانسان لله بالعلم وان تكون عبادته على بصيرة فاذا افتى الانسان الناس بالجهل لأضلهم عن الهدى ولقد حذر الله من ذلك في كتابه وجعل هذا الفعل من الفواحش حيث قال {قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطان وان تقول على الله مالا تعلمون }والشاهد من ذلك قوله وان تقول على الله ما لا تعلمون وقد بين الامام ابن القيم رحمه الله ذلك حيث قال {واذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله ولا يجهل قدره وهو من أعلى المراتب السنيات فكيف بمنصب التوقيع عن رب الارض والسماوت فحقيق بمن اقيم في هذا المنصب ان يعد له عدته وان يتأهب له أهبته وان يعلم قدر المقام الذي اقيم فيه ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به فان الله ناصره وهاديه وكيف وهو المنصب الذي تولاه بنفسه رب الارباب فقال {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب }وكفى بما تولاه الله بنفسه شرفا وجلالة اذ يقول في كتابه {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكللة }وليعلم المفتي عمن ينوب في فتواه وليوقن انه مسؤول غدا وموقوف بين يدي الله}هكذا يا من يفتي الناس فأعد للسؤال جوابا قبل ان تندم ولا ينفع يومئذ الندم والا فاترك القوس لباريها ولا تتعنى فانه ليس بعشك فادرج والحمد لله رب العالمين