من خلال الاستقراء في كلام السلف في نصوص الكتاب والسنة المتعلقة بالصفات تبين لي أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- نصوص ظاهرها أنها صفات وأثبت السلف أنها صفات ، مثل اليد والإستواء والحياة والعلم وغيرها.
2- نصوص ظاهرها أنها صفات ولم يثبت السلف أنها صفات مثل الجنب في قوله تعالى: ( أن تقول نفس ياحسرتى على مافرطت في جنب الله)
فالجنب بالإجماع المراد به حق الله.
3- نصوص ظاهرها أنها صفات واختلف السلف في اثباتها هل هي من الصفات أم لا؟
مثل : قول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : "لله أفرح بتوبة عبده من هذه بولدها"
والفرح يرد في كلام العرب على أكثر من معنى منها السرور ،ومنها الرضا، ومنها التكبر.وقد وردت هذه المعاني في القرآن :
قال تعالى: (وفرحوا بها ) أي سُروا بها.
قال تعالى: ( كل حزب بما لديهم فرحون )أي راضون.
قال تعالى: (إن الله لا يحب الفرحين). أي المتكبرين.
واختلف السلف في معنى الفرح في الحديث فاختار بعضهم الرضا وقال هذا المعنى الأليق بالله.
وقال بعضهم السرور فالله تعالى يُسَر بتوبة عبده.
الفائدة من هذا التقسيم أمران:
1- التقريب والتسهيل لكلام السلف.
2- أن لايستعجل الإنسان في الحكم على الآخرين ، فحينما يسمع شخصا يفسر الفرح بمعنى الرضا يظن أنه متأول ،وإذا قرأ لشخص يفسر النور في قوله تعالى : الله نور السموات بمعنى هادي السموات والارض قال هذا متأول وماعلم أن هذا تفسير ابن عباس رضي الله عنه.
وهذا التقسيم يريح كثيرا عند التعامل مع النصوص المتعلقة بالصفات ، والعبرة في كل ذلك كلام السلف.
لأني رأيت بعض طلبة العلم لايعرف يعمل القاعدة المعروفة عند أهل السنة وهي: أننا نثبت صفات الله كما جاءت في الكتاب والسنة من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تشبيه ولاتمثيل.
فيُمِر كل لفظ ظاهره أنه صفة دون النظر في تفسير السلف لهذا النص، وهذا لاشك أنه خطأ لأنك قد تثبت من الصفات ماليس بصفة.