القرآن الذي بأيدينا ليس طبق أصل ما نزل ببيت العزة
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومن اقتغى وبعد:
يدور بحثي هذا في نقاط ثلاث
أولا: القرآن المنزل في بيت العزة.
ثانيا: مصحف أبي بكر رضي الله عنه.
ثالثا: مصحف عثمان رضي الله عنه.أولا أنا طالب علم -ولعل مبتدئ- وأحاول تلخيص بعض الكتب التي أقرؤها، عملا بنصيحة العلماء، وفي موضوع علم القرآن جمعت ما يلي، وأرجو من الأخ الفاضل أبي فهر السلفي أو من على دربه، إذ قرأت حواره ونقاشه مع (ربيع أحمد السلفي) في موضوعه (إعلام أولي الأفهام أن خطيئة آدم عليه السلام كانت على سبيل السهو والنسيان) فأعجبني جدا جدا نهجه في دحض حجج ربيع بكل وضوح، إلا أن ربيعا انتصر للرأي –سامحنا الله جميعا- غير أن أسلوب أبي فهر السلفي، كان يحمل في طياته شيئا من القسوة تجاه ربيع، فأرجوه إن تيسر له الأمر لمحاورتي وأخذي بيدي للصواب إن كان في بحثي هذا، مخالفة منهجية، التخفيف والليونة معي، إذ إنني لا أبتغي إلا الصواب وأعوذ بالله من الإنتصار للذات، فهذا البحث كتبته منذ فترة، وأربي بعده الوقوف على زلاتي فيه ، وقد اخترت ألوكة لمكانتهاالعلمية ، منبرا لذلك .والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل...
عند البحث والتنقيب، وتتبع الأحداث والنصوص، يظهر لي –لعل لقلة معرفتي- أن القرآن المنزل إلى السماء الدنيا، ليس هو بالتمام والكمال، المصحف الذي أمر عمر أبابكر رضي الله عنهما بجمعة، ففعل بعد أن اطمئن قلبه لاقتراحه، وكذا المصحف الذي بأيدينا ليس هو طبق أصل ما جمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه..
وإن كنت في الواقع لم أقلد أحدا فيما أقول، إلا أنني أعرف أن الرافضة قاتلهم الله، يقولون بتحريف القرآن، ولكن الذي أقوله وأعني به خلاف ذلك، فأنا كلي إيمان أن القرآن غير مخلوق وأنه كامل متكامل غير محرف في أي جهة من جهاته....لكن بحثي بل –إشكالي- حول:
أولا: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف أبي بكر؟
ثانيا: هل القرآن المنزل في بيت العزة هو نفس مصحف الإمام الذي بأيدينا اليوم؟
ثالثا: هل مصحف أبي بكر هو نفس مصحف عثمان رضي الله عنهما؟*عند قراءتي –المتواضعة- للقرآن الكريم والنصوص النبوية الصحيحة، أجد أن القرآن الكريم، نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في بيت العزة، وهذا الذي لا يختلف فيه أهل الحق قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين.) وقال تعالى: ( إنا أنزلناه في ليلة القدر..)
قال ابن كثير رحمه الله: قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله.
وقال الطبري في تفسير قوله تعالى: ( إنا أنزلناه في ليلة القدر) يقول تعالى ذكره إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر وهي ليلة الحكم التي يقضي الله فيها قضاء السنة..
وقال: وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن المثنى قال: ثنى عبد الأعلى قال: ثنا داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه.
عن الشعبي: في قوله (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال بلغنا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا. عن سعيد بن جبير أنزل القرآن جملة واحدة ثم أنزل ربنا في ليلة القدر..
وفي تفسير القرطبي: قال: قيل بل نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة في للة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة.
(عن مقاتل بن حيان حكاية الإجماع على نزول القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا. ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات نقلا عن مباحث علوم القرآن للقطان 104
وبهذا تبين لي أن كل ما نزل على الرسول من القرآن، ساسخه ومنسوخه محكمه ومتشابهه كان في المنزل في بيت العزة، وهذا يعني أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه ومصحف عثمان جلّ ما أنزل في بيت العزة وليس كله، والدليل هو:
أولا: وجود آيات منسوخة في مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.
وقد تقرر عندنا في الأصول أن النسخ ثلاثة أنواع:
1-نسخ الحكم مع بقاء التلاوة (ولا إشكال في ذلك عندي)
2-نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، كقوله تعالى: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله....)
3-نسخ التلاوة والحكم معا، ففي البخاري: (كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحرمن، فنسخن بخمس معلومات) عن عائشة رضي الله عنها.وهما محل الإشكال عندي.
فإذا كان القرآن نزل جملة واحدة في بيت العزة، ثم نز منجما حسب الحوادث عللى الرسول، ثم نسخت بعض آياته قراءة وحكما أو قراءة فقط، فهذا يعني عندي، أن تلك الآيات المنسوخة، ثابتة فيما أنزل في بيت العزة، إلا إذا قلنا، إن النسخ كلما وقع في القرآن بعد نزوله على الرسول، وقع أيضا فيما أنزل في بيت العزة، وهذا باعتقادي غير صحيح لأن حكمة النسخ في القرآن كما أهل العلم-فيما أعلم-
أولا: مراعاة مصالح العباد.
ثانيا:تطور التشريع إلى مرتبة الكمال....
ثالثا:ابتلاء المكلف واختباره بالإمتثال وعدمه.
رابعا:إرادة الخير والتيسير للأمة......إلخ
كلها تعود إلى مصالح المكلفين عملا أو تركا والمكلفون هم الثقلان (الإنس والجن)
وهذا ما يسفر لي، أن القرآن المنزل في بيت العزة،ثابت على حاله من دون نسخ، إذ هو ليس بيد مكلفين، فالملائكة جبلوا على طاعة الله، فأية فائدة إذن في نسخ ما أنزل ببيت العزة!!!؟
ومن خلال هذا تبين أن ما نسخت تلاوته وحكمه، أو تلاوته فقط، إنما هو منسوخ من القرآن الذي بأيدينا،لا في الذي ببيت العزة.
والخلاصة: كل ما في المصحف الذي بأيدينا من آيات موجودة في الذي أنزل في بيت العزة، وليس كل ما أنزل في بيت العزة من آيات موجودة فيما بأيدينا، وهذا ماستقر عندي....
فهل أنا على الصواب؟
هذا ما أريد مدارسته مع الإخوة الفضلاء وخاصة الأخ الفاضل أبي فهر السلفي .
.............................. ...
والطرف الثاني من البحث:
هل المصحف الذي بأيدينا مطابق لما جمعه أبوبكر رضي الله عنه؟
وأنتظر مساعدة وملاحظات الإخوة لي ريثما أنهي كتابة الطرف الثاني.
والحمدلله رب العالمين