تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

  1. #1

    افتراضي جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

    جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "
    إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
    عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله هو العلي الأعلى على عرشه استوى , وأهل السنة يثبتون هذه الصفة لله تعالى بالسمع والنظر ؛أما السمع ففي الكتاب والسنة أكثر من ألف دليل على علو الله تعالى كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ وأما النظر فمن أدلة أهل السنة على علو الله كما ذكر الإمام أحمد رحمه الله في مناظرته للجهمية :
    قال : إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه .
    وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء .
    وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة .
    الرد على الزنادقة والجهمية (40)
    فكان من أدلة أهل السنة على ذلك بأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ؛ وهذا مما اتفق عليه العقلاء .
    فإذا قيل هو داخل العالم أو خارجه لا بد من إثبات أحدهما فهما نقيضان ولا يصح أن يخلو عن واحد منهما .
    جواب الأشاعرة على هذا الدليل النظري ورد أهل السنة عليهم
    فأجاب المتكلمون كالأشاعرة على قول أهل السنة " النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان" أن ذلك إنما يكون بالنسبة إلى ما هو قابل للاتصاف بالشيء أو بنقيضه فهو الذي يجب في حقه الاتصاف بأحدهما ويستحيل خلوه عنهما فلا يصح أن يقال مثلا أن هذين الجسمين ليسا متصلين ولا منفصلين لأن الجسم قابل للاتصال والانفصال فلا بد من أحدهما ولكن الرب سبحانه ليس من شأنه لأن يتصف بالدخول ولا بنقيضه فيجوز حينئذ نفيهما عنه معا ولا يترتب على ذلك محال .
    شرح القصيدة النونية (1|191) لهراس
    قال الغزالي : فإن قيل فنفي الجهة يؤدي إلى المحال، وهو إثبات موجود تخلو عنه الجهات الست ويكون لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلاً به، ولا منفصلاً عنه، وذلك محال، قلنا: مسلم أن كل موجود يقبل الاتصال فوجوده لا متصلاً ولا منفصلاً محال، وإن كان موجود يقبل الاختصاص بالجهة فوجوده مع خلو الجهات الست عنه محال، فإما موجود لا يقبل الاتصال، ولا الاختصاص بالجهة فخلو عن طرفي النقيض غير محال، وهو كقول القائل يستحيل موجود لا يكون عاجزاً ولا قادراً ولا عالماً ولا جاهلاً فإن أحد المتضادين لا يخلو الشيء عنه، فيقال له إن كان ذلك الشيء قابلاً للمتضادين فيستحيل خلوه عنهما وأما الجماد الذي لا يقبل واحداً منهما لأنه فقد شرطهما وهو الحياة، فخلوه عنهما ليس بمحال. فكذلك شرط الاتصال والاختصاص بالجهات التحيز والقيام بالمتحيز. فإذا فقد هذا لم يستحل الخلق عن متضادته فرجع النظر إذاً إلى أن موجوداً ليس بمتحيز، ولا هو في متحيز، بل هو فاقد شرط الاتصال، والاختصاص هل هو محال أم لا ؟ فإن زعم الخصم أن ذلك محال وجوده فقد دللنا عليه بأنه مهما بان، أن كل متحيز حادث وأن كل حادث يفتقر إلى فاعل ليس بحادث فقد لزم بالضرورة من هاتين المقدمتين ثبوت موجود ليس بمتحيز. أما الأصلان فقد أتبتناهما وأما الدعوى اللازمة منهما فلا سبيل إلى جحدها مع الإقرار بالأصلين. الاقتصاد في الاعتقاد (15)
    جواب أهل السنة على ذلك
    فأجاب أهل السنة على قول الأشاعرة بأن التفرقة بين القابل وغير القابل دعوى مجردة عن الدليل ومبنية على اصطلاح الفلاسفة الذين يزعمون أن التقابل إن كان بين الوجود والعدم كأن يقال الشيء إما موجود أو معدوم استلزم هذا التقابل الحكم عليه بأحدهما وأما إن كان تقابلا بين الملكة وعدمها كما في التقابل بين الحياة والموت والعلم والجهل والبصر والعمى إلخ فإن هذا التقابل لا يستلزم الاتصاف بأحدهما أي بالملكة أو بعدمها إلا فيما هو قابل للاتصاف بهما فلا يوصف بالموت مثلا إلا من شأنه أن يكون حيا ولا يوصف بالجهل إلا ما هو قابل للعلم ولا يوصف بالعمى إلا ما كان ذا بصر وهكذا .
    قال أهل السنة : وهذا اصطلاح فاسد مخالف لما هو معروف عند أهل اللغات جميعا من جواز نفي الشيء عما هو له قابل وعن غيره .
    وهذا لازم لكم أيضا فأنتم تنفون عنه الظلم سبحانه مع أنه غير قابل له عندكم لأن الظلم في حقه محال ممتنع .
    وكذلك تنفون عنه السنة والنوم مع أنه غير قابل للاتصاف بشيء من ذلك لاستحالته عليه وتنفون عنه الطعم أيضا وقد نفاه سبحانه عن نفسه في قوله { وهو يطعم ولا يطعم } مع أن الطعم ليس مما يقبل الاتصاف به وتنفون عنه كذلك الزوجة والولد وهما محلان عليه ممتنعان .
    قال أهل السنة :ومما يدل على أن الشيء قد يقع وصفا لغير ما هو قابل له أن الله قد وصف الجماد في كتابه بالموت والصمم والعمى ونفى عنه الشعور والنطق والقدرة على الخلق قال الله تعالى :{ والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} وقال { ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها } وقال حكاية عن إبراهيم { يا أبت لم تعبد ملا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا } ومعلوم أن الجماد غير قابل للاتصاف بملكات هذه الأعدام من الحياة والسمع والبصر إلخ ومع ذلك جاز اتصافه بهذه الأعدام .
    وقال أهل السنة : ولو سلمنا لكم بصحة هذا الشرط وهو قابلية الموصوف للاتصاف وأن غير قابل يجوز خلوه عن الشيء ومقابلة فإنما يكون ذلك في الضدين اللذين قد يرتفعان معا عن الشيء مثل البياض والسواد ولا يجوز في النقيضين الذين لا يرتفعان ولا يجتمعان ومعلوم أن التقابل بين دخوله سبحانه في العالم وبين مباينته له هو من قبيل التقابل بين النقيضين فلا بد من ثبوت أحدهما له .
    وقالوا لهم : إن نفيكم عنه قبول أحد هذين الوصفين الدخول والخروج من شأنه أن ينفي إمكان وجوده فضلا عن أن يكون واجب الوجود بل هذا يجعله من قبيل المعدوم الممتنع وهو يشبه في الفساد نفي القيام بالنفس والقيام بالغير عنه بحجة أنه ليس من شأنه الاتصاف بواحد منهما مع أن العقل والفطرة يقضيان بأن كل موجود فإما أن يكون قائما بنفسه أو قائما بغيره فإذا استحال أن يقوم بغيره وجب أن يكون قائما بنفسه .
    شرح القصيدة النونية (1|193) لهراس بتصرف يسير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    214

    افتراضي رد: جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

    جزاك الله خيرا على مواضيعك العلمية المفيدة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

    لا أراك خلصتَ إلى جواب !!!

  4. #4

    افتراضي رد: جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

    جزاك الله خيرا
    وأي جواب تبحث عنه !
    التفريق بين القابل وغير القابل لا دليل عليه , هذا ملخص الكلام .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,532

    افتراضي رد: جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

    أقصد أنَّك لم تخلص إلى الرد على السؤال رغم طول مشاركتك:

    هل الله داخل العالم أم خارجه؟

    و الذي أراه أنَّه إذا كان المقصود بـ ( العالم ) - هنا - العالم المخلوق، فالله ليس داخله بل خارجه بالضرورة.

    و إن كان المقصود بها ( العالم الموجود ) فالله موجود بمعنى أنَّ ( للكون إله )، و ليس منفيًّا عن الوجود.

    و بانتظار مشاركات الأفاضل بالنفي أو الإثبات.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    175

    افتراضي رد: جواب عن شبهة : " لا داخل العالم ولا خارجه "

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بـــارك الله في الشيخ عبدالباسط
    لم يكن الموضوع إجابة على سؤال أخي يحيى-وفقك الله-
    إنما كان جوابًا على شبهة، وقد ذُكرت في الموضوع ورُدَّ عليها . والله أعلم
    وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •