اعتذر وبعد غيابٍ طويل في رد هذه الشاركة لعدم انتباهي , فأقول :
قال النووي رحمه الله في المجموع باب صفة الحج :
(واما) مكة فلها أسماء كثيرة وقد قالوا كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى ولهذا كثرت أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال بعضهم لله تعالى الف اسم وللنبي صلى الله عليه وسلم (1) وقد أشرت إلى هذا في أول تهذيب الاسماء واللغات في أول ترجمة النبي صلى الله عليه وسلم فمما حضرني من أسماء مكة ستة عشر اسما (أحدها) مكة - والثاني بكة ... إلى قوله .... (وأما) مكة وبكة فقيل هما اسمان للبلدة وقيل مكة الحرم كله وبكة المسجد خاصة وهو محكي عن الزهري وزيد بن أسلم وقيل مكة إسم للبلد وبكة اسم البيت وهو قول ابراهيم النخعي وغيره وقيل مكة البلد وبكة
البيت وموضوع الطواف سميت بكة لازدحام الناس فيها يبك بعضهم بعضا أي يدفعه في زحمة الطواف وقيل لانهاتبك - أعناق الجبابرة اي تدقها والبك الدق . اهـ .
وقال النووي - رحمه الله - في تهذيب الأسماء واللغات : بكة: زادها الله شرفًا، جاء ذكرها في القرآن العزيز: بكة، ومكة بالباء والميم، فقال جماعات من العلماء: هما لغتان بمعنى واحد. وقال آخرون: هما بمعنيين، واختلفوا على هذا، فقيل: مكة الحرم كله، وبكة بالباء المسجد خاصة، حكاه الماوردي في "الأحكام السلطانية" عن الزهري، وزيد بن سالم، وقيل: مكة اسم للبلد، وبكة اسم للبيت، حكاه الماوردي عن النخعي وغيره، وقيل: مكة البلد، وبكة البيت، وموضع الطواف، سميت بكة لازدحام الناس بها يبك بعضهم بعضًا، أي يدفعه في زحمة الطواف. اهـ
وفي أخبار مكة للأزرقي حيث يقول - بتصرف - : عن علي بن أبي طالب في حديث حدث به عن زمزم قال: ثم نزلت السكينة كأنها غمامة أو ضبابة في وسطها كهيئة الرأس يتكلم يقول: يا إبراهيم,, خذ قدري من الأرض، لا تزد ولا تنقص، فخط فذلك بكة وما حواليه مكة . ووجد في حجر في الحجر كتاب من خلقة الحجر: "أنا الله ذو بكة الحرام، وضعتها يوم صنعت الشمس والقمر, وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزول حتى تزول أخشباها, مبارك لأهلها في اللحم والماء".
عن مجاهد, عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: إنما سميت بكة؛ لأنه يجتمع فيها الرجال والنساء.
عن ابن جريج أنه كان يقول: إنما سميت بكة؛ لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة . اهـ .
وقال شاعر بني تميم في البك بمكة ** يا مكة الفاجر مكي مكا ** ** ولا تمكي مذحجا وعكا ** . اهـ .