بسم الله الرحمن الرحيم ...

يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء لكل جزء عنوان تغطي بمجموعها موضوع معينا هو : "التحضر الإسلامي"

والتحضر يحمل في اللغة معاني الإستقرار والرفاه وهذا هو الذي اختاره الإمام ابن خلدون فيقول :"نمط من الحياة المستقرة ينشئ القرى والأمصار ويضفي على حياة اصحابه فنونا منتظمة من العيش والعمل والإجتماع والعلم والصناعة..."
والحضارة مفهوم وصفي وليس قيمي : بمعنى أن الحضارة نمط حياة لا يحمل في مضمونه أي معنى للخير أو الشر : بمعنى آخر الحضارة حالة اجتماعية فقط ...وإن اعتبار الحضارة مفهوما قيما يترتب عليه كثير من المحاذير في إدخال بعض الحضارات القائمة إلى قائمة أهل الخير ...

***

إن التحضر لاينشأ إلا بعوامل فاعلة يرجع بعضها إلى الإنسان ذاته وبعضها إلى البيئة الطبيعية التي يعيشها الإنسان ...
وقد حصرها مالك بن نبي رحمه الله في أربعة عوامل :

*الأفكار(بصورة عامة) * الإنسان *التراب *الزمن

وأول هذه الشروط هي الفكرة : اي ان قوما ما يؤمنون بفكرة واحدة ثم ينطلقون لتطبيقها في الواقع بحماس يوازي قوة إيمانهم بها ...
وفي حالة الحضارة الإسلامية فإنها قامت على التوحيد (ولا يصح أن نطلق عليه فكرة) فإن غاية المسلمين التي كانت متمثلة في إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد دفعتهم بقوة في الزمن الحضاري ومارسوا خلافيتهم على الآرض(بغض النظر عن صحة العبارة)

يتبع....