أخي الحبيب.. دعنا نحرر مصطلحاتنا أولا، فهو مبدأ الكلام في تحرير محل النزاع.فالأصل النجاسة الحسية ولم نجد دليلاً أو قرينة تصرفها عن الظاهر فتمسكنا بها
ما معنى الأصل؟
الأصل هو القاعدة المتفق عليها! وفي مسألتنا هذه، ما تصفه أنت بأنه الأصل الظاهر، هو عين محل النزاع بيننا، فإن كان أصلا عندك فهو ليس بأصل عندي، فتنبه!
ما معنى الظاهر؟
إن أردت بظاهر اللفظ: المعنى القريب المتبادر إلى ذهن المخاطبين العرب في زمان التنزيل كما فهموه بلسانهم، فهذا أقبله منك وهو ما أقول به ولا شك.. ولكن هذا يستتبع أن نقول إنه إذا كان العرب عند سماعهم لكلمة نجس أو رجس، قد يذهب ذهن السامع منهم إلى معنً من معاني منها الحسي ومنها المعنوي، فواجب الناظر إذن أن يتبين حقيقة المعنى الذي فهموه هم من هذا اللفظ في هذا المحل تحديدا، بجمع الأدلة والقرائن الدالة على ذلك، لا أن نسلم ابتداءً بأن المراد النجاسة الحسية وأنها هي الأصل، ثم نقول لمن خالف في ذلك، أنت تخالف الأصل وظاهر النص! من الذي أصّل هذا الأصل وما دليله؟؟
أنتم المطالبون بإثبات أن الظاهر هنا متصرف إلى هذا المعنى الشرعي (الحسية) على هذا الوجه تحديدا للفظة نجس في اللغة! وعند الاستقراء لما في الباب من أدلة، - كما تقدم ذكره في كلامي وكلام غيري - يظهر خلاف ذلك، بارك الله فيك.