وهذه القصيدة لعمر بن أبي ربيعة
سحرتني الزرقاءُ من مارونِ = إنَّما السِّحْرُ عِنْدَ زُرْقِ العُيونِ
سحرتني بجيدها ، وشتيتٍ = وبوجهٍ ذي بهجة ٍ مسنون
كَأَقَاحٍ بِرَمْلَة ٍ ضَرَبَتْه = ريحُ جوٍّ بديمة ٍ ودجون
تَرْدَعُ القَلْبَ ذا العَزَاءِ ، وَيُسْلي = بردُ أنيابها ردوعَ الحزين
وَجَبينٍ وَحَاجِبٍ لَمْ يُصِبْهُ = نَتْفَ خَطٍّ ، كَأَنَّهُ خَطّ نونِ
فرمتني ، فأقصدتني بسهمٍ = شَكَّ مِنّي الفُؤَادَ بَعْدَ الوَتينِ
وَرَمَتْها يَدَايَ مِني بِنَبْلٍ = كيفَ أصطادُ عاقلاً في حصون ؟
تنتحيني فلا ترى ، وترى = الناسَ بصعبٍ ممنعٍ مأمون
ذِي مَحَارِيبَ أُحْرِزَتْ أَنْ تَرَاها = كُلُّ بَيْضاءَ سَهْلَة ِ العِرْنِينِ
وهذه أيضًا لعمر بن أبي ربيعة
ألمم بجورٍ في الصفاحِ حسانِ = هَيَّجْنَ مِنْكَ رَوَائِعَ الأَحْزَانِ
بيضٍ أوانسَ قد أصبنَ مقاتلي = يشبهنَ تلعَ شوادنِ الغزلان
واذكر لهنّ جوى ً بنفسك داخلاً = قد هاضَ عظمي حره ، وبراني
فَكَأَنَّ قَلْبَكَ يَوْمَ جِئْتَ مُوَدِّعاً = بدلالهنّ ، وربما أضناني
وَكَلِفْتُ مِنْهُنَّ الغَدَاة َ بِغَادَة ٍ= مَجْدُولَة ٍ، جُدِلَتْ كَجَدْلِ عِنانِ
ثَقُلَتْ عَجِيزَتُها فَرَاثَ قِيَامُها = وَمَشَتْ كَمَشْيِ الشّارِبِ النَّشْوَانِ
نَظَرَتْ إلَيْكَ بِمُقْلَتَيْ يَعْفُوَرة ٍ= نظرَ الربيبِ الشادنِ الوسنان
ولها محلٌّ طيبٌ تقرو به = بَقْلَ التِّلاعِ بِحَافَتَيْ عَمَّانِ
يا قلبُ ما لك لا تزالُ موكلاً = تَهْذي بِهِنْدٍ عِنْدَ حِينَ أَوَانِ
ما غن أشدتُ بذكرها ، لكنهُ = غُلِبَ العَزَاءُ، وَبُحْتُ بِالكِتْمَانِ
لَوْ كُنْتُ ، إذْ أَدْنَفْتُ مِنْ كَلَفٍ بِها = يوماً ، أصبتُ حديثها ، لشفاني
وَكأَنَّ كَافُوراً وَمِسْكاً خَالِصاً = عبقا بها بالجيبِ والأردان
وجلتْ بشيرة ُ سنة ً مشهورة ً = دون الأراكِ ، وراهنِ الحوذان
شَبَّهْتُها، مِنْ حُسْنِها ، شَمْسَ الضُّحَى = وهي القتولُ ، ودمية َ الرهبان