السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام هذه رواية بالمعنى لاحد النصوص الادبية في كتاب القراءة للمرحلة الابتدائية عندنا في الجزائر حملتني الذاكرة اليه بينما كنت اتأمل في الماضي واحداثه واتعجب من سرعة مرور الايام واقفا عند محطات الاسى والحزن ومنطلقا الى ايام الفرح والسرور فارجوا ان لا اكون قد اخللت بجماليته والعتب على ذاكرتي .. اتمنى ان ينال اعجابكم
قصة من الذاكرة ..
بينما كنت ارتب اوراقي المتناثرة واقلب صفحات دفاتري القديمة وقعت عيني على قصاصة صفراء انهكتها السنين واثرت في اليافها الرطوبة فهي تتفتت بين الاصابع الحانية تفتت الكثيب اذا شتدت به الريح فلم يثبط ذلك من عزيمتي بل زادني اصرارا على قراءة القصاصة الغريبة فاذا بها تحكي قصة حطاب فقير رث الثياب لا يملك من الدنيا غير كوخ مهترئ لا يقي من قر ولا يحمي من قيظ وكان لصاحبنا هذا شغف خاص بالصيد وكان يعينه على امره ذاك ابن عرس صغير تعاهده بالرعاية مذ وجده جريحا مضرجا في دمائه في احد اطراف الغابة فداوى جراحه وسد حاجته ودربه على الصيد وذات يوم مشرق من ايام الربيع خرج الحطاب الى غايته تاركا ابنه الرضيع على سريره وعاد بعد حين ليجد الهدوء وقد خيم على المكان وضع الحطب جانبا وانطلق مسرعا ليجد ابن عرس مبتهجا عند باب الكوخ والدماء تتقاطر من فمه فانفجر الغضب في عروق الحطاب ولم يشعر الا وابن عرسه الصغير متطايرة اشلاؤه قد اعمل الفأس في رأسه وجسده ودخل صاحبنا الكوخ مجهشا بالبكاء على تقصيره وغفلته التي جعلته يترك ابنه الرضيع في عهدة حيوان شرس ولكن المفاجأة كانت شديدة لم يجد معها بدا من الهوي الى الارض على ركبتيه فقد كان طفله على السرير يلهوا بكرة صغيرة ومن تحت السرير حية كبيرة اعمل فيها ابن عرس انيابه فهي ترزخ في دمائها ميتة لا راك فيها فما ان انجلى اثر الصدمة تن نفسه حتى عرف الحطاب حقيقة ما وقع ويا لها من مفاجأة أترك لكم تحرر عبرها ..