تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    الحمد لله الذي أرشدنا إلى فعل الخيرات ونهانا عن ارتكاب المنكرات وأنار لمن أطاعه بنور الإيمان وحبب إلى قلبه الباقيات الصالحات ، كما نحمده سبحانه أن أرسل إلينا رسولا شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

    أما بعد :

    قال الله تعالى : { اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراًّ ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ } الحديد 20 .


    وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا إن الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ؛ إلا ذكر الله وما والاه ، وعالما أو متعلما )) حسنه الألباني / مشكاة المصابيح / 5103 .



    فإن الدنيا حلوة خضرة وظل زائل ، وإنها سجن المؤمن وجنة الكافر ، فالكافر يرتع ويلهو ويلعب حتى يلقى الله عز وجل مسودّ الوجه من سوء أفعاله ونتن صحيفته وقد نسي كل نعيم الدنيا ، أما المؤمن التقي الذي صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله ، فهو والله من السعداء وإن كان في نظر الناس من الأشقياء .

    وهذا الفضيل بن عياض - رحمه الله - يصور لنا شأن المؤمن في هذه الدار بقوله : (( المؤمن في الدنيا مهموم حزين ، همه مرمة جهازه ، ومن كان في الدنيا كذلك فلا هم له إلا التزود بما ينفعه عند العود إلى وطنه فلا ينافس أهل البلد الذين هو غريب بينهم في عزّهم ، ولا يجزع من الذل عندهم )) جامع العلوم والحكم / 379 .

    وها هو رسول الله - عليه الصلاة والسلام - يذكر لنا حال أنعم أهل الدنيا من أهل النار وحال أشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة ، فيقول : (( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم ! هل رأيت خيرا قط ؟! هل مر بك نعيم قط ؟! فيقول : لا والله يارب ، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ صبغة في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم ! هل رأيت بؤسا قط ؟! هل مر بك شدة قط ؟! فيقول : لا والله يارب ، ما مر بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط )) رواه مسلم / المسند الصحيح / 2807 .

    فو الله الذي لا إله إلا هو إن الصدر يضيق واللسان لا يكاد ينطلق من عظم ما نرى ونسمع ، فقد تهافت الناس على التي لا تسوى عند الله - جلّ جلاله - جناح بعوضة ، فأخذوا يلهثون وراء شهواتهم وملذاتهم كأنهم فيها يُخلدون أو إلى أبد الآبدين يبقون ، حتى نسوا الذي ما خلقوا إلا لأجله ، فقد قال الله سبحانه : { وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ * ما أريدُ مِنْهُم من رزْقٍ وَما أريدُ أنْ يُطْعِمُونِ } الذاريات 56 - 57 !!

    بل نسوا - أو قل إن شئت - تناسَوا أن وراءهم موت ، برزخ ، بعث ، نشور ، ومن ثم وقوف أمام الله الواحد القهار ، وبعدها إما إلى جنة وإما إلى نار ، لا خيار بينهما ، فيا لسعادة من زحزح عن النار وأدخل الجنة وهذا وربي هو الفوز العظيم ..

    أما آن لنا عباد الله أن نرجع إلى الله الواحد الأحد ونستغفره من جميع الذنوب والخطايا ونتوب إليه ، فقال الله عز وجل : { أفَلا يَتُوبونَ إلى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُو نَهُ واللهُ غَفُورٌ رَحيمٌ } المائدة 47 .

    وقال سبحانه : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر 53 .


    فالله الله بالأعمال الصالحات من قبل أن يأتي هادم الملذات وأنتم منغمسون في الشهوات فتكونوا وحينها فات الفوات من أهل الندامة والحسرات .


    إخواني وأخواتي في الله : قال الله في محكم التنزيل : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ المُؤْمِنِينَ } الذاريات 55 ..

    فنرجو من الله الرحمن الرحيم أن نكون من المؤمنين والمؤمنات الصادقين والصادقات يذكر أحدنا الآخر ونتواصى بالبر والتقوى ومن العمل ما عليه ربنا يرضى ..



    لذلك وددت أن أجمع لكم بعض آيات الترغيب والترهيب مع عرض تفسيرها من كتاب ( تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن ) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله تعالى - .


    وأختم كلامي بقول الله جل في علاه : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } الزمر 23 .

    هذا وأسأل الله تعالى لي ولكم أن يجعلنا ممن هدى لا ممن ضل عن الصراط السوي ، فنتزود في هذه الحياة الدنيا وإن خير الزاد التقوى ، وأن يصلح لنا شؤوننا كلها ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، كما أسأله سبحانه أن يجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إنه أرحم بعباده من الأم بولدها ..

    والله الموفق ..


    وكتبته : السلفية النجدية .
    12 / شعبان / 1428 هـ .
    25 / 8 / 2007 م .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    300

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    بارك الله فيكم على التذكير
    أسال الله ان ينفعنا به

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    سورة البقرة :

    * فضلها :

    1- روى أبو عبيد عن عبد الله بن مسعود قال : (( إن الشيطان يفر من البيت يسمع فيه سورة البقرة )) أخرجه أبو عبيد في " الفضائل " ( ص 229 ) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " ( 10800 ) ، والدارمي ( 3379 ) ، والحاكم ( 1/ 561 ، 2 / 260 ) موقوفا ومرفوعا ، وصححه شيخنا الألباني - رحمه الله - موقوفا ، وحسنه مرفوعا في " صحيح الترغيب " ( 1463 ) .

    2- عن أبي أمامة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( اقرؤوا القرآن ، فإنه شافع لأصحابه يوم القيامة ، اقرؤوا الزهراوين ، البقرة وآل عمران ، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ، أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فِرْقان من طير صواف يحاجّان عن أهلهما )) ثم قال : (( اقرؤوا البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة )) أخرجه مسلم ( 804 ) .

    الزهراوان : المنيران . والغيابة : ما أظلك من فوقك . والفِرْقُ : القطعة من الشيء . والصواف : المصطفة المتضامنة . والبطلة : السحرة . ومعنى " لا تستطيعها " أي : لا يمكنهم حفظها ، وقيل : لا تستطيع النفوذ في قارئها ، والله أعلم .

    3- روي عن أسيد بن حضير : (( بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوط عنده ، إذ جالت الفرس ، فسكت فسكتت ، فقرأ فجالت الفرس ، فسكت وسكتت الفرس ، ثم قرأ فجالت الفرس ، فانصرف ، وكان ابنه يحيى قريبا منها ، فأشفق أن تصيبه ، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( اقرأ يا ابن حضير ، اقرأ يا ابن حضير ) . قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا ، فرفعت رأسي فانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء ، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها ، قال : ( وتدري ما ذاك ) . قال : لا ، قال : ( تلك الملائكة دنت لصوتك ، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها ، لا تتوارى منهم )) أخرجه البخاري " الجامع الصحيح " ( 5018 ) .



    المرجع : مختصر ابن كثير رحمه الله ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    آمين ..

    وفيكم بارك الله أخي الكريم الفاضل ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    { ‏وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 23 ) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ( 24 ) }‏ .


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ ــــــــــ ـــــ


    ( 23 ) وهذا دليل عقلي على صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحة ما جاء به، فقال‏:‏ ‏{‏ وإن كنتم ‏}‏ معشر المعاندين للرسول‏,‏ الرادين دعوته‏,‏ الزاعمين كذبه في شك واشتباه‏,‏ مما نزلنا على عبدنا‏,‏ هل هو حق أو غيره‏؟‏ فها هنا أمر نصف، فيه الفيصلة بينكم وبينه، وهو أنه بشر مثلكم‏,‏ ليس بأفصحكم ولا بأعلمكم وأنتم تعرفونه منذ نشأ بينكم‏,‏ لا يكتب ولا يقرأ، فأتاكم بكتاب زعم أنه من عند الله‏,‏ وقلتم أنتم أنه تقوَّله وافتراه، فإن كان الأمر كما تقولون‏,‏ فأتوا بسورة من مثله‏,‏ واستعينوا بمن تقدرون عليه من أعوانكم وشهدائكم‏,‏ فإن هذا أمر يسير عليكم، خصوصًا وأنتم أهل الفصاحة والخطابة‏,‏ والعداوة العظيمة للرسول، فإن جئتم بسورة من مثله‏,‏ فهو كما زعمتم‏,‏ وإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم غاية العجز‏,‏ ولن تأتوا بسورة من مثله، ولكن هذا التقييم على وجه الإنصاف والتنزل معكم، فهذا آية كبرى‏,‏ ودليل واضح ‏جلي على صدقه وصدق ما جاء به‏,‏ فيتعين عليكم اتباعه‏,‏ واتقاء النار التي بلغت في الحرارة العظيمة ‏والشدة‏ ،‏ أن كانت وقودها الناس والحجارة‏,‏ ليست كنار الدنيا التي إنما تتقد بالحطب‏,‏ وهذه النار الموصوفة معدة ومهيأة للكافرين بالله ورسله‏.‏ فاحذروا الكفر برسوله‏,‏ بعد ما تبين لكم أنه رسول الله‏.‏


    ( 24 ) وهذه الآية ونحوها يسمونها آيات التحدي‏,‏ وهو تعجيز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن، قال تعالى ‏{‏ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا‏ }‏ .


    وكيف يقدر المخلوق من تراب‏,‏ أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب‏؟‏ أم كيف يقدر الناقص الفقير من كل الوجوه‏,‏ أن يأتي بكلام ككلام الكامل‏,‏ الذي له الكمال المطلق‏,‏ والغنى الواسع من كل الوجوه‏؟‏ هذا ليس في الإمكان‏,‏ ولا في قدرة الإنسان، وكل من له أدنى ذوق ومعرفة ‏بأنواع‏ الكلام‏,‏ إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء‏,‏ ظهر له الفرق العظيم‏.‏


    وفي قوله‏:‏ ‏{‏وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ‏}‏ إلى آخره‏,‏ دليل على أن الذي يرجى له الهداية من الضلالة‏:‏ ‏هو الشاك الحائر الذي لم يعرف الحق من الضلال، فهذا إذا بين له الحق فهو حري بالتوفيق إن كان صادقا في طلب الحق‏.‏


    وأما المعاند الذي يعرف الحق ويتركه‏,‏ فهذا لا يمكن رجوعه‏,‏ لأنه ترك الحق بعد ما تبين له‏,‏ لم يتركه عن جهل‏,‏ فلا حيلة فيه‏.‏


    وكذلك الشاك غير الصادق في طلب الحق‏,‏ بل هو معرض غير مجتهد في طلبه‏,‏ فهذا في الغالب أنه لا يوفق‏.‏


    وفي وصف الرسول بالعبودية في هذا المقام العظيم‏,‏ دليل على أن أعظم أوصافه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قيامه بالعبودية‏,‏ التي لا يلحقه فيها أحد من الأولين والآخرين‏.‏


    كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء، فقال‏:‏ ‏{‏ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ‏ }‏ وفي مقام الإنزال، فقال‏:‏ ‏{ ‏تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ‏ } ‏ .


    وفي قوله‏:‏ ‏{‏ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ‏}‏ ونحوها من الآيات‏,‏ دليل لمذهب أهل السنة والجماعة‏,‏ أن الجنة والنار مخلوقتان خلافا للمعتزلة، وفيها أيضًا‏,‏ أن الموحدين وإن ارتكبوا بعض الكبائر لا يخلدون في النار‏,‏ لأنه قال‏:‏ ‏{ ‏أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }‏ فلو كان ‏عصاة الموحدين‏‏ يخلدون فيها‏,‏ لم تكن معدة للكافرين وحدهم، خلافا للخوارج والمعتزلة‏.‏


    وفيها دلالة على أن العذاب مستحق بأسبابه‏,‏ وهو الكفر‏,‏ وأنواع المعاصي على اختلافها‏.‏

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    ملحوظة : من باب الأمانة العلمية ، فإن تفسير الشيخ ( عبد الرحمن السعدي ) - رحمه الله - ، لم أنقله من الكتاب ، بل نقلته من المكتبة الإسلامية من موقع ( نداء الإيمان ) ؛ توفيرا للوقت ..

    http://www.al-eman.com/islamlib/

    والله نسأل التوفيق والسداد ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    { ‏وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 25 ) ‏}‏ .

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــ

    ( 25 ) لما ذكر جزاء الكافرين‏,‏ ذكر جزاء المؤمنين‏,‏ أهل الأعمال الصالحات‏,‏ على طريقته تعالى في القرآن يجمع بين الترغيب والترهيب‏,‏ ليكون العبد راغبا راهبا‏,‏ خائفا راجيا فقال‏:‏ ‏{‏ وَبَشِّرِ‏ }‏ أي‏:‏ ‏يا أيها الرسول ومن قام مقامه‏ { ‏الَّذِينَ آمَنُوا‏ }‏ بقلوبهم ‏{‏ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ‏ }‏ بجوارحهم‏,‏ فصدقوا إيمانهم بأعمالهم الصالحة‏.‏

    ووصفت أعمال الخير بالصالحات‏,‏ لأن بها تصلح أحوال العبد‏,‏ وأمور دينه ودنياه‏,‏ وحياته الدنيوية والأخروية‏,‏ ويزول بها عنه فساد الأحوال‏,‏ فيكون بذلك من الصالحين‏,‏ الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته‏.‏

    فبشرهم ‏{‏ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ‏ }‏ أي‏:‏ بساتين جامعة من الأشجار العجيبة‏,‏ والثمار الأنيقة‏,‏ والظل المديد‏,‏ ‏‏والأغصان والأفنان وبذلك‏ صارت جنة يجتن بها داخلها‏,‏ وينعم فيها ساكنها‏.‏

    ‏{ ‏تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‏ }‏ أي‏:‏ أنهار الماء‏,‏ واللبن‏,‏ والعسل‏,‏ والخمر، يفجرونها كيف شاءوا‏,‏ ويصرفونها أين أرادوا‏,‏ وتشرب منها تلك الأشجار فتنبت أصناف الثمار‏.‏

    ‏{‏ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ‏}‏ أي‏:‏ هذا من جنسه‏,‏ وعلى وصفه‏,‏ كلها متشابهة في الحسن واللذة، ليس فيها ثمرة خاصة‏,‏ وليس لهم وقت خال من اللذة‏,‏ فهم دائما متلذذون بأكلها‏.‏

    وقوله‏:‏ ‏{‏ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا‏ }‏ قيل‏:‏ متشابها في الاسم‏,‏ مختلف الطعوم وقيل‏:‏ متشابها في اللون‏,‏ مختلفا في الاسم، وقيل‏:‏ يشبه بعضه بعضًا‏,‏ في الحسن‏,‏ واللذة‏,‏ والفكاهة‏,‏ ولعل هذا الصحيح .

    ثم لما ذكر مسكنهم‏,‏ وأقواتهم من الطعام والشراب وفواكههم‏,‏ ذكر أزواجهم‏,‏ فوصفهن بأكمل وصف وأوجزه‏,‏ وأوضحه فقال‏:‏ ‏{‏ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ‏ }‏ فلم يقل‏:‏ ‏"‏مطهرة من العيب الفلاني‏"‏ ليشمل جميع أنواع التطهير، فهن مطهرات الأخلاق‏,‏ مطهرات الخلق‏,‏ مطهرات اللسان‏,‏ مطهرات الأبصار، فأخلاقهن‏,‏ أنهن عرب متحببات إلى أزواجهن بالخلق الحسن‏,‏ وحسن التبعل‏,‏ والأدب القولي والفعلي‏,‏ ومطهر خلقهن من الحيض والنفاس والمني‏,‏ والبول والغائط‏,‏ والمخاط والبصاق‏,‏ والرائحة الكريهة، ومطهرات الخلق أيضًا‏,‏ بكمال الجمال‏,‏ فليس فيهن عيب‏,‏ ولا دمامة خلق‏,‏ بل هن خيرات حسان‏,‏ مطهرات اللسان والطرف، قاصرات طرفهن على أزواجهن‏,‏ وقاصرات ألسنتهن عن كل كلام قبيح‏.‏

    ففي هذه الآية الكريمة‏,‏ ذكر المبشِّر والمبشَّر‏,‏ والمبشَّرُ به‏,‏ والسبب الموصل لهذه البشارة، فالمبشِّر‏:‏ هو الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن قام مقامه من أمته، والمبشَّر‏:‏ هم المؤمنون العاملون الصالحات، والمبشَّر به‏:‏ هي الجنات الموصوفات بتلك الصفات، والسبب الموصل لذلك‏,‏ هو الإيمان والعمل الصالح، فلا سبيل إلى الوصول إلى هذه البشارة‏,‏ إلا بهما، وهذا أعظم بشارة حاصلة‏,‏ على يد أفضل الخلق‏,‏ بأفضل الأسباب‏.‏

    وفيه استحباب بشارة المؤمنين‏,
    ‏ وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها ‏‏وثمراتها‏ ،‏ فإنها بذلك تخف وتسهل، وأعظم بشرى حاصلة للإنسان‏,‏ توفيقه للإيمان والعمل الصالح، فذلك أول البشارة وأصلها، ومن بعده البشرى عند الموت، ومن بعده الوصول إلى هذا النعيم المقيم، نسأل الله أن يجعلنا منهم‏.‏



  8. #8

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    جزاكم الله خيرا أخية ووفقكم المولى

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    بارك الله فيك
    شكوت الى وكيع سوء حفظي ........فأرشدني الى ترك المعاصي
    وأخـبرني أن العلـم نـور........... ونور الله لا يؤتى لعاصي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    750

    افتراضي رد: الترغيب والترهيب لعبد الله الوجل المنيب ..

    الله يرضى عنك يا أُخية ،،

    وفقكِ المولى وحمـاكِ ..
    [والإجماع منعقد على وجوب التوبة ؛ لأن الذنوب مهلكات مبعدات عن الله ، وهي واجبة على الدوام ، فالعبد لا يخلو من معصية ، لو خلا عن معصية بالجوارح ، لم يخلُ عن الهم بالذنب بقلبه]
    (ابن قدامة المقدسي)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •