حصل نقاش بيني وبين بعض الفضلاء في من رزقه الله حسن صوت بالقرآن ، فأصبح يتعبد الله بالدعوة إلى الله بالإنشاد ، فبينت أن هذا بدعة لا يجوز . فقال لي هذا الفاضل إن صلاح القلب يكون في معاني بعض هذه القصائد التي تنشد ولذلك كثير من الفضلاء يطلب صلاح قلبه بسماع هذه القصائد. فأحببت أن أنقل كلام شيخ الإسلام في المستمع لا في المنشد . والله المستعان
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم - (ج 1 / ص 442)
( من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه ؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها ؛ لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم ؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير ) .