المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرثد
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
❊
يجب أن ندرك معاني الحقائق، لا مسمياتها فقط، فأكثر المحرمين ينقلون أقول ابن تيمية التي قالها في الغناء الصوفي (الذي لا يشك أحد في شناعته)، ولكننا هنا نتكلم عن الأناشيد التي أقرب ما يقال أنها من النشيد الذي قاله الصحابة رضوان الله عليهم في الخندق.
وفعل الصحابة رضوان الله عليهم والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم أحب إلينا من قول ابن تيمية وابن القيم (خصوصاً وأن كلامهما يتعلق أكثر ما يتعلق بغناء الصوفية)
❊
التحريم والتحليل الشرعيان لله تعالى، وبالتالي فلا يجوز - إطلاقاً - أن يستدل بكلام ابن القيم أو ابن تيمية.
نعم! يجوز له أن يعتقد بفهمها لنص معين (إن كان مقلد لهما أو لأحدهما) أما أن يجعل فهمهما هو مقتضى معنى النص الشرعي فهذا خطأ (أَمْ
لَهُمْ شُرَكَاءُ
شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ
مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)!
❊
لم يثبت نص (ولا حتى بالتلميح) أن العلة في التحريم هي التطريب، وقد قال العلماء: أن هناك أصوات أكثر إطراباً لم تحرّم.
نعم! النصوص واضحة في التحريم عند بعضهم بدلالة النصوص، لا بوجود العلة.
وفي ظني أن النص كافٍ في إثبات الحكم حتى وإن لم تتبين لنا الحكمة أو العلة (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة...)
❊ وأما من يستدل بأن من يستمع للنشيد يكره سماع اقلرآن، فهي حجة وهاؤها يغني عن الرد عليها.
ولكن الذي دعاني للكتابة عنها هو تصوير بعضهم وكأن الإنسان مكبل، إذا سمع النشيد كبله النشيد عن سماع القرآن!!
السماع للنشيد مثله مثل باقي الأعمال المباحة، فبعض طلبة العلم من بيننا من يدمن قراءة كتب الأدب، وتجده يقضي أغلب يومه في قراءتها، وآخرون في الحديث..، فهل نقول: إن قراءة كتب الأدب محرمة (أو مكروهة) لأنها تلهي عن القرآن؟
❊ وأنا معكم بأن على الشخص أن يكون نبيهاً (رزقنا الله التوفيق دائماً) فيسمع للنشيد (الذي هو من قبل المباح بدلالة الأدلة الشرعية) بحيث لا يطغى ذلك على ما هو أوجب.
❊ وللشيخ ابن باز - عليه رضوان الله - فتوى في قناة العفاسي عن أن النشيد حسنه حسن وقبيحه قبيح.
أياً كان! فهي فتوى لا تلزم أحداً.
❊ من الغريب أن أسمع الكثيرين من المستقيمين من يقول: (
تشبه الموسيقى)! وكأنه متخصص في الموسيقى!
ثم فلنفرض جدلاً أنهما يتشابهان، أفيحرم الإثنان؟!
أعلم أننا سندخل في كلام طويل في التشبه والشبه، ولكن يعلم أكثر الإخوة أنه ليس كل متشابهان (ولا أقول متماثلان) محرمان.
فلا يقال (تشبه الموسيقى خبط عشواء)، ولعل أكثر الأحبة هنا، لم يسمعوا بحمد الله الأغاني (وإن شاء الله لا يقدر الله عليهم ما يغضبه).
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره (وليس عن تخيل صورته).
❊ وأحب أن أبين أن لكل شخص رأيه، وهو محترم، سواء من يرى حرمتها إطلاقاً، أو جوازها بآهات أو بدونها، أو جواز الموسيقى...
مادام أن الكل منطلق من نصوص شرعية، وفهمها بفهم له فيه وجه يعتقد أنه ينجيه عند الله تعالى.
أخيراً أحببت أن أشكر أخي أبي أحمد المهاجر جزاه الله خيراً على مشاركته، ولم أحب منه وفقه الله وصف أناشيد القارئ العفاسي بما وصفها به،
فالعفاسي لا يفعل ما يفعل دون أن يكون له سند شرعي قوي يستند إليه في أعماله.
فيجب علينا احترام رأيه، وأن لا نقارن بين قارئ للقرآت العشر (العفاسي) بأخ مسلم (نبيل شعيل هدانا الله وإياه) لم تعرف عنه تلاوة لجزء من القرآن.
وليت أخانا الكريم - جزاه الله خيراً - يعود إلى تفسير ابن القيم رحمه الله لمعنى المعازف التي نعت بها أناشيد العفاسي.
جزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته