(1)
خيل الإياب
ما بال قلبي تستبيه مواجعي = ويؤزّه أزّا صراخ فواجعي
وتقيم فيه قوافل مشؤومة = قد أوغلت باليأس بين أضالعي
ما بال قلبي لا يشدّ رحالها = ويقول سيري دون أن تتراجعي
أوَلا يرى قلبي الأسى بمكوثها = أم جفّ من قلبي نمير منابعي؟!
يا خالقي عظم الأسى بجوانحي = واستحكمت في القلب شرّ نوازعي
فإذا أنا عبد لخاطرة الهوى = أنى تميل تبعتها بمجامعي
أسرجت قافيتي وشطّ بي النوى = وتخذت في مدن الضياع شوارعي
والأرض شوك والرؤى مختلّة = ودليل عقلي في المسير مطامعي
ورأيت من حولي ظلاماً حالكاًً = وسمعت صوتاً قد أثار مفازعي
وسقطت في بئر بعيد قعرها = وإذا بمائي في الدلاء مدامعي
فصرختُ (أين أنا؟ وماذا جاء بي؟) = وبقوّة عاد الصدى لمسامعي
وبقيت أنشج والأنين يحيط بي = ونهضت رغم أنينيَ المتتابعِ
وغسلت من دمعي بقايا شقوتي = ولبست ثوب التوب لبسة خاشعِ
وركبت خيل الطهر أسرج عزمه = وأنا أشدّ على الزمام أصابعي
وجعلت هدي الله قائد رحلتي = من يستقد لهداه ليس بضائعِ