أدعم طلاق أمي من أبي



السؤال

الملخص:
فتاة عشرينية تشجِّع أمَّها على الطلاق؛ لأن أباها دائم الإهانة لها، لكن أمها تذبذب في هذا القرار بسبب أبنائها، وهي تسأل: ما النصيحة؟
تفاصيل السؤال:
أنا في مقتبل العشرينيات، البنت الكبرى لعائلتي، التي تتكون من أب وأمٍّ وأخوين (19 و14 سنة).
المشكلة أن أبي حسَّاس جدًّا، ودائمًا يشعر بفقدان الأمان، وأنه غير مرغوب فيه من العائلة؛ ما جعل معاملته لنا ولكل العائلة سيئة؛ فهو يتعمَّد إهانتنا وخاصة أمي، فمع كل ما تُقدِّمه له من خير، فإنه يهينها ويتشاجر معها دائمًا، ما أثَّر في صحتها النفسية، ولطالما أرادت أمي الطلاق، لكنها تُقدِّم رجلًا وتؤخر أخرى في اتخاذ مثل هذه الخطوة، وأنا أُشجعها على الإقدام على تلك الخطوة، سيما أنها امرأة عاملة، ودخلها الشهري جيد جدًّا، وأبناؤها قد كبروا ونضجوا الآن، وقد حدثت مشكلة كبيرة مع أبي أدت لاتخاذها قرارَ الطلاق، لكن بكاء أخي الصغير أثَّر على قرارها، في حين أنني وأخي الآخر ندعم هذا القرار؛ لذا أريد أن أقنعها باتخاذ هذه الخطوة بدون تردد، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: ما ينبغي عليكِ فِعْلُه أنتِ وإخوانكِ عدم التحزُّب مع أحد الوالدين؛ فكلاهما لهما عليكما البر والإحسان، ولا يَسَعُكم إلا الإصلاح والسعي إلى التراضي بينهما، وإزالة العراقيل، وتذليل الصِّعاب، وهذا لا شكَّ يحتاج إلى علم وصبر وحِلْم وحكمة، فسَلُوا الله العَونَ والتوفيق.
ثالثًا: لا يحق لكِ ولا لأخيكِ أن تشجِّعا أمَّكما على الطلاق؛ فقد جاء فيمن يفسد المرأة على زوجها وعيدٌ شديد؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنها قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ))؛ [رواه أبو داود (1860) وغيره، وصححه الألباني].
وإنما ينبغي أن تُذكِّري أمَّكِ بعواقب الانفصال، وكيف يكون مصير الأولاد لا سيما وأنتِ ذكرتِ أن والدكِ لا يهتم بكم، وتحثُّيها على الصبر وحسن التبعُّل لزوجها، وتذكريها بفضل ذلك، وإذا وجدتِ منها إصرارًا على الطلاق، فوسِّطي من يتكلم معها من أهلها أو أهل والدكِ.
رابعًا: ذكِّري أباكِ بواجبه شرعًا، وأنه مسؤول عنكم، ويجب عليه أن يحسن رعايتكم، وأنه مسؤول أمام الله يوم القيامة؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ [متفق عليه].
وأنه ينبغي أن يكون حَكَمًا عادلًا في بيته؛ فيعامل زوجته بمثل الذي يحب أن تعامل بها أخته أو ابنته من قِبَل زوجها.
وأنصحكِ بكثرة الدعاء، ودعوة أسرتكِ للصلاة والمحافظة على الطاعات، والبعد عن المعاصي، وعدم تشجيع أمكِ على الطلاق، وألَّا تجعلي نفسكِ طرفًا، والله أعلم.
هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.