نسبوني إلى الوهاب (القصيدة البائية)



الكاتب : الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله

الأبيات التسعة الأولى هي التي بقيت في حفظي من قصيدة للشيخ عمران النجى التميمي رحمة الله عليه وتكملتها من نظمي:


إن كــان تــابــع أحمـد مــتــوهبــــاً
فــأنــــــا الــمقر بــأننــــي وهابــي

أنفي الشريك عن الإله فليس لي
رب ســــوى الــمتفرد الــوهــــــاب

لا قــبـــــة ترجــــى و لا وثــــن و لا
قبــر لــه ســبــب مــن الأسبــــاب

أيضــاً و لســــت معلقــاً لــتميمــة
أو حــلــقــــة أو ودعــــــة أو نـــــاب

لــــرجــاء نــفــع أو لــــدفع مضــــرة
الله ينفعــــنــي و يـــدفــع مــا بـي

كالــــشافعي و مالك و أبـــي حنـــ
ـــيفــة ثــم أحــــآد الــتقـى الأواب

هــذا الــصحيــــح ومن يقول بمثله
صــاحــوا عليــــه مجسم وهابـــي

****************************** *****


نسبــــــوا إلى الوهـاب خير عبــاده
يـــا حبذا نسبــــي إلى الوهــــــاب

الله أنـطــقــــــهم بــــحق واضــــــــح
و هــم أهــــالــي فريــة و كـــــــذاب

أكــرم بــهــا مــن فــرقــــة سلفـــية
سلكــــت محجــة سنــة و كتـــــابِ

و هــي التــي قــصــد الــنبي بقوله
هــي مــا علــيه أنــا و كــل صحـاب

قد غــاظ عبــاد الـقبــور و رهطـــهم
تــوحــيــــدنـ ـــــــا لله دون تــــحــــاب

عــجــزوا عــن البرهـان أن يجدوه إذ


فــزعــوا لــسرد شتــائم و سبـــــاب

و كــذاك أســلاف لــهم مــن قبلكم
نسبــــوا لأهل الــحق من ألقــــــاب

سمــــوا رســول الله قبــل مذممــــاً
و مــن اقــتــفــاه قــيــل هــذا صــاب

الله طــهــرهــم و أعلــــــى قــدرهم
عــن نــبــز كــل مــعــطــل كـــــــذاب

الله ســمــــاهم بــــنــصِ كــتــابــــه
حــنــفــاء رغــم الــــفاجر الــمرتــاب

مــا عــابــهم إلا الــمعطل و الــكفور
و مــن غــوى بــــعــبــادة الأربــــــاب

و دعــــا لــهــم خــيــر الورى بنضارة
ضمــت لــــهم نصراً مدى الأحقـــاب

هــم حــزب رب الــعالميـــن و جنده
و الله يــرزقــــهــم بــغــيــر حســــاب

و يـنـيـلــهم نــصــراً علـــى أعدائهم
فــهو الــــمهيمن هــــازم الأحــــزاب

إن عــابــهــم نــذل لــئــيــم فـــــاجر
فــإليه يــرجــع كــل ذاك الــعــــــــاب

مــا عــابـهم عيب الــعـدو وهل يضيـ
ـــر الــبــدر في العليــاء نبح كــــلاب

يــا ســالــكــاً نهج الــــنبي و صحبه
أبــشــر بــمغفرة و حــســن مـــــآب

و هــزيــمــة لــعدوك الــــخب اللئيـــ
ـــــم و إن يـكـن فــي العد مثل تراب

يــا معشر الإســلام أوبــوا للــــهدى
و قفوا سبــــيل الــمصطفــى الأواب

أحيــوا شريعته التـي سادت بها الأ
ســـــلاف فــــهي شفــاء كل مصاب

و دعــوا الــتحزب و الـتفرق و الهوى
و عقــــائــد جــــاءت من الأذنـــــــاب

فيمـيــــنــها لا يــمــن فــيــه تـــرونه
و يــســارهــا يــأتــيــكم بـــــتــبــاب

إن الـــــهــدى في قفو شرعة أحمد
و خلافــــها رد علــــــى الأعقـــــــاب

جربــــتم طــرق الــــضلال فـــلم تروا
لــــــصــداكــ م إلا بــــريــق ســـــراب

و الله لو جربــــــتم نــهــج الـــــهدى
سنــة لفقــــتم جــمـلــة الأتــــــراب

و لــها بــكــم أعــدائــكــم و تــوقـعوا
منــــكم إعــادة ســائــر الأســـــلاب

أمــا إذا دمــــتم علــى تقليـــــدهم
فــتــوقعــــــ وا منــهم مــزيــد عــذاب

و تــوقعــــوا من ربـــكم خسراً على
خســر و ســــوء مــذلــة و عقـــــاب

هــذي نــصــيــحـــة مشفق متعتب
هل عنــدكم يــــا قــوم مــن إعتــاب

و مــن البليــــة عذل من لا يرعــوي
و لــدى الــــغوي يضيــع كل عتــــاب

و زعمــتم أن الــعروبــــة شـــــــرعة
و عقيــــدة تبنــى علــى الأسبـــاب

لا فــرق بيــــن مصــــدق لــمحمـــد
و مكــذب فــالــــــكل ذو أحســــــاب

فــيصيــــر عنــدكم أبو جهــــل و من
والاه مــن حــضــــر و من أعــــــــراب

مثــل الــــنبــي محمــد و صــحـــابه
بئــس الــــجــزاء لــــســادة أقطـــاب

بــل صــــار بعضـــكم يرجح جانب الـ
ـــكفــــار من سفــل و مــن أوشـاب

مــاذا بنـى لكم أبو جهل من المجد
الــــمخلد فــــي مــدى الأحــقـــــاب

إلا عبــــادتــــــ ــه لأصــنـــــــــ ام و إلا
و أدهــــم لــــــبنــاتــ ــــــهم بـتـــراب

و جهــــالة و ضروب خزي يستحــى
مــن ذكــر أدنــــاهــا ذوو الألبـــــــاب

أفــــتعلــون ذوي المفـــاخر و العلى
بــــحثــالــة كــــثــعــالــ ب و ذئــــــاب

اللــؤلــؤ الــكــنــون يــعـدل بالحصى
و الــــند و الــــهنــدي و الأخشــــاب

بدلــتــهم نهــج الــهدى بــــضلالــــة
و قصــــــور مــجــد شــــامخ بــخراب

و لــقــد أتيــــتــــكم بــنصح خالــص
يشفــــيــــــك م من جملــة الأوصـاب

و اخــالــكم لا تقبلــــون نصيحتـــي
بــل تتبعــــون وســـاوس الــــــخراب