السلام عليكم و رحمه الله
كتاب رحيق من القرأن من الكتب التى صدرت حديثا عن دار الكلمة بمصر
و هو كتاب قيم أعجبنى كثيرا
و الكتاب هو مجموعة من الخواطر حول الأيات ، و هو للأستاذ / أحمد العطار حفظه الله
أنتقيت منه جزء لأخوانى فى المنتدى عسى أن يعجبهم و ينفعهم :

ليعلمه الأخذ بالأسباب قال : { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ } رغم أن النتيجة المقدرة { لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ } سبحان البديع {قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }هود81

مهما يكن شأن المخالفوحجمه بشرع الله ، فلا يحل إتباعه وإن كان نبياً فالأصوب هو الأمر وليس الشخص {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ }القلم48


في قوله تعالي : {وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً * فَأَتْبَعَ سَبَباً }الكهف84 ، 85 . إشارة إلي أن الله علمه كيفية التعامل مع كل شيء في الكون مما حوله، واتبع رضي الله عنه هذا دون انحراف ولو يسير، فتحقق له ما أريد له، وفيه معني أن العلم هبة من الرب وأن من راعي هذه النعمة كان كذي القرنين ومن لم يراعها كان كبلعام من باعوراء الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها

كيد الشيطان للإنسان لا يتجاوز الوسوسة، وهو معني { إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} إبراهيم 22 . ولذا فهو ضعيف علي من قاومه بالاعتصام بالله من المخلصين، أما كيد الإنسان فلا يقف عند حد الوسوسة، بل يصل إلي الفعل والإفساد، وهذا سبب وصفه لكيد امرأة العزيز بأنه عظيم .

قال الأول في ابنه الكافر { رب إن إبني من أهلي } ووضع الثاني ابنه تحت السكين ليذبحه، فاستحق وصف {أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً }النحل120 . لا يفهم جاهل أننا نعرض بأحد من الأنبياء ونشيد بالآخر، فكلاهما من أولي العزم، ولكنها إشارة إلي تنوع النفوس

العقلية الجاهلية عقلية ” إجمالية ” تحكم ببادئ الرأي والنظر الأول ليس فيها تفصيل أو ترتيب أو مراعاة لأولويات، أما العقل المسلم فيميل إلي التفسير ودقة الفهم وعدم استعجال النتائج، تأمل قصة ابني آدم تجد القاتل لم يزد في الحوار كله عن كلمة { لأقتلنك } بينما فصّل المؤمن الذي تقبل الله قربانه وبين بياناً رائعاً مستوفياً