المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معاذ احسان العتيبي
{ وَلَنُذِيقَنَّه ُمْ مِّنَ العذاب الأدنى دُونَ العذاب الأكبر لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
( العذاب الأدنى )
قال العلامة أبو بكر الجزائري : {من العذاب الأدنى } أي عذاب الدنيا من مصاب القحط والجدب والقتل والأسر.
قال عبد الله بن مسعود : ( العذاب الأدنى ) ما أصابهم من القتل والسبي يوم بدر. وكذا قال مالك، عن زيد بن أسلم .
قال ابن عباس: يعني ( بالعذاب الأدنى ) مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه .
ووجدت أكثر المفسرين يقولون بالعذاب الأدنى بالمصائب في الدنيا , وبعضهم فسّرها بعذاب القبر وبتفاسير اخرى .
( العذاب الأكبر ) قال العلامة أبو بكر الجزائري : العذاب الأكبر : هو عذاب الآخرة في نار جهنم .
قال مجاهد : (دونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) يوم القيامة في الآخرة .
قال ابن زيد : في قوله (دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) قال : عذاب الآخرة .
( لعلهم يرجعون )
قال العلامة أبو بكر الجزائري : { لعلهم يرجعون } أي يصيبهم بالمصائب في الدنيا رجاء أن يؤمنوا ويوحدوا .
قال عبد الله بن مسعود : (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لعلهم يتوبون . قاله أبو العالية وقتادة .
قال ابن عبـاس : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }أي : عن كفرهم فيتوبوا .
قال البغـوي :{ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي : إلى الإيمان ، يعني من بقي منهم بعد بدر وبعد القحط .
( المعنى الإجمالي )
قال نخبة من العلماء : ولنذيقن هؤلاء الفاسقين المكذبين من العذاب الأدنى من البلاء والمحن والمصائب في الدنيا قبل العذاب الأكبر يوم القيامة، حيث يُعذَّبون في نار جهنم؛ لعلهم يرجعون ويتوبون من ذنوبهم .
قال العلامة السعدي _ رحمه الله _ : ولما كانت الإذاقة من العذاب الأدنى في الدنيا، قد لا يتصل بها الموت، فأخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من ذنوبهم كما قال تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } .
قال الشيخ ابراهيم القطّان : ان الله تعالى لا يحب ان يعذب عباده اذا لم يستحقوا العذاب ، وهو يقسِم هنا بأنه سوف يعذّبهم في الدنيا لعلهم يتوبون وتستيقظ فطرتهم ، أما اذا أصرّوا على الكفر والعناد فإن العذاب الاكبر ينتظرهم يوم القيامة .
المـراجع : ( تفسير ابن كثير ) ( تفسير الطبري ) ( تفسير البغوي ) ( أيسر التفاسير ) ( تفسير الكريم المنان ) وغيرها من التفاسير هذا وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .