المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزه الأثري
الحمد لله وكفى
وبعد
هذا رأي الشيخين المجددين رحمهما الله
لكن الكثير من أهل العلم يرون الوجوب العيني لتطبيق أحكام التجويد على قارئ القرآن
ومن هؤلاء
الشيخ العلامة الألباني رحمه الله
الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله
الشيخ العلامةاللحيدان حفظه الله
وغيرهم ....
فلماذا هذا التزهيد في علم درج على تعلمه أجيال وأجيال من وقت الصحابة رضي الله عنهم الى وقتنا هذا...............
نسأل الله العافية
أخي الكريم : هوّن عليك ..
فإني عنونت موضوعي بمن هو متشدد في أحكام التجويد ، أي : تكلّف في تطبيق الأحكام ، في أحكام النون الساكنة والتنوين ( الإظهار ، الإخفاء ، الإقلاب ، الإدغام ) وكذلك في الغنة ، وفي القلقلة بنوعيها ، وفي المدود بأنواعه ، وأيضا في إخراج الحروف من مخارجها بتنطع ، هذا ما أقصده بارك الله فيك ..
وإن كنت أعمل بفتوى الشيخ ابن باز وابن عثيمين على أن حكمه مستحب ؛ لكن التشدد في تطبيق الأحكام لا أظن أن أحدا من العلماء أوصى به ، بل شنّع على من يعمل به ..
وسبب نقلي لفتوى الشيخ ( ابن باز وابن العثيمين ) - رحمهما الله - لأني أعيش هذا الواقع المرير - واقع التشدد في أحكام التجويد - وذلك في مراكز التحفيظ ، والله المستعان ! بحكم تخصصي في هذا الفن ..
جُعلت أحكام التجويد وإتقان الحروف بإخراجها من مخرجها الصحيح شغلهم الشاغل وشكوانا إلى الله ، لدرجة أنهم جعلوها واجبة ((( ومن لم يجود القرآن آثم ))) !!! وهذا شطر من بيت لعالم في التجويد ، وأنا أعرف أناسا جلّ وقتهم في التجويد ؛ لكنهم قليلو بضاعة في العلم والمعرفة ، قليلو البضاعة في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حتى أنهم يقولون أحيانا ما يخالف الشرع ، وبلا شك بسبب جهلهم في أمور الدين ، وإذا سألت نفسك ما السبب ؟ تلقى الجواب : انغماسهم في هذا الفن حتى ألقوا العلوم الأخرى الشرعية وراءهم ظهريا !
وأنا هنا لا أعم ، وأكرر أنا هنا لا أعم ، بل هناك الكثير ممن يشار إليهم بالبنان ، لهم باع في التجويد وفي الفنون الأخرى ..
وأذكر سابقا نصيحة من المحفظة التي كانت تحفظني وزميلاتي القرآن بأنها قالت لنا يوما : ( أتـُردن الوقت الذي تستطعن فيه إتقان الحروف بشكل جميل جدا وتعطين كل حرف حقـّه ومستحقـّه ) قلنا : ماذا ائتينا به ؟ قالت : ( في الصلاة !!! عندما تقرأنَ القرآن !!! ركزنَ على الحروف وعلى مخارجها من أين تخرج ) وأخذت تتكلم وتتكلم ، فصحت بها قائلة : وأين الخشوع ؟؟؟ أأترك كل الأوقات وأركز على الحروف أثناء مناجاتي لربي ؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب !! لا وعلى ماذا على أحكام التجويد التي أعطيت أكبر من حجمها ؟؟ ، فردت علي برد ضعيف ، فأسفت على حالها ، وحزنت حزنا شديدا ..
الحفظ مع التفسير هو الذي يُعتنى به حق العناية لا التجويد ، حتى أن هناك بنات صغيرات لم يُتقنّ الحفظ بعد ؛ لأنه لم يمر على حفظ الآيات اللاتي حفظنها إلا وقتا يسيرا ، ويُردن التسميع بعد الحفظ ، وما أن بدأت الطفلة الصغيرة بالتسميع مبتدئة بالبسملة ، حتى قالت لها المحفظة فورا : أخرجي حرف الراء جيدا ، علما بأنها أخرجته ولكن ليس بالشكل الذي تريده ، وأخذت قرابة الربع ساعة وهي تحاول أن تخرج حرف الراء - في الرحمن أو الرحيم - من مخرجه الصحيح ، حتى نسيت الآيات التي حفظتها ! طيب الآن ماذا استفادت ؟ الآيات نسيتها !! وإلى الله المشتكى ..
وهذا نموذجا مما شاهدته في مراكز التحفيظ من تشدد وتزمت إلى أبعد الحدود ، بدل ما أن يهتموا في الحفظ والعلوم الشرعية الأخرى أصبح التجويد أكبر همهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ولا يسعني إلا أن أقول : صدق والله شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) صدق في كل كلمة قالها وكأنه يصف حالنا ..
أعتذر أيها الفاضل على الإطالة ولكني ضقت بهم ذرعا ، فأسأل الله لي ولهم وللجميع الهداية ..