من مقال ازمة القيادة لمحمد العبدة والاثر فى اخر الكلام
هذا النموذج من القيادة لا يستطيع أحدهم تقديم الجديد فلا يجد أمامه إلا أن يستعيد ويردد مواقفه السابقة، ولكن الظروف تتجدد والاحتياجات تزداد وهو غير قادر على الاستمرار، عندئذ يقاوم ظهور قيادات جديدة من الجيل الثاني، ثم إن الاتجاه الهرمي الضيق في أمثال هذه المؤسسات لا يسمح بوجود المقتدرين من المثقفين في قمة القيادة مع أنهم كثر، وهناك نموذج من القيادات لا يحبون أن يبرز من حولهم قيادات شابة كالشيخ الذي يغار من تلامذته أن يصبح أحدهم مشهورا أكثر من أستاذه، وما هكذا كانت تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فقد كان كثير المشاورة لهم ويرسلهم في المهمات الكبيرة، وظهر منهم القائد العسكري والإداري والعالم والفقيه، وقد اطمأن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وجود قيادات تستمر من بعده مثل أبي بكر وعمر فقال: «ما أدري ما بقائي فيكم وفيكم أبو بكر وعمر».