لا يشك باحث في أهمية كتاب الكشاف لمحمود بن عمر الزمخشري على المستوى اللغوي عمومًا والبلاغي على وجه الخصوص ، وقد ضمن الزمخشري كتابه الكشاف آراءه الاعتزالية، ونظرًا لمكانة الكتاب وأهميته اهتم به العلماء فقام الحافظان جمال الدين الزيلعي والحافظ ابن حجر العسقلاني بتخريج أحاديثه، بينما تصدى أحمد بن محمد بن منصور المعروف بابن المُنيِّر (620هـ - 683هـ) (بضم الميم وفتح النون بعدها ياء مشددة مكسورة) لبيان المسائل الاعتزالية في الكتاب وسمى كتابه (( الانتصاف على الكشاف)) أو (( الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال)) لكن ابن المُنيِّر كان أشعريًا لذلك فقد نقد اعتزاليات الزمخشري بناء على مذهبه الأشعري وهذا أيضًا من الخطورة بمكان ، لكن سخر الله من أهل السنة من يقوم بدراسة هذه المسائل الاعتزالية في كتاب الكشاف على طريقة أهل السنة والجماعة وهو الأستاذ صالح بن غرم الله الغامدي عميد كلية المعلمين في الباحة سابقًا وذلك في بحث تقدم به لنيل درجة الماجستير في العقيدة من قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة من كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض بتاريخ 11/2/1417هـ ، وقد طبع الكتاب بدار الأندلس للنشر والتوزيع – حائل ، تحت عنوان ((المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف للزمخشري في ضوء ما ورد في كتاب الانتصاف لابن المنير عرض ونقد))، لذلك أنصح لكل من طالع في كتاب الكشاف أن يقرأ هذا البحث .