تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: دراسة حديث (ماء زمزم لما شرب له)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي دراسة حديث (ماء زمزم لما شرب له)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه تعالى نستعين
    أحبتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد..
    فهذه دراسة متواضعة قمت بها حول حديث (ماء زمزم لما شرب له) بهذا اللفظ، حيث تتبعت طرقه ورواياته، وهي ما ترونها مسطرة أمامكم، وهو جهد المقل نسأل الله أن يطرح القبول والنفع آمين، فأقول وبالله التو فيق:

    هذا الحديث قد رواه ثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم: ابن عباس، وجابر، وعبد الله بن عمرو.
    الرواية الأولى: رواية ابن عباس.
    وهو يروى عنه من وجهين: موصول، وموقوف.
    أولا: رواية الموصول:
    وهو يروى عنه من طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه. أخرجه كلٌ من:
    1) الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج1/ص646) قال:
    حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو عبد الله محمد بن هشام المروزي، ثنا محمد بن حبيب الجارودي، ثنا سفيان بن عيينة، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له، فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذا عاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه". هذا حديث صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي ولم يخرجاه.
    قال المنذري في (الترغيب والترهيب ج2/ص136): يعني محمد بن حبيب. قال الحافظ: سلم منه؛ فإنه صدوق. قاله الخطيب البغدادي وغيره. لكن الراوي عنه محمد بن هشام المروزي لا أعرفه. أهـ

    2) الدارقطني في (السنن ج2/ص289) قال:
    ثنا عمر بن الحسن بن علي، ثنا محمد بن هشام بن عيسى المروزي، ثنا محمد بن حبيب الجارودي، نا سفيان بن عيينة، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل".
    قال ابن حجر في (لسان الميزان ج5/ص115):
    فهذا خطأ الجارودي وصله، وإنما رواه بن عيينة موقوفا على مجاهد، كذلك حدث به عنه حفاظ أصحابه كالحميدي وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم.أهـ
    وقال الذهبي في (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5/ص223):
    فآفة هذا هو عمر، فلقد أثم الدارقطني بسكوته عنه، فإنه بهذا الإسناد باطل ما رواه ابن عيينة قط، بل المعروف حديث عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر مختصرا.

    ثانيا: رواية الموقوف:
    يروى عن مجاهد من طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عنه. أخرجه عنه الأزرقي و الفاكهي، كلاهما في (أخبار مكة):
    قال الأزرقي في (أخبار مكة ج1/ص50):
    حدثنا جدي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تريد شفاء شفاك الله، وإن شربته لظمأ أرواك الله، وإن شربته لجوع أشبعك الله، وهي هزمة جبريل بعقبه، وسقيا الله إسماعيل عليه السلام).
    وقال الفاكهي في (أخبار مكة ج2/ص10):
    حدثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: (ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تريد شفاء شفاك الله، وان شربته لظمأ أرواك الله) وربما قال: (إن شربته يقطع عنك الظمأ قطعه الله وان شربته لجوع أشبعك الله) قال: (وهي برة، وهي هزمة جبريل عليه السلام بعقبه وسقيا الله إسماعيل).
    قال ابن حجر في (فتح الباري ج3/ص493):
    وفي المستدرك من حديث بن عباس مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له" رجاله موثقون إلا أنه اختلف في إرساله ووصله وإرساله أصح.أهـ

    الرواية الثانية: رواية عبد الله بن عمرو.
    وهي تروى عنه من طريق عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج عن عطاء عنه. تفرد بها:
    البيهقي (في شعب الإيمان ج3/ص481) قال:
    أخبرنا علي بن احمد بن عبدان، أنا احمد، نا أبو علي بن سختويه، نا سعدويه، عن عبد الله بن المؤمل، عن ابن جريج عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".

    الرواية الثالثة: رواية جابر بن عبد الله.
    وهي تروى عنه من طريقين:
    الأول: من طريق أبي الزبير عنه. وهو يروى عنه من ثلاثة (3) طرق:
    الطريق الأول: طريق عبد الله بن المؤمل. أخرجه كلٌ من:1) ابن ماجة في (السنن ج2/ص1018) قال:
    حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، قال: قال عبد الله بن المؤمل: إنه سمع أبا الزبير يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ماء زمزم لما شرب له".
    قال البوصيري في (مصباح الزجاجة ج3/ص209): هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل. أهـ

    2) البيهقي في (السنن الكبرى ج5/ص148) قال:
    أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأ أحمد بن عبيد، ثنا الباغندي وأحمد بن حاتم المروزي، قالا: ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".

    3) ابن أبي شيبة في (المصنف ج3/ص274) قال:
    حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا سعيد بن زكريا وزيد بن الحباب، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".

    4) الطبراني في (المعجم الأوسط ج1/ص259) قال:
    حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن عبد الله بن المؤمل، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله: "ماء زمزم لما شرب له".
    وأيضا في (المعجم الأوسط ج9/ص26):
    حدثنا المقدام، ثنا خالد بن نزار، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".

    5) الإمام أحمد بن حنبل في (المسند ج3/ص357) قال:
    ثنا علي بن ثابت، حدثني عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".

    6) ابن عدي في (الكامل في ضعفاء الرجال ج4/ص136) قال:
    ثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد، ثنا إسحاق بن بهلول، ثنا معن بن عيسى، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".

    7) العقيلي في (الضعفاء ج2/ص302) قال:
    حدثنا بن أيوب، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبى الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له".

    8) الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ج3/ص179) قال:
    حدثنا أبو يعلى احمد بن عبد الواحد، حدثنا احمد بن الفرج بن محمد الوراق، حدثنا احمد بن محمد بن سعيد، حدثني محمد بن القاسم بن محمد المدائني، حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبى الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له". قال قبيصة: وسمعته من عبد الله بن المؤمل.

    9) الأزرقي في (أخبار مكة ج1/ص52) قال:
    حدثني محمد بن يحيى، عن الواقدي، عن عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي قال: "ماء زمزم لما شرب له".

    10) أبو نعيم في (تاريخ أصبهان ج1/ص463) قال:
    أخبرنا عبد الله بن جعفر فيما أذن لي، ثنا عامر بن عامر، ثنا محمد بن سنان العوفي، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".

    11) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج32/ص435) قال:
    أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء، أنا منصور بن الحسين واحمد بن محمود قالا: أنا أبو بكر بن المقرئ، حدثني محمد بن عبد الرحيم الخويي في مجلس ابن قتيبة، نا محمد بن عبد الله النيسابوري، نا الحسن بن عيسى، قال: رأيت ابن المبارك دخل زمزم فاستقى دلوا واستقبل البيت ثم قال: اللهم أن عبد الله بن المؤمل حدثني عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"، اللهم أني اشربه لعطش يوم القيامة. فشرب.


    الطريق الثاني: طريق حمزة الزيات عنه. تفرد بها:الطبراني في (المعجم الأوسط ج4/ص139) قال:
    حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال: نا إبراهيم بن أبي داود البرلسي، قال: نا عبد الرحمن بن المغيرة، قال: نا حمزة الزيات، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له". لم يرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا عبد الرحمن بن المغيرة.

    الطريق الثالث: طريق إبراهيم بن طهمان عنه. تفرد بها:البيهقي في (السنن الكبرى ج5/ص202) قال:
    أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو نصر بن قتادة، قالا: ثنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بهراة، أنا معاذ بن نجدة، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا أبو الزبير، قال: كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا فحضرت صلاة العصر فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبب به، ورداؤه موضوع، ثم أتى بماء من ماء زمزم فشرب ثم شرب، فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له"، قال: ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: "أن أهد لنا من ماء زمزم ولا يترك" قال: فبعث إليه بمزادتين.

    الثاني: من طريق محمد بن المنكدر عنه. أخرجها كلٌ من:
    1) البيهقي في (شعب الإيمان ج3/ص481) قال:
    أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمد بن احمد بن يعقوب الشيخ الصالح، نا جعفر بن احمد بن الدهقان، نا سويد بن سعيد، قال: رأيت ابن المبارك أتى زمزم، فملأ إناء، ثم استقبل الكعبة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال نا، عن ابن المنكدر، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له". وهو ذا، اشرب هذا لعطش يوم القيامة. ثم شربه.

    2) الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد ج10/ص166) قال:
    أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمد بن عباد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، ثم قال: اللهم إن بن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له"، وهذا اشربه لعطش القيامة. ثم شربه.

    3) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج13/ص78) قال:
    أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن الحسين بن سعيد، قالا: نا وأبو النجم بدر بن عبد الله، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمد بن عباد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له"، وهذا أشربه لعطش يوم القيامة. ثم شربه.
    وقال أيضا في (تاريخ مدينة دمشق ج32/ص435):
    أخبرنا أبوا الحسن قالا: نا وأبو النجم، أنا أبو بكر الخطيب، أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الاسترابادي قال: سمعت القاضي أبا بكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول: سمعت القاسم بن محمد بن عباد بالبصرة قال: سمعت سويد بن سعيد يقول: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم أن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ماء زمزم لما شرب له ح وهذا اشربه لعطش القيامة ثم شربه.
    أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أنا أبو بكر احمد بن الحسين، أنا أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمد بن احمد بن يعقوب الشيخ الصالح، نا جعفر بن احمد الدهقان، نا سويد بن سعيد قال: رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ الإناء ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم أن ابن أبي الموال حدثنا عن ابن المنكدر، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"، وهو ذا اشرب هذا لعطش القيامة. ثم شربه.
    كذا قالا: ابن أبي الموال، والمحفوظ عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير.
    قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء ج8/ص394): كذا قال: ابن أبي الموال، وصوابه: ابن المؤمل عبد الله المكي، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير، عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد، رواه الميانجي عن ابن عباد.أهـ


    ومما يشهد للحديث عموما، ما أخرجه كلٌ من:
    (1) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج45/ص308) قال:
    أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، عن أبي بكر الحداد، أنا تمام بن محمد، نا أبو الميمون بن راشد، نا عمر بن علي الحلواني بدمشق، قال: سمعت ابن المقرئ يقول: كنا عند ابن عيينة فجاءه رجل فقال: يا أبا محمد ألستم تزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"؟ قال: نعم. قال: فإني قد شربته لتحدثني بمائتي حديث. قال: اقعد. فحدثه بها.

    (2) الفاكهي في (أخبار مكة ج2/ص32) قال:
    حدثني عبد الله بن عبد الرحمن العنبري من أهل مصر، قال: حدثني إبراهيم بن يعقوب الفارسي، قال: ثنا عمران بن موسى، عن أبي الجارود المكي، عن رجل من أهل مكة قال: دخلت إلى زمزم فإذا فيها رجل يستقي فقال لي: ما تصنع بهذا الماء؟ فقلت له: أشرب؛ لما جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لي: اشرب لظمأ يوم القيامة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له"، قال: فالتفت فلم أره.

    أقوال أهل العلم حول الحديث:
    قال ابن حجر في (تلخيص الحبير ج2/ص268):
    قال البيهقي: تفرد به عبد الله وهو ضعيف. ثم رواه البيهقي بعد ذلك من حديث إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير، ولا يصح عن إبراهيم. قلت: إنما سمعه إبراهيم من ابن المؤمل.
    ورواه العقيلي من حديث ابن المؤمل، وقال: لا يتابع عليه.
    وأعله ابن القطان به وبعنعنة أبي الزبير، لكن الثانية مردودة، ففي رواية ابن ماجة التصريح بالسماع.
    ورواه البيهقي في شعب الإيمان والخطيب في تاريخ بغداد من حديث سويد بن سعيد عن بن المبارك عن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر عن جابر، كذا أخرجه في ترجمة عبد الله بن المبارك، قال البيهقي: غريب تفرد به سويد. قلت: وهو ضعيف جدا، وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن، حتى قال يحيى بن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا، من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير.
    قلت: وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل عن أبي الزبير، كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة، فجعله سويد عن أبي الموال عن ابن المنكدر، واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الإسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح، لأن ابن أبي الموال انفرد به البخاري، وسويدا انفرد به مسلم، وغفل عن أن مسلما إنما أخرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به، فضلا عما خولف فيه.
    وله طريق أخرى من حديث أبي الزبير عن جابر أخرجها الطبراني في الأوسط في ترجمة علي بن سعيد الرازي.
    وله طريق أخرى من غير حديث جابر رواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة، عن بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفي به شفاك الله..." الحديث.
    قلت: والجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة والحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله.
    ومما يقوي رواية ابن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي قال: كنا عند ابن عيينة فجاء رجل فقال: يا أبا محمد الحديث الذي حدثتنا عن ماء زمزم صحيح؟ قال: نعم. قال فإني شربته الآن لتحدثني مائة حديث. فقال: اجلس. فحدثه مائة حديث.أهـ

    وقال ابن الملقن في (خلاصة البدر المنير ج2/ص26):
    وقد رواه أحمد وابن أبي شيبة وابن ماجه والبيهقي من رواية أبي الزبير عن جابر، قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل. قلت: لا بل توبع. وعبد الله هذا سيء الحفظ ضعفوه، قال العقيلي: ولا يتابع عليه. قلت: بلى.
    وقال أبو محمد المنذري: هو حديث حسن. وأعله ابن القطان بتدليس أبي الزبير عن جابر. قلت: قد صرح بالتحديث في رواية ابن ماجه. وذكره الحافظ شرف الدين الدمياطي من حديث جابر وليس فيه عبد الله هذا وقال: إنه على رسم الصحيح.
    ورواه الحاكم والدارقطني من رواية ابن عباس وقال: صحيح الإسناد إن سلم من رواية الجارودي. قلت: سلم منه، فإنه صدوق لكن الراوي عنه مجهول.
    وروى ابن الجوزي في كتابه الأذكياء أن سفيان بن عيينة سئل عن حديث ماء زمزم لما شرب له؛ فقال: حديث صحيح.أهـ

    قال السيوطي في (شرح سنن ابن ماجه ج1/ص220):
    هذا الحديث مشهور على الألسنة كثيرا، واختلف الحفاظ فيه: فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه، والمعتمد الأول.

    وقال المناوي في (فيض القدير ج5/ص404):
    هذا الحديث فيه خلاف طويل، وتأليفات مفردة، قال ابن القيم: والحق أنه حسن، وجزم البعض بصحته والبعض بوضعه مجازفة. أه
    وقال ابن حجر: غريب حسن بشواهده. وقال الزركشي: أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد.أهـ

    وصلى الله وسلم على بينا ورسولنا محمد
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  2. #2

    افتراضي رد: دراسة حديث (ماء زمزم لما شرب له)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

    من باب الفائدة:
    توجد رسالة في هذا الباب-كأنها للحافظ ابن حجر رحمه الله- ضمن مجموعة رسائل مكتبة البشائر " رسائل العشر الاواخر", وينظر في مراجعها, والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الجزائر العاصمة
    المشاركات
    595

    Lightbulb رد: دراسة حديث (ماء زمزم لما شرب له)

    بارك الله فيكم...
    ولإثراء الموضوع أنقل لكم فتوى من فتاوى شيخنا أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس -حفظه الله-:

    الفتوى رقم: 808
    الصنف: فتاوى الحج
    السـؤال: ما المقصودُ من حديث: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ»)؟ وهل تكفي النية قبل الشُّرب أم لا بدَّ من التلفُّظ بالدعاء؟ أثابكم الله، وبارك في عِلمكم وعُمْركم.
    الجـواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
    فالمرادُ بقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» هو حصول بركةِ ماءِ زمزمَ بحَسَب نية الشارب له، فإن شربه للشبع به أشبعه الله، وإن شربه للاستشفاء به شفاه الله، وإن شربه مستعيذًا بالله أعاذه الله، وهكذا باستحضار نيات صالحة عند شربه ليحصل لأصحابها ما ينوونه بفضل الله عزَّ وجلَّ الذي يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
    قال المناوي عند شرحه ﻟ: «شِفَاءُ سُقْمٍ»: «أي شفاءٌ من الأمراض إذا شرب بنية صالحة رحمانية»).
    وقد ورد في بركتها واستحباب شربها أحاديث منها: قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ وَهِيَ طَعَامُ طٌعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمِ»)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ مَاءٍ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ، وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ»)، وقد «شَرِبَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَتَوَضَأَ»).
    أمَّا التلفُّظ بالدعاء -ففي حدود علمي- لم يثبت في ذلك شيء، أمّا حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّه كان إذا شرب ماء زمزم قال: «اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ») فضعيف لا يصحُّ، ولكن لا يمنع من الشرب منه بنية العلم النافع والرزق الواسع والشفاء من كلّ داء.
    والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
    الجزائر في: 30 من ذي القعدة 1428ﻫ
    الموافق ﻟ: 10 ديسمبر 2007م.


    ١- أخرجه ابن ماجه في «المناسك»، باب الشرب من زمزم: (3062)، وأحمد في «مسنده»: (14435)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (19467)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (9752)، وفي «شعب الإيمان»: (4128)، من حديث جابر رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (2/136)، وابن القيم في «زاد المعاد»: (4/360)، وصححه الألباني في «إرواء الغليل»: (1123).
    ٢- «فيض القدير» للمناوي: (3/489).
    ٣- أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»: (9751)، والطبراني في «المعجم الصغير»: (296)، والطيالسي في «مسنده»: (457)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه. والحديث صححه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (2/135)، والألباني في «صحيح الجامع»: (2435). وأصله في صحيح مسلم: كتاب «فضائل الصحابة»، باب فضائل أبي ذر رضي الله عنه: (6359)، بلفظ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ».
    ٤- أخرجه الطبراني في «الكبير»: (11167)، وفي «الأوسط»: (3912)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال المناوي في «فيض القدير» (3/489): «قال الهيثمي: رجاله ثقات وصحَّحه ابن حبان وقال ابن حجر: رواته موثوقون وفي بعضهم مقال لكنه قوي في المتابعات وقد جاء عن ابن عباس من وجه آخر موقوفا»، والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (1056).
    ٥- أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في «زوائد المسند»: (1/76) رقم: (565)، من حديث علي رضي الله عنه. والحديث صحَّحه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (2/19)، وحسنه الألباني في «الإرواء»: (1/45)، وفي «تمام المنة»: (46).
    ٦- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (1739)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث ضعيف، انظر: «الإرواء للألباني»: (4/333).







  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    باكستان
    المشاركات
    109

    افتراضي

    الرواية الرابعة: رواية ابي ذر
    قال الامام
    أبو نعيم الأصبهاني (المتوفى: 430هـ)
    730- حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا إبراهيم بن الحجاج، حدثنا عبد العزيز بن المختار
    ح وأنا أحمد، حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا أبو كامل الجحدري، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن خالد الحذاء، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء زمزم لما شرب له.
    وقال إبراهيم بن الحجاج: إنها مباركة إنها طعام طعم.
    (الطب النبوي 270/2 )

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •