بسم الله الرحمن الرحيم
تابع هداية السالك إلى فوائد قصة كعب بن مالك - رضي الله عنه -
ترجمة كعب بن مالك - رضي الله عنه -:
كعب بن مالك بن أبي كعب واسم أبي كعب عمرو بن القين بن كعب بن سَوَاد بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعيد بن على بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي، يكنى أبا عبدالله وقيل أبا عبدالرحمن، وأمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة من بني سلمة أيضاً.
لما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة آخى بينه وبين طلحة بن عبيدالله حين آخى بين المهاجرين والأنصار، كان أحد شعراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا يردون الأذى عنه، وكان قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعرف به، ثم أسلم وشهد العقبة، ولم يشهد بدراً وشهد أحداً والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلف عنها، وهو أحد الثلاثة الذين قال الله فيهم:{ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}؛ وهم كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة - رضي الله عنهم -، تخلفوا عن غزوة تبوك فتاب الله عليهم وعذرهم وغفر لهم ونزل القرآن في شأنهم.
وفي يوم أحد لبس كعب - رضي الله عنه - لأمْةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت صفراء، ولبس النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمَتَهُ فجرح كعب بن مالك - رضي الله عنه - أحد عشر جرحاً.
قال محمد بن سيرين – رحمه الله تعالى -:( كان شعراء المسلمين حسان بن ثابت وعبدالله بن رواحة وكعب بن مالك - رضي الله عنه - فكان كعب يخوفهم الحرب، وعبدالله يعيرهم بالكفر، وكان حسان يقبل على الأنساب، فبلغني أن دوساً إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك - رضي الله عنه -:
قضينا من تهامة كل وتـر &&& وخيبر ثم أغمدنا السيوفا
تُخَبِرنـا ولو نطقت لقالت&&& قواطعهن دوسـاً أو ثقيفاً
فلما بلغ دوساً قالوا: خذوا لأنفسكم، لا ينزل بكم ما نزل بثقيف).
توفي - رضي الله عنه - في زمن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة خمسين، وقيل سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن سبع وسبعين، وكان قد عمي وذهب بصره في آخر عمره - رضي الله عنه -.
انظر ترجمته - رضي الله عنه - في:
الإصابة في تمييز الصحابة (5/456برقم7448)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب(2/381برقم2231).
ـــــــــــــ يتبع إن شاء الله تعالى ـــــــــــــ