جزاك الله خيراً يا شيخ محمد.
الحوار له أساليب، وله آداب، والنقاش الذي يكون لأهداف سامية تطرح فيه البركة، ويستفاد منه، أما النقاش العقيم الذي يتم وينبني على كره، وبغض، واستذباح لتخطئة التطرف الآخر، فهذا مذموم، لانقبله في هذا المجلس المبارك، ولو أن هذه الأمور عرفها الجميع، وعمل بها الكبير قبل الصغير، وطبقها طلاب العلم قبل العلماء، والعامة، لوصلنا للمراد، واستفدنا من النقاش، وأصبح لحوارنا فائدة، ولكلامنا معنى، يستفيد منه الجميع، وأصبحنا إخواناً ليس في قلوبنا الا المحبة، والإجلال.
لكن للأسف الشديد فإن بعض الإخوة هدانا الله وإياهم لكل خير لا يرضون الا بتعكير جو النقاش العلمي، ولا يهنى لهم عيش الا إذا ضاقت النفوس ببعضها، وحمل القلب على إخوانهم كرهاً، وحقداً، وكل هذا الفعل المشين يلبسونه بلبوس الشرع، والجرح والتعديل، كذباً وزوراً، فما كان علماء الأمة وسلفها على هذا النهج والطريق الذي سلكه هؤلاء القوم، فهذه رسالة نوجهها لهم "كفوا عنا أساليبكم، واتركونا على خير، دعونا نؤسس مجلساً للعلم، يضم طلاب العلم والعلماء، بعيداً عن تصرفاتكم المشينه، وأساليبكم القذرة، فما نحن في حاجة لها، نريد جواً هادئاً، ملؤه المحبة والصفاء، العلم نتدارسه، والحب في الله نتبادله، والأخلاق نتقاسمها، وفي رياض الجنان نمرح، بعيداً عن الشحناء، والبغضاء، والطعن في الأعراض، وتناول الموتى قبل الأحياء بما لايرضي الله، كفوا عنا غثاكم، واتركونا للعلم وطلابه، دعونا وشأننا، لا تعكروا صفونا، ولا تقلقونا بسفاسف الأمور، التي يخجل الإنسان من ذكرها" هذه رسالةٌ لهم، راجياً من الله أن يهدينا وإياهم لكل خير.
وفي النهاية هذه دعوة جادة لكل راغب في الخير والعلم، هذا المجلس ما فتح الا للعلم وتدارسه، وتدريسه، فأهلاً بك معنا أخاً في الله، نستفيد منك وتفيد منا. لاحرم الله الجميع الأجر.