الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
إلى الأخ: أبي الطيّب*
* انظر الرابط التالي:http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26663
خَفَّ القَطِين...
أَطْرَبْتَنَا يا حاديَ الحنِينِ
إلى نجومِ شِعرنا الكَنِينِ
إِلَى خُزَامَى الـحَرْفِ يَحْتَوِينِي
فَيَنْتَشِي مِنْ عِطْرِهِ وَتِينِي
وأَسْتَقِي مِنْهُ ويَسْتَسْقِينِي
وأَرْتَوِي مِنْهُ عَسَى يَرْوِينِي
******
أَعَدْتَنَا يَا بَاعِثَ الشُّجُونِ
إِلَى الْعَطَاءِ فِي المَدَى الضَّنِينِ
إِلى الحِمَى ظِلالُه تَقِينِي
حُمَّى فَيَافِي التّيهِ والظُّنُونِ
والعِيس تَهْوِي عَذْبَةَ الرَّنِينِ
مِنَ الضِّمَارِ طَلَبَ الحَجُونِ
إلى خِيَامِ السَّمَرِ الرَّصِينِ
يَخْتَالُ بَيْنَ شِدَّةٍ ولِينِ
يُرَاقِصُ النُّجُومَ كالْخَدِينِ
يَبُثُّ نَجْوَاهُ إلى الْخَدِينِ
والشِّعْرُ مَسْكُوبٌ على الجُفُونِ
وفي الشِّفاهِ نُورُ حُورٍ عِينِ
******
أَسْمارُهُم.. ما نَفْحُ الياسَمِين؟
وما افْتِخارُ الرَّوْضِ بالنِّسْرينِ؟
وما ابْتِهاجُ النَّفْسِ بالثَّمِينِ؟
وما احْتِفاءُ الرُّوحِ باليَقِينِ؟
أَذْكُرُها فَتَكْتَوِي شُؤُونِي
بِهَاتِنٍ مِنْ دَمْعِيَ السَّخِينِ
فَأَمْتَطِي مَواجِعَ الأنِينِ
لَعَلَّهَا عَن الشَّجَى تُسْلِينِي
أُنْشِدُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى: كِلِينِي
لِغُرْبَةِ الأَيَّامِ واتْرُكِينِي
لَكِنَّها تَأْبَى بُكَاءَ الحِينِ
وتَنْثَنِي بِصَوْتِها المُبِينِ
إِنَّ الجِيادَ حُرَّةَ العَرِينِ
تَرْضَى النَّوى على الحِمى الـمُهِينِ
******
خَفَّ القَطِينُ فاهْفُ لِلقَطِينِ
والْحَقْ بِرَكْبِ سَارَ بالظَّعِينِ
ودَعْ غُثاءَ الشِّعْرِ لِلْمَنِينِ
يَلُوكُهُ في بَلْقَعٍ سَنِينِ
شاهَ القريضُ وانطلى بالطِّينِ
وشَطَّ عن مَوْرِدِه المَعِينِ
أَوْدَت بِهِ قَوَارضُ السَّفينِ
وأَشْرَبَتْهُ حَمْأةَ اللَّعِينِ
عِصابَةٌ تَقْتاتُ بالدَّرِينِ
مِنْ شَفَةٍ تَرْطُنُ بالضَّغِينِ
رَطانةٌ مَوْؤُدةُ الْجَنِينِ
إِنْ أَفْصَحَتْ تُصْمِمْكَ بالطَّنينِ
تُولَعُ بالدَّخِيلِ والدَّخِينِ
تَوَلُّعَ الذُّبَاب بِالسِّرْجِينِ
تَلْتَقِطُ الْـمَعْنى بِنَهْرِ "السِّينِ"
وتَدَّعِيه قُدَّ مِنْ "مَعِينِ"
تَسْتَبْطِنَ التلْمودَ كالسِّكِّينِ
بَيْنَ حُرُوف الغَدْر بالأَمِينِ
وتَنْتَخي بِرَمْزِهَا الأَثِيني
كَنَخْوَةِ الزَّنيمِ بالعِنِّينِ
الضَّاد سِتْرٌ والنَّوى لاتِيني
كفَاجِرٍ مُتَّشِحٍ بِالدِّينِ
ألفاظُها كالعِهْن في التَّكْوِينِ
مَلْفُوفَة في جُمَلٍ عِزِينِ
******
"حداثةٌ" جَذِيمَةُ الْعِرْنِينِ
زُفَّتْ إلَيْنَا زفَّةَ الظَّنِينِ
فَذْلَكَةٌ مِنْ نَظَرٍ أَفِينِ
مَمْزوجَةٌ بِلَوْثَةِ الأفْيُونِ
سُطُورُها تُنْحَتُ مِنْ سِجِّينِ
وحِبْرُها يُمَدُّ بالغِسْلِينِ
غَنَّتْ لَها دوائر التَّدْجِينِ
فَانْتَشَرَتْ كالنَّار في الجَرينِ
يسندها "اليسارُ" بالتَّثْمِينِ
وتَحْتَفِي بالدَّاعمِ "اليَمِينِي"
إنَّ الضَّلال في فَمِ الأَذِينِ
لَمُؤْذِنٌ بالزَّمَنِ الْـزَّمِينِ
******
"الشِّعْرُ حُرٌّ".. قِيلَ للتَّهْوِينِ
مِنْ عَجْزِهِمْ عَنْ وَثْبَةِ القَمِينِ
والشِّعْرُ فِي زَعْمِهِمُ الغَبِينِ
أَضْحَى أَسِيرَ الْوَزْنِ كالرَّهينِ!
فاعْجَبْ لِحُرٍّ جاء بالْـهَجِينِ!
ومُـحْدَثٍ أَطَلَّ لِلتَّأْبِينِ!
جَعْجَعَةٌ غَرْثَى بِلا طَحِينِ
تَلْهُو بِلُبِّ الجَائِعِ المِسْكِين
******
وَيْلُمِّها دَعْوى بِلا يَقِينِ
تَدَثَّرَت بِالغَثِّ لا السَّمِينِ
جاءت بِشِعْرٍ كالنِّتاجِ الصِّينِي
"مُفَبْرَكٍ" مُبْتَذَلٍ مَهِينِ
لَوْ دَوَّنَتْ أَبْياتَهُ يَمِينِي
لأَنْكَرَتْ حُرُوفُها تَدْوِينِي!
رَمَتْ بِدَاءِ حِقْدِهَا الدَّفِينِ
وانْسَرَبَتْ بِمَكْرِها الكَمِينِ
تَلْمِزُ ماضِي شِعْرِنَا الحَصِينِ
وشِعْرُها لِلْغَربِ كالسَّجِين
يَحْكُمُهُ بِالغَزْوِ والتَّلْقِينِ
تَحَكُّمَ الدَّائِنِ في المَدِينِ
كَأَنَّهَا مِنْ حُمْقِها المَشِينِ
شَمْطَاءُ تَحْتَالُ عَلى السِّنِينِ
تَزَيَّنَتْ بِبَهْرَج التَّلْويِينِ
والقُبْح لا يُسْتَرُ بالتَّزيِينِ
******
يَا زُمْرَةَ "التَّحْدِيثِ" بالتَّخْمِينِ
بِينِي عَنِ الوُجُودِ أَوْ أَبِينِي
ما الشِّعْرُ لَوْلا الضَّادُ؟ خَبِّرِيني
لَوْلا صَدَى إِيقَاعِهَا المَوْزُونِ
نَحْنُ اللَّذُونَ مِنْ ظَلامِ النُّونِ
-والسِّرُّ كُلُّ السِّرِّ في "اللَّذونِ"-
بالـحَرْفِ أَحْيَيْنَاهُ كاليَقْطِينِ
يَنْبُتُ حَوْلَ اليائِسِ الـحَزِينِ
على خُطَى "الضِّلِّيلِ" في التَّبْيِينِ
وفي اقْتِنَاصِ اللَّفْظِ كالشَّاهِينِ
وَفِي الْمَعَانِي خطَّةَ "الرَّهِينِ"
يَلْهُو بِها لَهْوَ الفَتى الْـمَكِينِ
وفي النَّسِيبِ لَوْعَةَ "المَجْنُونِ"
تُذْكِي وجِيبَ العَاشِقِ الطَّعِينِ
و"المتنبّي" مُنْشِدًا "ذَرِيني"
يُناطِحُ النُّجُومَ بالجَبِينِ
شَتَّان بَيْنَ الفارِس الْـرَّكِينِ
ومَنْ يُبارِي قَلِقَ الوَضِينِ
وبَيْنَ سِحْرِ الجَوْهَرِ الـمَكْنُونِ
ولَوْثَةٍ كَنَفْثَةِ التِّنِّينِ
******
الشِّعْرُ نَبْضُ الرُّوحِ فِي الوَتِينِ
وذَوْبُها في مُحْكَمٍ مَتِينِ
يَسْلبُ لُبَّ ذِي الحِجَا الرَّزِينِ
بُِمُرْقِصٍ مُسْتَنْفِرٍ مُلِينِ
للسَّمْعِ مُوسِيقى.. ولِلْعُيُونِ
أَسْرابُ أَطْيافٍ مِنَ الفُتُونِ
ولِلنُّهَى تَأَمُّلُ الرَّزِينِ
يُلْقَى فَيَبْقَى فِي فَمِ القُرُونِ
******
يا غُرْبَةَ الأَيَّامِ لَمْلِمِينِي
وحَلِّقِي بِي الآنَ وانْثُرِينِي
على ضِفَافِ الشِّعْرِ واتْرُكِينِي
لَعَلَّنِي أَلْقَى بِها قَرِينِي
لَعَلَّنِي أُشْفَى مِنَ الحَنِينِ
وأَسْتَرِيح مِنْ شَجَى الأَنِينِ
لَعَلَّ سَمْعِي فِي المَدَى الشَّطِينِ
يَرْتاحُ مِنْ غَثٍّ ومِنْ هَجِينِ
ويا نُيُوبَ الدَّهْر لا تُرِينِي
مِنْ مُحْدَثاتِهِم سِوى الدَّفينِ
رِضِيتُ هَمًّا لَيْس يَرتَضِيني
بَعْضُ الرِّضا مَظِنَّة التَّوْهِينِ!
والسَّمْحُ إِنْ يَسْكُتْ عَنِ المَشِينِ
كالـحُرِّ يَرْضَى بِالعَذابِ الهُونِ
******
آمَنْتُ أَنَّ تَوْبَةَ الخَؤُونِ
لا تُرْتَجَى.. كَعِذْرَةِ الحَقِينِ
وأنَّ رِدَّة الحِجَا الأَفِينِ
شِفاؤها يَأْتِي مع التَّخْشِينِ
بِدِرَّة "الفارُوقِ" دُونَ لِينِ
أو ذِي فَقارِ "الأنْزَعِ البَطِينِ"
أو مَحْقَةِ "العتيقِ" لِلظُّنُونِ
بِصارِمِ الحياةِ والمَنُونِ
******
إِنَّ السِّنِينَ -وهْيَ لا تَأْتِينِي
إِلاَّ بِمَحْضِ الخَبَرِ اليَقِينِ
لِسانُها فِي غُرْبَتِي ضَمِينِي
وكَمْ ضَمِينٍ لَيْسَ بِالأَمِينِ-
قَدْ أَنْبَأَتْنِي أَنّ هَدْمَ الدِّينِ
أَوَّلُهُ التَّحْرِيفُ لِلْمُبِينِ
بِالنَّيْلِ مِنْ لِسَانِنا الـمَصُونِ
والعَيْثِ فِي المَنْثُورِ والمَوْزُونِ
مِنْ عُصْبَةِ التَّجْدِيدِ بِالتَّكْفِينِ
لِرُوحِ ماضٍ نَاصِعِ الجَبِينِ
فَعُدُ بِنَا يا حَادِي الحَنِينِ
عَلَى مَطَيِّ الرَّجَزِ الـمُبِينِ
إِلَى خِيَامِ الشِّعْرِ لا التَّزْكِين
ودَوْحَةِ القَرِيضِ لا التَّهْجِينِ
أَوْ طِرْ بِهِمْ عَنَّا لِيَوْمِ الدِّينِ
_ الواحدي _