آثار كلامه ضجة كبيرة بين الحضور....ابن حميد: الاجتهاد ليس مقصورا على الفروع وإنما يدخل أيضا في الأصول ..والركبان يثور غاضبا
آثار البحث المقدم من معالي الشيخ صالح بن حميد حول الاجتهاد ضجة كبيرة بين الحضور حيث تعرض فيه الشيخ إلى القول بأن الاجتهاد لا يقتصر على الفروع فقط بل يتعدى ذلك إلى الأصول أيضا .
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى لمؤتمر الفتوى وضوابطها والتي كانت بعنوان الاجتهاد الجماعي وأهميته في مشكلات العصر وقد شارك فيها كل من معالي الدكتور عصام البشير رئيسيا للجلسة ومعالي الدكتور صالح بن حميد وفضيلة الدكتور محمد تقي العثماني وفضيلة الدكتور وهبة الزحيلي وفضيلة الدكتور شعبان إسماعيل وفضيلة الدكتور أحمد الريسوني حيث قال حفظه الله في بحثه ويحسن – في هذا المقام – التنبيه لمسائل: الأولى: "قال في تيسير التحرير" : إن ما يقع من بذل الوسع في العقليات من الأحكام الشرعية الاعتقادية اجتهاد عند الأصوليين... والأحسن فيها تعميم التعريف بحيث يعم العمليات والاعتقاديات ظنية كانت أو قطعية" وقد صحح شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وقوع الاجتهاد في مسائل الأصول والفروع فقال – رحمه الله –: (ولم يفرق أحد من السلف ولا الأئمة بين أصول وفروع بل جعل الدين قسمين أصولاً وفروع ا لم يكن معروفا في الصحابة والتابعين ولم يقل أحد من السلف والصحابة والتابعين إن المجتهد الذي استفرغ وسعه في طلب الحق يأثم لا في الأصول ولا في الفروع... وحكوا عن عبيد الله العنبري أنه قال كل مجتهد مصيب ومراده أنه لا يأثم , وهذا قول عامة الأئمة كأبي حنيفة والشافعي وغير" .
هذا وفي معرض مداخلته أيد الأستاذ الدكتور سعود الثبيتي الشيخ في رأيه واستدل على ذلك بأن الإمام أبو حنيفة وهو المؤسس الأول للمذاهب الإسلامية – كما يقول الدكتور - يقول إن الإيمان هو قول واعتقاد ولا يدخل العمل فيه بل العمل خارج عن الإيمان وأيضا جبريل عليه السلام حينما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن الإيمان والإسلام والإحسان ثم سألهم عن الساعة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما المسؤول عنها بأعلم من السائل وهذا أمر من أمور العقيدة " .
وقد تصدى لهذا القول الشيخ عبد الله الركبان وثارا غاضبا منددا بهذا القول ومطالبا بضرورة إغلاق الحديث فيه قائلا : إن هذا القول مزلة أقدام وينبغي ألا يخاض فيه وألا يتحدث عنه" ويرى فضيلته أن الحديث في هذا الموضوع يفتح بابا خطيرا على الأمة الإسلامية في أصولها وثوابتها.
وبين الطرفين توسط الدكتور محمد أحمد لوح عميد الكلية الإسلامية بالسنغال حيث أكد على ضرورة توضيح المسألة وتفصيلها وتساءل ما إذا كان المراد بالاجتهاد في الأصول الاجتهاد في فهم النص أم المراد الاجتهاد المطلق.
أما الدكتور عبد الوهاب .....فقال: إن ما تطرق إليه معالي الدكتور صالح حول الاجتهاد في الأصول فيه نظر ويرد عليه استشكالات كثيرة فهل المقصود من الأصول الحديث عن هذه الفرق الإسلامية وعقائدها أم أن الباب مفتوح للاجتهاد العام في أصول الدين وإذا كان الباب مفتوحا فإنه يؤدي مفاسد عظيمة ولذا لا بد من توضيح الأمر وتبينه.
فقد صرح بأن الأمور القطعية منطقة محظورة ممنوعة لا يحق لأحد الاجتهاد ولا الدخول إليها وأبان أن الحديث في هذا الأمر له مخاطر عظيمة إذا أن الأمر فيه ليس له نهاية.
واكد على أن الحديث في هذا الأمر هو الذي أدى بالبعض إلى الاجتهاد بزعمه في حكم التعدد وبالتالي تحريمه وإلى تفكير البعض في أمريكا بنقل صلاة الجمعة إلى يوم الأحد حتى يكثر المصلين بزعمه وإلى أمور كثيرة بدأ تظهر على الساحة بسبب هذا الخلط ولذا فإنه لا بد أن نؤكد على أن الأمور القطعية منطقة محظورة ممنوعة لا يجوز لأحد الاجتهاد فيها .
هذا وبعد الجلسة حاول موقع الفقه الإسلامي معرفة وجهة نظر الشيخ الركبان على وجه التفصيل إلا أن الشيخ اعتذر وأكد على ضرورة إغلاق الحديث في هذه المسألة وعدم التعرض لها.
المصدر:
موقع الفقه الإسلامي