بسم الله الرحمن الرحيم
خمس مقالات خلال أسبوع واحد في الصحف السعودية كلها تدعو لاختلاط النساء بالرجال، وتتباكى على حال السعودية المعزولة عن أخيها الرجل في العمل والدراسة والأنشطة!!
فالكاتب إبراهيم طالع الألمعي كتب مقالا في الوطن بعنوان:
قذفُ المرأة
افتتحه بتهديد ووعيد لمن يتجرأ ويصف المرأة بالعورة!!
وأعتبر أن ذلك الوصف يعد قذفا ومهانة لها!!
بالطبع ليس غريبا أن يتفوه مسخ من مسوخ الليبرالية والحداثة بمثل هذا الكلام الذي يحمل جرأة وتطاولا على مقام النبوة، فالذي وصف المرأة بأنها عورة هو رسول الله ، وليس غريبا أن يسلك كلامه هذا في صحيفة الوطن أو أي صحيفة سعودية، بعد أن رأينا التجاوزات الغريبة للإعلام لدينا على نظام الدولة الإعلامي، ولا يزال الأمل كبير جدا في ولاة الأمر أن ينظروا في هذه التجاوزات التي لا تتوافق مع نظام الدولة ودستورها.
أيضا الكاتب محمود الصباغ خرج بمقال درامي سيء يصف فيه الحالة النفسية لذلك المصور الشاب المسالم الذي رتب رحلة تصوير مختلطة "بريئة" لشباب وشابات، لكن الهيئة -هداهم الله- بصلافتهم وجلافتهم -التي لا تروق للصباغ ومن على شاكلته من دعاة الاختلاط- أفسدوا على ذلك الشاب الطيب الهادئ ومن معه الفتيان والفتيات رحلتهم !!
عنوان المقال: من بُعبُع الاختلاط .. إلى المُجتمع الواثق
أما الكاتبة حصة آل الشيخ فقد كانت الأكثر حماسا حيث اجتهدت -لا شكر الله سعيها- في اخراج مقالين متواليين عن الاختلاط، ختمت الأخير بعبارة عجيبة تبرهن على ضيق أفق الليبراليين السعوديين من الجنسين؛ حيث قالت:
حكمة: مجرد وجود المرأة في أي مجتمع بجوار الرجل يبعث على الرقي بمستوى المجتمع كله.
إن أرادت وجودها مع الرجل كزوجة وأم وأخت وراعية لشؤون البيت والتربية وقائمة على تعليم النساء في مجالهن الخاص بهن فنعم،
لكن وتبعا لفكر المرأة وللسياق الذي وردت فيه العبارة فواضح أنها تقصد الجوار المطلق، وهو الجوار الذي يتباكون عليه ليل نهار!!،
وهذا لعمري هو قمة السطحية والغباء، إذ من غير المعقول والمنطقي أن يختزل رقي المجتمع في التجاور والامتزاج الذي يطالبون به!!، بل لا علاقة للرقي بذلك، وعلى العكس تماما فالاختلاط والممازجة التي يحلم بها الليبراليون وينظرون لها ويتباكون عليها هي سبب للانتكاسة الأخلاقية التي يعانيها الغرب ومن سار على دربهم، أما الرقي فسببه الحقيقي الاهتمام بجوانب المعرفة والبحث العلمي.
وفي الغالب أن المخترعين والمبدعين في المجالات العلمية التقنية والمختراعات هم من الرجال!.
ثم السؤال الذي يفرض نفسه هل بعد المرأة عن الرجل وبعده عنها في أماكن التعلم والعمل والبحث يشوش على خلايا المخ فتتوقف عن العمل والتفكير والابداع والإنتاج؟؟؟
وعنوان مقالها: الاختلاط..ونقاط التقاء المصالح الذكورية
الكاتبة اللسانية حسناء القنيعير والتي حملت على عاتقها التنظير الديني النسوي للجماعة الليبرالية،
فخرجت بمقال بعنوان: تلقي النصّ الديني بين روحه وحرفيته ! 2 - 2
تنظر فيه للاختلاط بطريقة عجيبة وتشير فيه إلى أن لفظة "اختلاط" مبتدعة لم يكن لها أصل في العهد النبوي..الخ.
والمقال كما يبدو واضحا ضمن سلسلة مقالات للكاتبة تؤصل فيها على الطريقة الليبرالية الحداثية للفصل بين المدلول اللغوي للنص وبين مفاهيم روحية له يختص بها الليبراليون دونا عن غيرهم!!، هذه المفاهيم الروحية عجز عن الوصول إليها الصحابة والتابعين ومن تبعهم من جبال العلم!! لكن الدكتورة العبقرية-صاحبة السقطة المشهورة في حديث النمص- وصلت إليها!! -حقا إنه زمن الرويبضة!-
ومما يثير العجب الحماس الذي تبديه بعض النسوة لقضية الاختلاط بلا رادع من حياء، إذ الرجل لو كتب مطالبا به -أي الاختلاط- لعرفنا مغزاه ومراده ومطمعه في المرأة، لكن المرأة عندما تطالب به ما الذي تريده وترنو إليه؟؟
هل يقال أن لها مطمعا في الرجل؟؟
أمر عجيب والله!!!!