بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد...
وبه تعالى نستعين
أحبتي الكرام، ليس هدفنا في هذا المنتدى المبارك إلا التدارس والإفادة وطلب الحق وبث الخير والفائدة، أما غير ذلك فليس مقصودا عندنا، ونبرأ أن نكون ممن يطبقه.
لا أريد الإطالة فسامحني الله تعالى وإياكم آمين، وبالنسبة لتخريج الحديث فهذا الذي استطعت أن أقف عليه من رواياته (لا قص ولا لصق)، فأقول وبالله التوفيق:
قصة الحديث قد رواها كلٌ من:
1) الطبراني في (المعجم الكبير ج24/ص71) قال:
حدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عمر الضرير، أنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن سمينة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فاعتل بعير صفية، وكان مع زينب فضل ظهر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن بعير صفية قد اعتل فلو أعطيتها بعيرا" قالت: أنا أعطى تلك اليهودية. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرها بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وأياما من ربيع حتى رفعت متاعها وسريرها وظنت أنه لا حاجة له فيها فبينا هي ذات يوم قاعدة نصف النهار وإذ رأت ظلة قد أقبل فأعادت سريرها ومتاعها.
2) الطبراني في (المعجم الأوسط ج3/ص99) قال:
حدثنا أبو مسلم، قال حدثنا أبو عمر الضرير، قال أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن سمية، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ونحن معه فاعتل بعير لصفية، وكان مع زينب فضل ظهر، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن بعير صفية قد اعتل فلو أعطيتها بعيرا لك"؟ فقالت أنا أعطي هذه اليهودية. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرها بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وأياما من شهر ربيع الأول حتى رفعت متاعها وسريرها فظنت أنه لا حاجة له فيها فبينما هي ذات يوم قاعدة بنصف النهار ورأت ظله قد أقبل فأعادت سريرها ومتاعها. لم يرو هذين الحديثين عن ثابت إلا حماد بن سلمة.
قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج4/ص323): قلت: رواه أبو داود باختصار، ورواه الطبراني في الأوسط وفيه سمية روى لها أبو داود وغيره، ولم يجرحها أحد، وبقية رجاله ثقات.
3) إسحاق بن راهوية في (المسند ج3/ص779) قال:
أخبرنا سليمان بن حرب وعفان بن مسلم، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن سمية، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة فظلع بعير لصفية، ومع زينب فضل ظهر، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أعطيها من ظهرك بعيرا" فقالت: أنا أعطي هذه اليهودية. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرها بقية ذي الحجة والمحرم وبعض صفر حتى ظنت أنه لا حاجة له بها. قالت عائشة: فبيننا أنا يوما منتصف النهار إذا رأيت ظله قد مر حتى دخل عليها وكانت قد رفعت سريرها ومتاعها فردت متاعها وسريرها.
4) أحمد بن حنبل في (المسند ج6/ص261):
حدثنا عبد الله، حدثني أبى، ثنا يونس، ثنا حماد يعنى بن سلمة، عن ثابت، عن شميسة، عن عائشة: أن بعيرا لصفية اعتل وعند زينب فضل من الإبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب: "إن بعير صفية قد اعتل فلو انك أعطيتيها بعيرا" قالت: أنا أعطى تلك اليهودية" فتركها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرين أو ثلاثا حتى رفعت سريرها وظنت انه لا يرضى عنها. قالت: فإذا أنا بظله يوما بنصف النهار فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعادت سريرها.
وقد أشار إلى القصة كلٌ من:
1) الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج4/ص45) قال:
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وكانت من سراري رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحانة بنت زيد بن سمعون من بني النضير، قال بعضهم: من بني قريظة، وكانت تكون في النخل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيل عندها أحيانا، وكان سباها في شوال سنة أربع. قال أبو له صلىوهن أربع مارية القبطية وريحانة وجميلة، أصابها في السبي فكادت نساؤه خفن أن تغلبهن عليه، وكانت له جارية أخرى نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش وقد كان هجرها في شأن صفية بنت حيي ذا الحجة والمحرم وصفر، فلما كان شهر ربيع الأول الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي عن زينب ودخل عليها، فقالت: ما أدري ما أجزيك. فوهبتها له صلى الله عليه وسلم.
2) ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق ج3/ص242) قال:
فأما أبوعبيدة فذكر أنه كان له أربع ولائد: مارية القبطية وريحانة من بني قريظة وكانت له جارية أخرى جميلة أصابها في السبي فكادها نساؤه وخفن أن تغلبهن عليه، وكانت له جارية نفيسة وهبتها له زينب بنت جحش وكان هجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن صفية بنت حيي ذا الحجة والمحرم وصفر، فلما كان شهر ربيع الأول الذي قبض فيه النبي صلى الله عليه وسلم رضي عن زينب ودخل عليها. فقالت: ما أدري ما أجزيك. فوهبتها له صلى الله عليه وسلم.
أما رواية أبي الشيخ فأوردها الأخ (أبا بردة) مأجورا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد.